وجه بإغلاق منافذ الفساد ( معتز) بالإمدادات الطبية … حديث “الإستراتيجيات الثلاث”

التاسعة صباح أمس “الأربعاء” حددت توقيتًا للزيارة الثانية لرئيس مجلس الوزراء القومي وزير المالية معتز موسى لمؤسسات الدولة بعد أداء القسم ، إذ أن الرجل قال إن نهجه سيرتكز على تلمس المشكلات في مواضعها، صباح أمس اجتمع موسى بإدارة الصندوق القومي للإمدادات الطبية للإطمئنان على الموقف الدوائي بالبلاد بحضور وزير الصحة، محمد أبوزيد مصطفى، ووزير الصناعة والتجارة ، موسى كرامة، ووزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر وعدد من وزراء الدولة.

اجتماع مطول

نحو ساعتين من الزمان اجتمع خلالهما رئيس مجلس الوزراء القومي بإدارة صندوق القومي للإمدادات الطبية في مبانيها بالخرطوم، استمع لشرح وافٍ من مديري إدارات الصندوق المختلفة حول الموقف الدوائي وخطة الصندوق والتحديات التي تواجهه. وفي لقاء قصير بالموظفين بالصندوق والإعلام ابتدره وزير الصحة، محمد أبوزيد، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، مرحبًا برئيس مجلس الوزراء، وأشار إلى أن الزيارة تعبر عن مدى جدية الحكومة الجديدة في البحث عن مشاكل المواطنين بغية حلها، وقال إن رئيس الوزراء يحمل كذلك أعباء وزير المالية، ولذلك تعتبر هذه الزيارة الأولى لوزير المالية، مؤكدًا التزام وزارته بتنفيذ كافة التوجيهات التي تصدر من خلال الزيارة.

حفظ النفس

رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، معتز موسى، ابتدر حديثه بالتأكيد على أن مجلس الوزراء اتفق على أن يكون منهجه في الفترة المقبلة التركيز على الزيارات الميدانية لجهة أن الزيارة تمكن عددًا من المسؤولين من الحديث عن المشاكل التي تواجه الجهة المعنية خلافًا لاجتماعات مجلس الوزراء التي يتحدث فيها وزير واحد عن تلك الجهة. وقال موسى إن اختيار موضوع الأدوية للنقاش حوله في هذه الزيارة من منطلق أن الشرع ينادي بالحفاظ على مقاصد الشريعة الخمسة التي أهمها الحفاظ على النفس؛ وتوفير الدواء من الحفاظ على النفس.

لا يحتمل

وقال إنه استمع لشرح وافٍ من إدارة الصندوق والتحديات التي تواجههم، وأشار إلى أن الحكومة لديها منهجية ثابتة وقاطعة في وفرة الدواء وهي أن الحصول على الأدوية حق أصيل من حقوق الإنسان ومن غير الممكن وضع احتمال في أن يذهب الإنسان لدواء ولا يجده، لذلك لابد أن يكون الدواء متوفراً وبسعر مناسب، موضحًا أنه خلال اجتماعه بإدارة الصندوق القومي للإمدادات الطبية ناقش التدابير التي يمكن أن تتخذ ليحصل المواطنون على هذا الحق وتابع: “نحن ندور في فلك الوفرة والحصول على الدواء بسعر مناسب وفي أي وقت”.

سؤال المواطن

يبدو أن حكومة معتز موسى تعتزم وبصورة جادة تطبيق منهجية عملها التي أعلنتها في جلستها الأولى وهي التركيز على العمل الميداني بدلاً عن المكتبي، وهذا ما أكده رئيس مجلس الوزراء في حديثه أمس، وقال إن أول خيط يتبعه ،خلال الأيام المقبلة، يتمثل في التأكد من حصول المواطنين أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال دون سن الخامسة والحالات الطارئة على العلاج المجاني، لكن موسى قال إنه لم يذهب لسؤال المسؤولين حول هذا الأمر بل سؤال المواطنين أنفسهم، وأضاف: “سوف نسأل المواطنين ونتأكد من حصولهم على العلاج المجاني في الفئات المذكورة”، وتابع: “عندما تسأل أي مواطن خارج هذه الفئات حيقول ليك مافي علاج مجاني لكننا سنستمر فى سؤال هذه الفئات”.

