السر في حلاقة الشعر بواسطة قوات الدعم السريع وحملات الشرطة

السر في حلاقة الشعر بواسطة قوات الدعم السريع وحملات الشرطة

مناظير – زهير السراج

* قال العميد (عصام السيد) مدير شرطة محلية جبل اولياء، ان الحملة التي تشنها الشرطة وتشمل(الحلاقة)، تهدف للقضاء على الظواهر السالبة واظهار هيبة الدولة وسيادة حكم القانون!!

* ولا ادرى ماهى علاقة هيبة الدولة بمطاردة الشباب فى الشوارع وحلاقة رؤوسهم بالقوة الجبرية .. إلا إذا كان القائمون على أمر الدولة يؤمنون باسطورة (شمشون) الفلسطينى التى كانت قوته تكمن فى شعر رأسه، فهبوا هبة رجل واحد لحلق شعر الرؤوس الذى يهين هيبتهم ويهدد بقاءهم، كما كان شمشون يهدد بقاء اليهود !!

* تقول الاسطورة إن اليهود عندما علموا بالسر من عشيقته اليهودية الخائنة (دليلة) أوعزوا إليها باستدراجه الى معبد يهودى، وجعله يفرط فى شرب الخمر ويغرق فى النوم، فاستطاعوا حلق شعر رأسه وقضوا على قوته، وتخلصوا من عذاب الفلسطينيين لهم !!

* غير ان العميد عصام ورؤساءه، فيما يبدو، يجهلون تفاصيل الأسطورة، فالمعروف أن شمشون عندما استفاق، استطاع بما بقى له من قوة، أن ينتقم ممن حلقوا شعر رأسه قبل موته، ويهد المعبد على رؤوس من كانوا فيه، بمن فيهم هو قائلا: (على وعلى أعدائى يا رب) !!

* ويبدوا ان العميد كما يجهل نهاية الأسطورة، فإنه يجهل كذلك القانون الذى يطبقه، ويسعى لإظهار سيادته بحملات الحلاقة التى تشنها قواته فى الشوارع، فلا يوجد بالقانون أى نص او مادة تبيح الفعل الذى يقومون به .. إلا إذا كان يتحدث عن قانون لا يوجد إلا فى رأسه، أو رؤوس من أمروه بتنفيذ الحملات .. أو ابتدعه فى لحظةِ ابداع وتجلٍ فى جلسة شاى بلبن بعد صلاة المغرب .. أو ما شابه ذلك !!

* أقول لكم، دعكم من هذا الحديث الذى يعطى لـ(عصام) ورؤسائه حجما أكبر من أحجامهم، فيقينى أنهم لم يسمعوا شيئا عن الاسطورة، وليس لدى ادنى شك انه إذا واتتك الفرصة بسؤال أحدهم من هو (شمشون الجبار)، أجابك بأنه الرئيس الامريكى الجديد، كما نشاهد فى برامج المسابقات المصرية التى تتوجه بالأسئلة للشباب المصرى فى الشوارع .. !!

* كما أنهم لا يملكون الخيال الذى يجعلهم يسنون أو يتخيلون قوانين خاصة بهم، ليقهروا الشباب بمطاردتهم فى الشوارع وبث الرعب فى نفوسهم وحلق رؤوسهم، تحت تهمة تخيلية هى تهديد هيبة الدولة وسلطة القانون .. فخيالهم لا يتعدَ حدود اللحية التى يرتدونها للنفاق والإسترزاق .. !!

* الأرجح أن رئيسهم الاقرع الذى يحب الاستحواذ على كل شئ بأنانية مفرطة .. أزعجه أن أن يكون أصلعا، ولقد ولى الشباب ولا يستطيع ان يناجيه بالعودة ليحكى له ما صنع المشيب .. فلا شيب ولا مشيب، فأصدر فرمانا بحلاقة رؤوس الشباب .. فهب المنافقون والصنايع لتنفيذ الأمر .. !!

* أعملوا حسابكم … الدور الجايى على الرُكب !!
الجريدة

تعليقات الفيسبوك

تعليق واحد

  1. بالعكس .. اعتقد انها خطوة صحيحة . الا اذا كان كاتب المقال لا يعلم بزوبعة شباب توك
    كان لزاما على الدولة ان تسجل موقفا والا اعتقد هؤلاء العابثون بان بالسلطة وهنا وضعفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.