بين وئام شوقي و سهير عبد الرحيم

بين وئام شوقي و سهير عبدالرحيم

بقلم : هويدا حمزة

*استمعت للزميلة العزيزة سهير عبد الرحيم في حلقة من برنامج (الحركة السياسية)، الذي يقدمه الزميل بكري المدني بقناة أم درمان، وتجمعها الحلقة مع الزميلة الصديقة داليا الياس في شكل مناظرة. سهير دافعت عن وئام شوقي الشيوعية التي ملأت الفضاء جدلاً في الأيام المنصرمة، وحيتها على شجاعتها في التعبير عن آرائها بقوة حول قضايا المرأة السودانية التي طرحتها عبر القناة الألمانية أو سودانية ٢٤، حيث اختلط علينا الأمر.

*أقول بما أن سهير غير محجبة، وهذا شأنها طبعاً، كما ذكرت ولا أقصد أي إساءة شخصية لها، فمن الطبيعي أن تدافع عن وئام، وهذا أيضاً شأنها، ولم نحجره عليها كما لم نحجر على وئام التعبير عن رأيها، ولكننا اختلفنا معها في الأسلوب الذي اتبعته مع عالم من علماء البلاد والذي هو في عمر جدها، إضافة إلى أن الحرية في التعبير عن الآراء لا تعني إلغاء الأوامر الربانية والنصوص القرآنية، وفي هذا أتفق مع داليا التي قالت ما يعني أن المسلم غير مخير في كثير من الأمور ومن بينها اللبس .

*ذكرت سهير أن التحرش لا علاقة له باللبس مستشهدة بحالات اغتصاب أطفال، ولكن أقول لسهير إذا لم يكن الحجاب حماية للمرأة، لما قال المولى عز وجل:

“أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” (59).

أما حالات اغتصاب الأطفال فتلك حالات مرضية لا يحكم بها، وإذا كانت المحجبة يتم التحرش بها من بعضهم فهذه ليست قاعدة ولا يحكم بها، لأنه كما ذكرت فإن ضعاف النفوس أو المرضى (عدييل كده) موجودون في أي مجتمع، ولكن صدقوني حتى التحرش مستويات، فالألفاظ التي تعاكس بها المحجبة تختلف تماماً عن غيرها. ورغم أن الحجاب فرضه المولى عز وجل ولم يفرض بأمر السلطان عندنا، إلا أن التي تذهب حاسرة الرأس فليس هناك جهة تمنعها وحتى ناس النظام العام إذا قبضوا على إحداهن فهذا يعني أنهم وجدوها في وضع مخل بالآداب .

*أختلف مع داليا في أن المرجعية في هذا الأمر للمجتمع كما قالت، وأقول لها إن المرجعية كتاب الله الكريم وآياته المبينات، وطالما أن الله أمر به فقد وجب كالصلاة وغيرها من الفرائض، لكن مثلما هنالك من لا يصلي أو لا يصوم، فهناك أيضاً من تتجاهل أمر الحجاب ولم تحاكم قانونياً، ولكن لا يمكن أن نطلب من المجتمع عدم محاسبتها أو عدم التعامل معها كـ(أوبجيكتف).

*قرأت من قبل أن فتاة ذهبت لتشتكي أحدهم إلى القاضي مدعية أنه اغتصبها، فسألها القاضي الحكيم (عندما اغتصبك هذا المجرم هل كنتِ ترتدين حذائك على السرير)، فاجابته الفتاة دون أن تنتبه للخدعة بـ(لا)، فقال لها القاضي (إذن فليس هناك اغتصاب، وطالما خلعتِ نعليك فهذا يعني أنك راضية).

*حسناً يا فتيات فلتلبسن ما يناسبكن ولكن لا تطلبن من المجتمع ألا يعاملكن كـ(أوبجيكتف)، ولعل هذا ما جعل البروف محمد عثمان يقول للأخرى (ما محتاج أسأل ما أنا شايف قدامي).

*أتفق مع داليا فيما ذهبت إليه بأن الفخ الذي وقعت فيه وئام هو أنها نصبت نفسها كمتحدث باسم المرأة السودانية، ومن هنا أعلن أن وئام وصويحباتها لا يمثلنني.

وأختم مع سهير بسؤال حول قضايا المرأة التي لم يهتم بطرحها الإعلام السوداني، وطرحتها وئام وصويحباتها من شباب توك أين هي؟ هل انحصرت مشاكلنا كحريم في قيادة (عجلة)؟ ذلك المنظر المخجل لفتياتنا وهن يقدن الدراجة في الحلقة التي قدمت بالقناة الألمانية dw كإنجاز يقودهن ويحركهن المثلي جعفر عبد الكريم، وأقول لنفسي من يهن يسهل الهوان عليه.

*لست من دعاة إيقاف سودانية ٢٤ تلك القناة التي ولدت بأسنانها، وهي منبر إعلامي يهفو كما نظيراته ونظرائه من جميع أجهزة الإعلام، ولكن لابد من المحاسبة وقبلها الوقوف على أي برامج قبل بثها واستخراج السم من الدسم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.