بلاغ عاجل لرئيس القضاء..بسبب ابنة رئيس القضاء

*قبل أن يجف المداد الذي كتبنا به في هذه الزاوية أمس الأول عن ماسحي الجوخ وحارقي البخور و(كساري التلج)

الذين يحيطون بالمسؤولين إحاطة السوار بالمعصم ويتسابقوا في تقديم التهاني والتبريكات للمسؤولين في الصحف عند تعيينهم، قبل أن يرتد صدى مناشدتنا لرئيس الوزراء القومي بمنع التهاني من قبل المؤسسات للمسؤولين المكلفين أو المعينين، تفاجأنا أمس بإعلان منشور في الصفحة الأولى بالزميلة (الصيحة) مروس باسم السلطة القضائية ممثلة في نائبي رئيس القضاء والسادة القضاة والشرطة القضائية وجميع العاملين بالسلطة، يحتفلون عبر إعلان مدفوع القيمة من أجل تهنئة السيد رئيس القضاء وحرمه المصون بتخرج إبنتهم من الجامعة.

*أي والله السلطة القضائية بقضاتها وشرطتها القضائية تتقدم بتهنئة تحمل شعار السلطة الثالثة في الدولة لإبنة رئيس القضاء، بدء نتقدم بتهنئة مستحقة غير مدفوعة القيمة لكريمة السيد رئيس القضاء على نجاحها وتفوقها ولكل المتفوقين من أبناء المشهورين والمغمورين في بلادي، ولكن مانستغرب له هو أن يكون نجاح كريمة أحد المسؤولين الكبار في الدولة وصاحب أكثر وظيفة حساسة مادة إعلانية مدفوعة القيمة في الصفحة الأولى بإحدى الصحف.

*كان يمكن أن يتضاعف الإحتفاء بنجاح كريمة مولانا حيدر أحمد دفع الله رئيس القضاء لو مر للصحافة عبر بوابة التهاني ولاحتفت بها الصحف في مساحات محترمة ومجانا خاصة وأن الصحافة تكن تقديرا خاصا للسلطة القضائية ورئيسها، ولكن ما أحزننا هو نشر التهنئة بهذه الطريقة التي تسيء للقضاء السوداني المشهود له بالكفاءة والنزاهة.

*تهنئة إبنة رئيس القضاء باعلان مدفوع القيمة أمر محزن وملفت للنظر، خاصة وأن القضاء مؤسسة بالغة الحساسية وأن العاملين بها كلماتهم يجب أن توزن بماء الذهب وخطواتهم يجب أن تحسب بالملى، فالخطأ الذي يصدر من مؤسسة محترمة كالسلطة القضائية لا يغتفر ويجل الجميع يعيد النظر في مؤسسة يجلها ويقدرها ولم تكن مثار خلاف في يوم من الأيام.

*أمعنت النظر في الإعلان وأعدت قراءته أكثر من مرة فلم أجد أن من قام بالتهنئة هي الجمعية الخيرية أو صندوق العاملين أو رابطة المرأة العاملة أو نقابة السلطة القضائية حتى أجد مبررا للإعلان وأن قيمته مدفوعة من المال المستقطع من العاملين بالسلطة، ولكن جميع محاولات حسن النية في التعامل مع الأمر باءت بالفشل، فالواقع يوضح بجلاء أن الإعلان مقدم بصفة رسمية وشخصية إعتبارية وبالتالي فإن قيمته مدفوعة من مال الشعب السوداني الذي يعاني الأمرين ويتضور جوعا في الوقت الذي تهدر فيه أمواله في تهنئة كريمات المسؤولين.

*نتقدم ببلاغ عاجل للسيد رئيس القضاء ونطالب بالتعامل بحسم مع هذا الخطأ القاتل بتكوين لجنة عاجلة لتقصي الحقائق وتوقيع أقسى عقوبة على من تسبب في إهانة السلطة القضائية وجعلها مثار سخرية رواد مواقع التواصل الإجتماعي طيلة يوم أمس.

*لن يصدق أحد أن الأمر خطأ موظف علاقات عامة ولن يقتنع أحد أن التهنئة خرجت دون أن تمر عبر البوابات المعروفة والطرق التي يسلكها الإعلان، كما أن الأمر ليس فيه مساحة لأن تكون الزميلة الصيحة هي من بادرت بالتهنئة، تهنئة كريمة رئيس القضاء نموذج سيء للتقرب من المسؤولين والتمسح في بلاط السلطة، لو حدث مثل هذا السخف في أي دولة لاستقال رئيس القضاء ولتمت محاسبة من تسبب في إهانة السلطة الثالثة.

*ننتظر إجابة رئيس القضاء في أمر لا يقبل السكات أو التعامل بسياسة الإنحناء للعاصفة.

هيثم محمود
صحيفة مصادر

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.