“أيام السينما الأفريقية”: غياب سوداني

اهتمّت السينما الأفريقية منذ بداياتها الحقيقية في خمسينيات القرن الماضي بحركات التحرّر

ضد الاستعمار وقضايا الهوية والتراث، وواقع القارة السمراء وما تعانيه من فقر ومجاعات وتمييز عنصري، قبل أن تننقل في فترة لاحقة لتناول التحوّلات الجارية والصراعات داخل مجتمعاتها.

وإذا كانت مصر وشمال أفريقيا قد تطوّرت فيها صناعة الفيلم بشكل مبكّر، فإن هناك صعوداً ملحوظاً تعيشه بلدان ما وراء الصحراء، في مراكمة على جهود مؤسسيها الأوائل مثل المخرج السنغالي عثمان سيمبين (1923 – 2007)، والبوركيني إدريسا ويدراوغو (1954-2018).

في هذا السياق، يتواصل إنشاء تظاهرات في عدد من العواصم الأفريقية خلال العقدين الأخيرين كمنصّة تجمع كلّ هذا التجارب، ومنها “أيام السينما الأفريقية” التي تنطلق فعاليات دورتها الأولى عند السابعة من مساء بعد غدٍ الجمعة في “منتدى أبناء أم درمان الثقافي” في العاصمة السودانية، وتستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري.

التظاهرة التي تحمل شعار “سينما الجيران”، تغيب عنها أفلام من السودان الذي توقف فيه الإنتاج السينمائي منذ ثمانينات القرن الماضي، بسبب غياب التمويل الحكومي للفنون في بلد لا تزيد قاعات العرض فيه عن ثلاث، بعد أن تحوّلت معظمها إلى مجمّعات تجارية، ما ساهم في تراجع الحركة السينمائية وتكريس مزيد من العزلة على صنّاعها.

تُفتتح الدورة الحالية بفيلم “أبونا” (2002) للمخرج التشادي محمد صالح هارون (1961)، الذي يروي قصة الشقيقين طاهر وأمين اللذين هجرهما أبوهما، ما أدى إلى تفكك الأسرة وحياة أبنائها، في تصوير للحياة اليومية في بلاده والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعشيها أبناؤها، قبل أن ينتقل إلى تناول الانقلابات العسكرية والهجرة وقضايا سياسية في أفلامه اللاحقة.

كما يُعرض فيلم “أمس” (2004) لـ داريل رودت من جنوب أفريقيا، الذي يعرض حياة أمرأة أميّة وفقرة من قبيلة الزولو تنتقل إليها عدوى الإيدز من زوجها الذي يعمل في منجم للفحم، مثل مئات آلاف النساء في القارة الأفريقية، لكنها تواصل العمل في الأرض لإعالة أسرتها وتعليم ابنتها رغم تردي حالتها الصحية.

إلى حانب فيلم “علي زاوا” (2001) لـ نبيل عيوش من المغرب، و”قصة لقاء” (1983) لـ إبراهيم تساكي من الجزائر، و”الفتاة الصغيرة التي باعت الشمس” (1999) لـ جبريل ديوب مامبيتاي من السنغال.

العربي الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.