حتى الفورة بقت مليون!!

وبالأمس قال إنهم سيحاربون تجار الدولار والسماسرة والفورة مليون وركز معانا في الفورة مليون!! فقريب يوم داك ما طول كانت الفورة في (الكوتشينة) كم وثلاثين أو خمسين وبالكثير مية، ولكن كل شيء في السودان طار للسماء!! حتى الفورة بقت مليون!! عزيزي القارئ وراك حاجة عاوز تعملها؟ ولا تقعد معنا وتطول بالك وروحك وتنتظر نهاية الفورة أبو مليون؟
______
ماوراء الكلمات – طه مدثر
حتى الفورة بقت مليون!!

(1)
التجارة والعدوان في زماننا هذا هما توأمان لا يفترقان لاحظ كيف أن أغلب التجار (وعلى الريق) يعتدون على المواطن الفقير برفع أسعار السلع الضرورية، بينما الحكومة النائمة الحالمة لا تتدخل، حتى وإن هلك الفقراء عن بكرة أبيهم وأمهم.
(2)
أيتها البنوك والمصارف السودانية عدم الوفاء بالالتزامات المالية يؤدي الى نزع الثقة منكم (إذا لم تكن قد نزعت بعد)، واليوم البنوك لا تفي بأي التزامات مالية تجاه عملائها (الذين كانوا كراماً) والمواطن العميل صار يقف ذليلاً مكسور الخاطر والوجدان أمام البنوك والصرافات وهو المقهور يطلب من موظف البنك أن ينظر الى حاله بعين العطف والرحمة، والشفقة وأنه يحتاج لبعض من أمواله التي بطرف البنك ليقضي بها القليل من حوائجه ولكن الموظف القاسي القلب والمكبل بلوائح البنك يقول للعميل (نديك ألف واحدة)، وهنا يرفع المواطن العميل عقيرته بالغناء ويغني (وكأني مديون للبنك العذاب) ويبدأ في عد الألف جنيه ويقول للجنيه (إن شاء الله نسمع عنك أخباراً طيبة)، والجنيه روحه تكاد تصل الحلقوم وبعد جهد كبير يقول للعميل: (بالحالة دي الله أعلم تسمع عني أخباراً طيبة!!)
(3)
إني أرى أن السيد معتز موسى رئيس مجلس الوزراء أصبح منتشراً مثله مثل معتز موسى وزير المالية و(لكنهما) أكثر انتشاراً على تويتر ومعتز موسى وزيرنا الذي في تويتر!! من حقه أن يغرد ما طاب له التغريد متى ما وجد المساحة والزمن والمتابعين (مواضيع التغريد متوفرة).
وبالأمس قال إنهم سيحاربون تجار الدولار والسماسرة والفورة مليون وركز معانا في الفورة مليون!! فقريب يوم داك ما طول كانت الفورة في (الكوتشينة) كم وثلاثين أو خمسين وبالكثير مية، ولكن كل شيء في السودان طار للسماء!! حتى الفورة بقت مليون!! عزيزي القارئ وراك حاجة عاوز تعملها؟ ولا تقعد معنا وتطول بالك وروحك وتنتظر نهاية الفورة أبو مليون؟ وترى بعينك عملية تكسير العظام بين الحكومة وأعدائها تجار السوق السوداء والمضاربين في العملات الأجنبية تابع الفقرة القادمة.
(4)
في ذات مسرحية مصرية قال الفنان فؤاد المهندس (القانون ما يعرفش زينب) وهو يعني أن القانون لا يعرف الفرق بين علان وفلان وليس فيه تمييز بين الناس، ولكن اليوم وعندنا نحن هنا أصبح القانون يعرف زينب و(إخوان)، زينب، بل لا نبالغ إذا قلنا الأخت زينب تحمل القانون تحت إبطها وتطلع وتنزل به على كيفها، فالقانون يعرف التمييز بين
الوطني والشعبي والشيوعي والبعثي وغيرهم، فمثلاً الحكومة تقول إنها ستحارب الاحتكار وستضرب المحتكرين بيد من حديد فهل الحكومة والتي معلوم بالضرورة أنها: (تعرف كل حاجة) لا تعرف من هم المحتكرين العظام
الذين مثلاً يحتكرون الأسمنت أو السيخ أو الطوب أو السكر أو الدواء أو الورق؟ وتُجار الدولار؟ هل هي محتاجة للاستعانة برجل المستحيل أو المغامرون الخمسة؟
ليكشفوا أسماء وأماكن أولئك المحتكرين والتُجار؟ الحكومة عارفاهم وعارفة محل وجودهم وأعتقد ولحاجة في نفسها لا تريد أن تُحجم دورهم أو تقلص صلاحياتهم، بل ولا تريد أن تقطع أرزاقهم برغم أنها ومن قبل قطعت أعناق المتاجرين
بالدولار فإذاً على القانون السلام إذا مالت كفته لصالح زينب و(إخوانها)!!

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.