الناشطة د.إحسان فقيري :لا لن اعتذر لعلماء السودان

بعد برنامج “شباب توك”، حقيقي عجبتني شجاعة البنات، والبرنامج عكس ما تعانيه

المرأة السودانية منذ مجي الانقاذ، التي حصرت المرأة في حانوت المتعة، وتعاملت بعقلية أبي لهب في سن القوانين المجحفة المذلة للنساء.

أرادت صياغة المجتمع السوداني ونظرته للمرأة، وقد نجحت كثيرا في هذا. الانقاذ لم تراعي حرمة البيوت والأسر، فاعتقلت الشابات بتهمة الزي الفاضح، مع انه لبسٌ محترمٌ. حصرت تعاليم الاسلام في البنطلون والطرحة، ونسيت بان هناك من يسرق هذا البلد ودمر اقتصاده.

حاربت بائعات الاطعمة والشاي وهن يعُلّن الاسر ويعلمن الابناء والبنات، وسنت قوانين الجباية لعل خزينة الدولة تمتلئ بالمال من جيوب الفقراء، لان حراس هذه الخزينة يضاهون عصابات العالم في السرقة.

لن اعتذر لمن سموا انفسهم علماء السودان، لانهم لم يتصدوا للفساد الذي استشرى في البلاد، ولم تحركهم حوادث الاغتصابات في الخلاوي وغيرها من الأماكن.

لم يستشعروا المسؤولية عندما عفا رئيس الجمهورية عن المغتصب. لم تقشعر ابدانهم كرجال سودانيين، ولدينا من القيم التي تكفينا شر التعامل السيء مع النساء. فالمرأة السودانية مهما كانت ذكورية المجتمع، فانها كانت محترمة لم تهان يوما ولم يتحرش بها احد.

فحبوباتنا فرشن في سوق النسوان بامدرمان، ولم يحرسهم قانونكم المهتريء، بل قيم المجتمع الفاضلة.

أين كنتم يا علماء السودان، عندما تم طرد طالبات دارفور ليلا، وتم رميهن في الشارع، واصبحن عرضة للمضايقات ؟

اين كنتم عندما تم اغتصاب نساء تابت ؟

اين انتم من ازدياد عدد المشردات نتيجة لارتفاع معدلات الفقر والفاقة؟

اين انتم يا علماء السودان، عندما اصبحت دار المايقوما تستقبل وبشكل يومي اطفال خارج مؤسسة الزواج؟

لم اسمع منكم ادانة لذلك الرجل الذي يستدرج العذاري، لكي يشبع رغباته المجنونة.

تلاحقون النساء الكادحات وتسكتون عن هؤلاء !

هل حاولتم دراسة ظاهرة اغتصاب الأطفال في الخلاوي ؟

هل درستم إحصائيات مرض المناعة المكتسب (الايدز )، لتجدوا بأن هناك عددا مهولا من الرجال المتزوجين المصابين، لكي تسقط مقولتكم: (تحصين الشباب بالزواج) !

وهل تعلموا يا علماءنا الاجلاء، بأن بعض النساء المتعايشات الآن مع المرض، تم نقله إليهن بواسطة الازواج ؟

ان ذهنيتكم التي تحصر النساء في المتعة، ذهنية لا إسلامية ولا انسانية. لقد نظرتم الي النساء نظرة ضيقة واستعملتم الاحاديث الضعيفة لتقوية حججكم البغيضة، بان هناك خفاض سنة ! وكان حديث ام عطية هو سلاحكم، وانتم تعرفون بانه حديث ضعيف !

ادخلتم الرعب في نفوس الاسر السودانية، باعتبار ان النساء جالبات للعار، لكي تقننوا زواج الاربعة، الذي له ضوابط في الاسلام، وليس كل من سرق ونهب وبني بيتا عاليا يشتري النساء وفتيات في عمر الزهور، لانكم رسختم لفكرة ان المال هو الاهم، ولا غضاضة ان تتشارك ثلاث نساء مع زوجتكم.

وبرزت الاغاني الهابطة تباعاً، امثال: (راجل المرة حلو حلا) و (لوكي القرضة وامسكي فيه) !

لن اعتذر لكم، لانكم دمرتم المجتمع السوداني العفيف النظيف.

لن اعتذر لكم، لان تعافي المجتمع والحفاظ علي القيم لا يتم بالقمع، ولكن بايجاد مشاريع للشباب، وبربط التعليم بالتنمية، وان تعافي المجتمع لا يتم عن طريق القوانين الرادعة، خاصة والحكومة التي تساندونها هي من دمر الاقتصاد، وفي عهدها كان للقطط السمان يد طولى في التدمير، لانهم طفيليون يقتاتون بقوت الشعب ومن دم الغلابة. ومعروف بان الطفيل لا يشبع، حتي يدمر حامله.

“شباب توك” كان متنفس للشابات. وأثمن عاليا حديثهن عن الحرية والثقة، ودا شئ مطمئن، في ظل كل هذا القمع والذل.

المراة السودانية ترفع صوتها عاليا بطريقة اذهلت القائمين علي امر هذه البلاد، فكان رد الفعل كالعادة: (لا تسمحوا بمثل هذه القنوات الحضور للسودان، لأنها ضد البلاد) !

وليتهم يعلمون ان من يبارك ويفتي لهذه الحكومة، هو الذي ضد البلاد والعباد.

وشكرا لوئام وعزة والأخريات،

ولا تبالين بالحملة المسعورة ضدكن،

فانتن بنات تغطوا عين الشمس.

بقلم: د. إحسان فقيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.