أموال الدواء

ويواصل رئيس الوزراء معتز موسى حديثه خلال الجولة التفقدية للصندوق القومي للإمدادات الطبية، مبينا أنه اتفق مع محافظ البنك المركزي محمد خير الزبير على إعطاء استيراد الأدوية أولوية في توفير الأموال، لكن رئيس الوزراء لم يقفل قضية شركات الأدوية الوهمية التي استولت على ملايين الدولارات بذريعة استيراد أدوية، وهنا اشار معتز لضرورة ضبط الأمور على نحو لا يسمح بخروج الأموال لغير ما وجهت له، وأشار إلى أن الحديث عن الفساد ومكافحته لا يعني أن نترك الخزينة مفتوحة ونحمل “عكازاً” ونجلس أمام الباب، ووجه محافظ البنك المركزي والإمدادات الطبية على ضرورة إغلاق كل المنافذ التي يأتي منها سوء إدارة أو تراخٍ أو فساد يؤدي للتصرف في المال العام.

القطاع الخاص

لم يهمل معتز موسى خلال حديثه التطرق للقطاع الخاص وعلاقته بالحكومة لاسيما في مجال الأدوية واستيرادها، واشار إلى أن العلاقة مع القطاع الخاص لا غنًى عنها لكن يجب التركيز على أن تكون العلاقة منتجة وإيجابية وبناءة لأنه لا غنى عن القطاع الخاص في هذا المجال.

السماسرة

وقال رئيس مجلس الوزراء القومي إن زيارة الصندوق القومي للإمدادات الطبية ستتبعها عدد من الزيارات بغرض القيام بإجراءات تهدف لمصلحة المواطن ومنفعته، فضلاً عن اتخاذ برامج واضحة وأهداف عمل توضع في ميزانية العام المقبل، وأشار إلى أن حكومته هدفها باختصار مصلحة المواطن وأي سلسلة من الإجراءات تعيق التواصل مع المواطن يجب أن تبتر وأضاف: “يجب بتر كل السلاسل التي تؤدي لظهور سماسرة بيننا والمواطن”.

إستراتيجيات ثلاث

أعلن رئيس الوزراء معتز موسى خلال حديثه بالإمدادات الطبية عن ثلاثة أهداف استراتيجية تركز عليها الحكومة خلال المرحلة المقبلة يتمثل الهدف الأول بالتدرج بأجل زمني محدد للوصول لتغطية شاملة من الأدوية المصنعة محليًّا ، وأضاف: “القرار ليس سهلاً وليس قرارًا حماسيًّا لأن هنالك تقاطعات سياسية ومع منظمة الكوميسا لذلك لابد من أتباع إجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية للوصول لهذا الهدف”، وقال إن الهدف الاستراتيجي الثاني يتمثل في أن يتمتع كل مواطن بخدمة العلاج بالتأمين الصحي ، وفي ذلك وجه رئيس الوزراء بضرورة توعية المواطنين للدخول في التأمين الصحي بغرض العلاج، بينما يتمثل الهدف الإستراتيجي الثالث في وفرة الدواء وأحقية حصول أي مواطن عليه بسعر مناسب، وشدد على ضرورة وضع برامج بأطر زمنية محددة بغية الوصول للنتائج المرجوة وأضاف: “اي حديث غير مخطط بإطار زمني محدد يكون عبارة عن أماني ليس لديه سيقان للوقوف عليها، ويسير الوضع من السيئ للأسوأ”، وقال رئيس مجلس الوزراء في ختام حديثه بالإمدادات الطبية إن قضايا الصحة ، والصحة العلاجية ووفرة الدواء تعتبر الأهداف الأساسية التي تمضي عليها الحكومة في هذا المجال، وأشار إلى أن الزيارة للإمدادت سوف تتبعها برامج وأهداف عمل تضمّن في ميزانية العام المقبل.

الصيحه

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.