بسبب الخريف تغيير مواعيد العام الدراسي ..

الإدارة العامة للدفاع المدني دعت الأسبوع الماضي، وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة مراجعة التقويم الدراسي حتى لا تتزامن الدراسة

مع فصل الخريف، خوفاً مما يصاحبه من أحداث وتداعيات سالبة يتضرر منها التلاميذ والمعلمون على حد سواء.. (السوداني) رصدت ردود الفعل على المقترح، ورؤية الجهات المعنية حيال الأمر.

الإدارة العامة للدفاع المدني ولاية الخرطوم طلبت من وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي العمل على مراجعة التقويم الدراسي، وأكد نائب المدير اللواء أبوبكر سيد أحمد على أن بداية المدارس في فصل الخريف توقيت غير مناسب، مؤكداً على أن المدارس من أكثر الأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار بكميات كبيرة وتستغرق وقتاً وجهداً لتجفيفها.

للوهلة الأولى وجدت المطالبة بمراجعة التقويم الدراسي كثير تأييد من جهات ذات صلة واختصاص، واعتبر غالبية من تحدثوا لـ(السوداني) أن التعديل خطوة ووضع في الاتجاه الصحيح لما يجب أن يكون عليه التقويم.

بيد أن المقترح أو المطالبة مثل غيرها من مواضيع الشأن العام لم تخلُ من انتقاد أو اعتراض، ويذهب البعض إلى أن ذلك ليس حلاً وإنما مراجعة المدارس بالمواصفات التي تجعلها مؤسسة ثابتة لا خوف على التلاميذ فيها..
فريق ثالث كان رأيه مختلفاً وتمسك ببقاء الوضع على ما هو عليه، متخوفاً من التغيير خشية أن تكون مخاطر فصل الصيف أكبر من الخريف..

لجنة الوزارة والحسابات

في خضم ذلك الجدل أخذت وزارة التربية والتعليم زمام المبادرة، وأعلنت عن تكوين لجنة لمراجعة التقويم الدراسي وإمكانية تعديله وجدوى ذلك. وسميت اللجنة بلجنة دراسة المواقيت المدرسية وتختص بالوقوف على وضع التقويم الدراسي الحالي ومدى مواءمته للمرحلة واستجابته لمتطلبات الواقع بحسب الظروف.
ولفتت الوزارة إلى أن الخريف نفسه يختلف من ولاية لأخرى ومعدلات هطول الأمطار كذلك، مشيرة إلى أن ذلك التباين سيفرض حال أوضحت الدراسات الحاجة للتغيير، أن يكون هناك تقويمين (أ) و (ب). فيما إذا أقرت الدراسة استمرار الوضع على ما هو عليه، فستكون هنالك ضوابط محددة لمؤسسات تعليمية يتم اتباعها في فصل الخريف وفي حالات الطوارئ خاصة مع الالتزام بالمواقيت المحددة. وشددت الوزارة على وضع المعايير والخطط حتى لا تضطر الأسر لمنع أطفالها من المدرسة اجباراً على حساب الدروس والمنهج.

خصماً على الدراسة

الخبير التربوي د. يوسف إبراهيم سعيد، شدد في حديثه لـ(السوداني) أمس، على ضرورة أن تسعى وزارة التربية والتعليم لتعديل التقويم الدراسي بصورة عاجلة تجنباً لفصل الخريف لأن ذلك يأتي على حساب التلاميذ ووقت دراستهم وبدلاً عن إيقاف الدراسة مع كل مطرة تهطل، فليكن موسم هطول الأمطار عطلة رسمية ليست خصماً على أيام العام الدراسي.
ودعا سعيد وزارة التربية والتعليم للتعاون مع إدارة الإرصاد الجوي حتى يتعرفوا على مواعيد كثافة الأمطار لكي يتزامن ذلك مع العام الدراسي، لافتاً إلى أنه لا مانع من أن تبدأ الدراسة كل عام في مؤقت مختلف بحسب موقف الأمطار في البلاد وحتى لا تتفاجأ الوزارة بالخريف.
ونوه إبراهيم إلى أن المدارس في السودان 90% منها غير مُهيأة ولا تتحمل ظرف الخريف وأكثرها يتأثر وينهار، مستبعداً أن تلجأ الوزارة لحل بديل لتعديل التقويم كأن تتم إعادة تأهيل شاملة للمدارس وضمان سلامتها وسلامة التلاميذ فيها، وأضاف: الدولة تدعم التعليم بـ( 1%) من الميزانية لذلك من الصعوبة بمكان صيانة المدارس وتأهيلها.

التغيير العاجل

وزير التربية والتعليم بولاية سنار هاشم عبد الجليل، أكد في حديثه لـ(السوداني)أمس، أن أول قرار اتخذه عندما عين وزيراً في العام 2015م، إعلانه تعديل التقويم الدراسي ليتجنب مخاطر فصل الخريف. إلا أن المجتمع بحسب الوزير لم يتقبل القرار ورفض أن يدرس الطلاب بفصل الصيف. وأضاف: بتفاقم مآسي فصل الخريف وآثاره السالبة عاد ذات الرافضين ليُطالبوا مجدداً بضرورة تعديل التقويم الدراسي.
واعتبر عبد الجليل أن الأمطار في ولايته كثيفة والتلاميذ يُعانون وكذلك المعلمون، كاشفاً عن أن المعلمة تحمل ثلاثة ثياب واحد تصلي به والثاني للتدريس والثالت للرجوع. وأكد هاشم أن الدراسة في الخريف غير مناسبة نهائياً، لجهة أن مخاطره كثيرة وهناك انهيارات مباني، وأضاف: أمراض الصيف مقدور عليها باللقاحات وغيرها. منوهاً إلى أن المدارس في ولايته تعاني كثيراً في فصل الخريف وأنهم يضطرون لنقل وترحيل طلاب من مدرسة لأخرى بسبب الانهيارات، وأضاف: كذلك نضطر للتعطيل رغم أن أيام الدراسة مع المناهج مضبوطة بالساعة.

أحداث مؤسفة.. والدولب تكشف

أحداث مؤسفة وقعت هذا العام في قطاع التعليم وشهد عليها العالم، راح ضحيتها (25) تلميذاً، ثلاثة منهم انهار عليهم سور مدرسة الصديق بأمبدة، والبقية لقوا حتفهم غرقاً بالنيل وهم يستقلون قارباً إلى مدرستهم خلف النهر الذي خانهم وغطتهم أمواجه التي علت بسبب الزيادة العالية في معدلات الأمطار. الآلام التي خلفتها الحوادث جعلت وزيرة التربية والتعليم مشاعر الدولب تكشف في حديثها بندوة اتحاد الطلاب الأسبوع الماضي، عن خطة إسعافية لمعالجة الأوضاع بالمؤسسات التعليمية ومعرفة مدى مطابقتها للمواصفات القياسية. ولفتت الدولب حينها إلى أن الأحداث التي راح ضحيتها تلاميذ بالمدارس هذا العام مؤسفة ولا تخلو من تقصير بشري. منوهة إلى اتجاه وزارتها لسد الثغرات بتطبيق مواصفات السلامة بصورة عاجلة وفورية، وأنه سيُمنع التصديق لمدارس جديدة مخالفة للشروط أو تقع بأرض منخفضة أو مجرى سيل.

صحيفة السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.