دراسة التسلسل الزمني للحياة عبر الأسنان

كشفت الأضراس المأخوذة من هياكل عظمية، ظهرت أثناء العمل على خط السكك الحديدية الجديدة في لندن، أسرارا تتعلق بمرض “الموت الأسود” الذي انتشر في القرون الوسطى، وضحاياه. وحدد الاختصاصي في علم العظام بمتحف لندن، دون ووكر، التسلسل الزمني لحياة رجل تم العثور على هيكله العظمي أثناء العمل على السكك الحديدية، وأوضح أنه عندما كان طفلا أرضعته أمه رضاعة طبيعية، ثم أصيب بتسوس للأسنان في مرحلة الطفولة، وبعدها توفي في سن البلوغ المبكر بسبب الطاعون الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر.

وقال ووكر إن “الرجل عاش منذ 600 عام، وما هو مثير في ذلك أن تفاصيل صغيرة كالأسنان كشفت ذلك، وبينت لنا كيف عاش حياته بتفاصيلها”.

وقد تم الكشف عن 25 هيكلا عظميا العام الماضي خلال العمل على سكة حديد متقاطعة في نفق تحت قلب مدينة لندن، ويشتبه العلماء بوجود مقبرة جماعية لضحايا مرض الطاعون، وذلك ينسجم مع الروايات التاريخية المذكورة منذ العصور الوسطى.

ولاختبار نظريتهم، درس العلماء ضرسا واحدا من 12 هيكلا عظميا، واستخرجوا الحمض النووي من هذه الأضراس ليكتشفوا وجود بكتيريا “يرسينيا” المسببة لمرض الطاعون في العديد منها.

ولم تتوقف النتائج عن هذا الحد، فقد تم الكشف عن العديد من الجرائم وتفاصيل النظام الغذائي لهم. إذ أظهرت بعض الهياكل العظمية علامات لسوء التغذية، بما يتفق مع “المجاعة الكبرى” التي ضربت أوروبا قبل 30 عاما على ظهور الطاعون الذي أطلق عليه الناس اسم “الموت الأسود”.

ورغم أن الأسنان لم تكشف جميع الأسرار، إلا أن العلماء يعملون على دراسة الحمض النووي في جامعة ماكماستر في كندا لجينوم الطاعون، من أجل معرفة المزيد عن هذا المرض، الذي لا يزال يصيب عدة آلاف شخص سنويا في جميع أنحاء العالم. ومعظم المصابين به يشفون إذا تم علاجهم في وقت مبكر مع المضادات الحيوية.

سكاي نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.