من هو الداعية السوداني “مزمل فقيري” وماقصة مواجهته لعقوبة “الإعدام”

سطع نجم الداعية السوداني المُثير للجدل الشاب “مزمل فقيري” من خلال أركان النقاش التي كان يتزعمها بالجامعات السودانية، ثم تطورت إلى مقاطع الفيديو التي يتبادلها بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي لمحاضرات وعظية ينتهج فيها أسلوباً ساخراً لاقت رواجاً كبيراً حتى وصلت دول الخليج، وقد عرضت جانباً منها قناة العربية .
ويحرص” فقيري ” للتطرق إلى مواضيع من أسماهم بـ “دعاة الفتنة” الذين يحاولون الزج بالشباب العربي في مناطق الاضطرابات.
كما يحذر فقيري في محاضراته من الأحزاب السياسية التي تتخذ الدين وسيلة لتحقيق مشاريعها.
ويُعرف الشيخ فقيري بأسلوبه الشعبي الساخر الذي ينتقد فيه بشدة المتصوفة ورموزها في السودان ويتهمهم بالكفر والضلال، كما طالت سهامه بعض الجماعات الإسلامية في السودان.
ففي أكتوبر من العام الماضي ألقت شرطة مُباحث الكلاكلات القبض عليه واقتادته من أمام منزله بحي الشجرة بعد تلقي نيابة الكلاكلة بلاغاً من مُحتسبين وقانونيين يُقدّر عددهم بنحو 25 مُحامياً رفعوا صحيفة اتهام لدى نيابة الكلاكلات ضده، على خلفية ما وصفوه باتّهامه للصحابة وطعنه في الجناب المحمدي وإساءته لبعض الصحابيات وزوجات الرسول “صلى الله عليه وسلم”.
وقد أبلغ مصدر قانوني “التيار” أن مجموعة مُحتسبين تقدّموا لنيابة الكلاكلة بعريضة جنائية تضمّنت ما ورد على لسان مزمل فقيري في مُحاضرة أقامها بداخلية “مصعب بن عمير” بالكلاكلة شرق فيها إساءات بالغة لبعض زوجات النبي “صلى الله عليه وسلم”، مُضيفاً أنّهم قدّموا للنيابة مُستندات ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية كأدلة اتهام ضد فقيري، مُشيراً إلى أنّ النيابة تَعاملت بمسؤولية وجدية مع حيثيات الدعوى، ودوّنت بلاغاً جنائياً تحت طائلة المادة 126 من القانون الجنائي الردة وتصل عقوبتها للإعدام.
وقال مصدر قانوني إنّ المتهم سيتم عرضه على مجمع الفقه الإسلامي بغرض استتابته وتراجعه عن أفكاره وفي حال إعلان توبته فإنّ عقوبته ستتراوح ما بين 4 – 5 سنوات، مُختتماً تصريحاته بأنّه في حال إصراره فإن العقوبة التي ستطبّق عليه هي الإعدام.
وفي الأسبوع الماضي أصدرت المحكمة القومية العليا قراراً بإخضاع الداعية السلفي مزمل عوض فقيري للمحاكمة وعدم قبول اعتذاره إلا بالإستتابة القانونية أمام الجهات القضائية المختصة.
وقالت المحكمة في قرارها الصادر في 29 أغسطس 2018 برئاسة مولانا عباس علي بابكر ” إن ما صدر من مزمل فقيري من قول يعتبر من قبيل الردة المغلظة وساقط القول والاستهزاء بالرسول “صلى الله عليه وسلم” واستهل قرار العُليا بتأييد حكم الاستئناف المؤيد لحكم جنايات محكمة الكلاكلة التي قضت بإدانة المتهمين مزمل فقيري وأبو بكر آداب تحت المادة 77 الإزعاج و 69 الإخلال بالسلامة العامة.
وتشير “كوش نيوز” إلى أن مزمل عوض فقيري ولد ونشأ في السودان و تلقى تعليمه فيها حتى تخرج من جامعة النيلين كلية التجارة، إتجه في العمل كداعية إسلامي و له العديد من الآراء الخاصة، وفي بدايات نشاطه الدعوي كان ينتمي إلى جماعة أنصار السنة المحمدية، و بعدها فارقهم لما وجد عندهم من بعض الخلاف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في أصول المنهج النبوي على حد زعمه .
كان “فقيري” يرى أن الأمة تختلف فيما بينها كما جاء في الحديث الشريف و قول النبي صلي الله عليه و سلم “ستفترق أمتي إلى ثلاثة و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة”، و قوله تعالى “ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك” .
ويقول “فقيري ” إن من أعظم أسباب خلافه مع جماعة أنصار السنة، الجهل بأصول الدين وبالإسلام الصحيح والتعصب لآراء الرجال دون الكتاب والسنة، وأيضاً بعض النفوس متكبرة عن قبول الحق بما قال الله أو الرسول فيقولون قال شيخي وقال مولاي وأنا أرى كذا أو شيخي فلان يرى كذا.
ووصم “فقيري” في أحد حواراته بصحيفة “السياسي ” قبل أعوام، وصم “سيد قطب” بأنه من الخوارج التكفيريين، بدليل ماورد في كتابه “معالم في الطريق”، كما هاجم قبلها الشيخ القرضاوي وقال أن مهاجمته للشيخ المعروف “القرضاوي” سببها أنه من أكبر دعاة الفتنة، وليس سعياً لكسب شهرة.

ابومهند العيسابي
المصدر: (كوش نيوز)

Exit mobile version