البشير يتوسط وينهي الخلاف بين رئيس الوزراء ومدير المخابرات

التأم شملهما على غرار مصالحة هارون – حميدتي :….
*البشير يحتوي الخلاف المتصاعد بين رئيس وزرائه ومدير المخابرات*

طوت رئاسة الجمهورية، مؤقتاً، صفحة خلاف مكتوم استبانت نُذره بين رئيس مجلس الوزراء القومي، معتز موسى، والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق صلاح عبد الله قوش.

وقطعاً للطريق أمام أي مواجهة محتملة بين الرجلين النافذين، جمع الرئيس البشير إلى طاولته كلاً من رئيس وزارئه ووزيرالمالية معتز موسى ومدير جهاز امنه قوش ، بعد أن طارت المجالس بأنباء شقاق متنامٍ بينهما، عطفاً على مقارباتهما المتباينة لأزمات البلاد.

وتعد بادرة اللقاء هي الثانية في غضون أسابيع قليلة، بعدما كان الخاطر الرئاسي حاضراً في مناسبة أولى منتصف أكتوبر الماضي، أفلح البشير خلالها في تضميد جراح قديمة نكأتها إفادات القائد الميداني لقوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، ومدفعية تصريحاته التي وجهها تلقاء والي شمال كردفان أحمد هارون.

وعزت المصادر توتر العلاقة بين الرجلين إلى أن قوش لم يكن عند حسن ظن موسى إبان مواجهاته مع تجار العملة مؤخراً، ومحاولاته المتصلة لاستعادة التوازن لسعر الجنيه.

وبحسب مصادر متطابقة فإن رئيس الوزراء شكا للبشير تقاصر عزم الأجهزة الأمنية وضعف إسنادها لسياساته الرامية لمحاربة السوق الموازي والحد من انهيار العملة المحلية.

ووفقاً للتسريبات فإن قوش لا يتفق مع طريقة رئيس الوزراء الرامية لملاحقة تجار العملة أمنياً، ويراها مقاربة عديمة الجدوى، سيما وأن المذهب مجرب من قبل، وأثبت عدم فاعليته في عهد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السابق الفريق محمد عثمان الركابي الذي ارتفع في عهده سعر الدولار مقابل العملة الوطنية من بضعة عشر جنيها الى اربعين خلال عام واحد.

وأشارت مصادر تحدثت الى مونتي كاروو إلى أن صلاخ قوش لم يكن راضيا عن الطريقة التي تعاملت بها المالية مع سانحة توفر البنكنوت بعد وصول شحنات من الأوراق النقدية خلال أكتوبر الماضي من مطابع خارج البلاد تقدر ب 6 تريليون جنية وانه كان من الافضل الاستفادة من تلك الميزة النسبية لتوفر السيولة النقدية لسحب العملات الاجنبية من السوق الموازي وتجار العملة .

وبحسب هؤلاء فإن السيولة التي توفرت لم تستغل بشكل يحد من غلواء الأزمة، بل وُجهت لتغذية الصرافات ومقابلة احتياجات العملاء، سعياً وراء رضاء مؤقت عن سياسات رئيس الوزراء الجديد، فيما كانت الرؤية الأمنية تقول بسحب الدولار من الأسواق عبر توجيه تلك الكتلة النقدية لشراء العملات من التجار بالكاش، مشيرين إلى أن غياب السيولة أسهم في هزيمة أسعار آلية صنّاع السوق بعد إحجام المتعاملين عن شراء العملات بالشيكات من البنوك.

ويقول مقربون من صلاح قوش ان رئيس الوزراء موسى موسى يستشير بشكل دائم وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، ويستمد سياساته من دفاتر نظرياته متبعاً توجيهاته ومحتذياً خطاه، فيما يصنف معتز لدى قوش ودوائره الأمنية باعتباره سياسي مفرط الحركة تعوزه الخبرة التنفيذية في التعامل مع قضايا شديدة الحساسية بحجم أسواق العملة.

وبحسب المصادر فان البشير يعول كثيرا على نجاح معتز موسى باعتباره بارقة الامل الوحيدة للخروج من الازمات المتلاحقة التي تعصف باقتصاد البلاد وتهدد اعادة ترشيحه في 2020 ولذلك يخشى من فشله .

ناصف عبدالله – مونتي كارو

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.