هل تنجح الولايات المتحدة في إشعال حرب بين روسيا والصين

“يُغرون ترامب بخطة كيسنجر”، عنوان مقال سفيتلانا غومزيكوفا، في “سفوبودنايا بريسا”،

حول السياسة الأمريكية في زرع الشقاق بين موسكو وبكين.

وجاء في المقال: على الإدارة الأمريكية، في المستقبل القريب، اتخاذ جملة إجراءات “للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ضد الهيمنة الصينية”. وجه هذا التحذير الواضح لفريق ترامب نائبُ مساعد وزير البحرية الأمريكية السابق، سيث كروبسي، على صفحات “وول ستريت جورنال”.

وكما يمكن أن يُفهم من المقال أن الأمريكيين سيستخدمون لـ”كبح جماح الصين” في المنطقة، أساليبهم المعتادة، باللجوء إلى القوة والدهاء والاستفزاز …

وقد خص المؤلف روسيا بدور متقدم في “لعبة الشطرنج” هذه. وهنا، كما يعتقد “كل شيء واضح”. فمن أجل كسب الحرب الباردة الجديدة مع الصين، يحتاج الأمريكيون إلى “تحريض موسكو وبكين على الصراع”. أي زرع الشقاق بينهما.

يمكن أن يكون سبب الخلاف، وفقا لكروبسي، “النضال من أجل الهيمنة في آسيا الوسطى أو في مجال استخراج الموارد في القطب الشمالي”.

تجدر الإشارة إلى أن شيئا مماثلا حدث بالفعل في تاريخنا. عندها – قبل حوالي خمسين سنة – كان هذا المخطط، القائم على مبدأ “فرق تسد” المعروف جيداً، يسمى خطة كيسنجر.

حينها عملت الخطة. تحولت الخلافات بين أكبر قوتين اشتراكيتين- الاتحاد السوفييتي والصين – إلى صدام عسكري حقيقي في جزيرة دامانسكي في العام 1969. بعد ذلك، استغرقت عملية “إذابة الجليد” بين البلدين عدة عقود …

فهل لدى واشنطن فرص للنجاح، بهذا المعنى، اليوم؟

في الإجابة عن السؤال المطروح، قال الخبير في شؤون العلاقات الروسية الصينية، ليونيد كروتاكوف:

مع الهيكل الحالي للسلطة في روسيا، هذا مستحيل. لقد أظهرت الولايات المتحدة من خلال عقوباتها أنها لا ترحم أحدا. في تصور واشنطن عن العالم لا وجود لروسيا أو للصين قوية. لا يوجد مركز آخر للقوة هناك باستثناء واشنطن نفسها. هذا ما تدركه موسكو وبكين بوضوح. ولذلك، ربطتا، استراتيجياً، برامجهما الأمنية والاقتصادية وبرامج الطاقة.

لذلك سوف يغري الأمريكيين كسر هذه العلاقات…

لا أعرف حتى ما الذي يجب أن يحدث لكي يحصل الأمريكيون على فرصة للقيام بذلك. ربما، إذا حدثت بيريسترويكا أخرى…
هذا يعني، وجوب تغيير النظام السياسي، فليس لدى الولايات المتحدة خيار آخر.

RT

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.