آخرها (الكنكشة) الوبائيات الأخيرة … أكثر من سؤال؟؟

ضربت البلاد في السنوات الخمس الأخيرة عدد من الأمراض سريعة الانتقال والعدوى، وساهمت في وفاة الكثيرين وإصابة العشرات

بمتلازماتها أشهرها الحمى النزفية والإسهالات المائية وأخيرًا الشيكونغونيا (الكنكشة) مما حدا بالبعض أن يسأل عن طبيعة هذه الأمراض وأسبابها وكيفية انتقالها وكيفية التصدى لها.

إسهالات حادة

شهدت البلاد خلال الثلاث سنوات المنصرمة موجة من الإسهالات الحادة أبرزها في ولايتي النيل الأزرق والأبيض. في العام 2016م أصيب العشرات من المواطنين بالنيل الأزرق بالإسهالات المائية لدرجة جعلت الحكومة المركزية تتدخل لإنقاذ الموقف. في العام الحالي شهدت ولاية النيل الأبيض موجة إسهالات حادة أدت لوفاة البعض وإصابة آخرين وتمكنت الولاية بعد جهد كبير من دحرها .

في ذات الصعيد شهدت ولايات دارفور، خاصة شرقها، حميات متعددة في غضون السنوات الماضية ولكن تم تداركها بأسرع وقت تيسر.

جدل الحمي النزفية

في العام 2017م استضافت ولاية كسلا الدورة المدرسية القومية، حينها أشيع على نطاق واسع أن الحمي النزفية قد أصابت العشرات من السكان، بينما أعلنت حكومة الولاية أن المرض الذي انتشر عبارة عن ملاريا وليس حمى نزفية. و تعود كسلا في واجهة الجدل بعد عام واحد فقط من أنباء الحمي النزفية ، حيث تشهد الولاية هذه الأيام حميات حادة عرفت بالشكونغونيا واصطلاحًا بالكنكشة، اضطر المركز للتدخل بإمكاناته للمساهمة في تخفيف حدة المرض، حيث كانت كسلا في غضون الأيام الماضية قبلة لكل من وزير الدولة بالصحة سعاد الكارب، ثم رئيس الوزراء معتز موسى الذي حل بها أمس(الإثنين) لمكافحة وباء (الكنكشة) ودحره وتسخير المركز لإمكانياته للتصدي له.

عابرة للحدود

حول الأمراض التي ضربت البلاد موخرًا ومصدرها، تقول وزير الدولة بالصحة السابقة ،سمية أكد، إن الإسهالات المائية التي ظهرت في عدد من ولايات السودان في العامين الماضيين، أتت من دول مجاوره وهي أثيوبيا وجنوب السودان. وقالت لـ(الصيحة) إن العام 2016م شهد انتقال الإسهالات المائية للسودان بعد انتشارها في عدد من البلدان الإفريقية في عام 2015م.

وحول كيفية انتقال المرض من ولاية لأخرى تقول سمية أكد إن الأمراض لا تعرف الحدود مع حركة السكان يمكن أن تتنقل من هنا إلى امريكا عبر شخص مسافر وهو يحمل الإصابة بالمرض. ويتفق معها وكيل وزارة الصحة الأسبق د. كمال عبدالقادر إذ يقول” التنقل بين السكان حاليًّا أصبح متسارعًا ويمكن أن يصاب شخص في احد دول الغرب بالمرض وفي اليوم الثاني يأتي للسودان حاملاً المرض، بالتالي على الدولة أن تكون مستعدة لاستئصال نواقل هذه الأمراض من خلال تجفيف حواضنها مثل البرك والمستنقعات الآسنة”.

ما وراء الكنكشة

حمى الكنكشة التي تضرب كسلا هذه الأيام، تشير التقارير الواردة من كسلا أن بعوضة (الزائجة المصرية) هي التي تتسبب في المرض وفترة حضانتة قصيرة ، مما يعني أن المرض الحالي أتى من خارج الحدود وهذا ما أشارت إليه سمية مؤكدة بالقول إن الأمراض يمكن أن تنتقل من دولة إلى دولة أخرى.

تدهور البيئة

انتشار الأمراض بشكل كبير في الآونة الأخيرة يربطه البعض بضعف التوعية الصحية والتثقيف الصحي عطفًا على عدم الاهتمام بالبيئة وهذا ماذهب إليه وكيل وزارة الصحة السابق، د. كمال عبدالقادر، بالقول بأن التدهور في صحة البيئة يوفر حضانة ملائمة لتوالد الأمراض وانتشارها، وأعاب على الحكومة إسناد أمر البيئة للمحليات ذات الدخل المحدود، وقال لـ(الصيحة) لا يمكن أن نسند أمر البيئة للمحليات التي تعاني من ضعف الموارد لدرجة فشلها في معالجة أمر النفايات، خاصة وأن تدهور البيئة يوفر حضانة للأمراض.

كيفية المعالجة

في السياق ذاته يتساءل البعض عن كيفية التصدي للأمراض سريعة الانتشار، وهنا يقول د. كمال عبدالقادر يجب أن يكون هنالك عمل إيجابي في جانب البيئة من خلال تجفيف البرك بشكل يومي باعتبارها حاضنة لبعض نواقل الأمراض، وزاد بالقول ما نقوم به حاليًّا من معالجات يعتبر إطفاء حرائق ليس إلا، وطالب بأن تكون مكافحة الأمراض بيد الحكومة المركزية وليس المحليات. وحول انتقال الأمراض من الخارج إلى السودان، قال عبدالقادر (يجب إعدام نواقل الأمراض من خلال محاربة الظروف الملائمة لدورة حياة مثل هذه النواقل، بالتالي يمكن أن نوقف كل الأمراض التي تأتي من الخارج.

الصيحة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.