تقوم بينا العربية

زمان كان التلفزيون هو المتنفس الوحيد لنا كسودانيين أولاً.. وثانياً كساكني الأقاليم وفي رواية أخرى الولايات.. كل حياتنا تدور حوله لذلك كنا نتذمر ويصيبنا النكد.. إن حدث وقطع الإرسال التلفزيوني من الخرطوم، بل أحياناً حظنا (التعيس الهردبيس) يجعل الإرسال يقطع أثناء بث الحلقة الأخيرة من المسلسل .. تسمع (وش .. وش.. وش وش).. ذلك يوم بلا شك (منيل بستين نيلة).. والمصيبة الأكبر.. إن استمر الإرسال مقطوعاً لعدة أيام لعطل ما ننقطع فيها عن العالم.. وعندما يعاود التلفزيون البث مرة أخرى نجد مسلسلاً آخر.. بأبطال آخرين.. ونظل نتساءل لفترة طويلة: (يا جماعة نهاية مسلسل حافية على الشوك شنو؟ ناجي عرس سميرة؟ وخالد حصل ليهو شنو؟)..
وحكينا القصة دي لييييه؟ ذلك إنني تابعت وبشغف شديد التصريحات الصادرة من أعلى جهة تنفيذية في البلاد.. عن سحب عربات الدفع الرباعي (اللاندكروزرات) من أصحاب المناصب الدستورية.. والتنفيذية.. وظللت عاكفة أتتبع أخبار السحب.. ومكثت في انتظار المزاد العلني عن بيع هذه العربات.. ومن ثم الخبر الذي يليه وهو رفد الخزينة العامة بمليارات الجنيهات ثمن هذه العربات.. لكن الإرسال قطع فجأة.. (وش.. وش.. وش).. وجلست محتارة عدة أيام في انتظار عودة الإرسال.. لكنه عندما عاد.. كان هناك مسلسل آخر.. اسمه (شراء سيارات من جياد).
الحقيقة عندما سمعت بنبأ شراء سيارات جياد.. ابتسمت تلقائياً.. إذ تبادر الى ذهني الطرفة المعروفة عن ذلك الرجل الذي باع نصف البيت الذي يسكنه.. ليشتري النصف الآخر!!.. يعني هي كانت المشكلة نوع السيارة؟ أم كانت المشكلة ذلك الصرف البذخي على سيارات الدستوريين.. وذلك البون الشاسع بين متقلدي المناصب التنفيذية وبين بقية الشعب الماشي كداري ويدافر في المواصلات.. وولاة أموره الواحد فهم (يحتكم) على أكثر من سيارة ..
سياسة التقشف المعلنة من قبل الحكومة.. أولى ناس بها هم السادة في أعلى الهرم الوظيفي.. ولسنا نحن عامة الشعب.. نحن متقشفين بالسليقة.. لذلك نهديكم افكار عبقرية.. مثلاً (اعملوا ترحيل للوزراء).. كل وزير ينزل أمام وزارته.. أصلاً أغلب الوزارات جارات.. وهذا سيوفر لهم بيئة صالحة للتشاور.. ويمكن أن يحدث عصف ذهني مشترك بين الوزراء ويخرجون علينا ببيان يبشرنا بتعاون وشيك بين الوزارة الفلانية.. والفلتكانية.. ونكون وفرنا الوقود.. وكذلك الوقت الذي يضيع في الاجتماعات.. ولا ننسى أن الوزير سيحاور زميله كفاحاً.. ولا خطابات ولا يحزنون .. شفتوا كيف؟..
المهم قبل هذا كله.. أود وبشدة معرفة نهاية مسلسل (اللاندكروزرات).. وهل تم بيعها ورفد الخزينة العامة بثمنها؟ ولا ما هل؟.. وبعد ذلك كله.. لو في زول عارف لي نهاية مسلسل (حافية على الشوك) أكون شاكرة.. حتى ذلك الحين نترككم مع ما يطلبه المستمعون.. وأغنية (تقوم بينا العربية.. تودينا للسادة)
كوش نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.