الجميعابي: في الحركة الإسلامية لو عندك رأي شاذ وما مقنع الترابي بيمسح بيك الواطة و(يجهِّلك).. وأنا من أسميته المؤتمر الوطني

في البدء أنا محمد محيي الدين الجميعابي من مدينة الجزيرة جنوب الكاملين والدتي من منطقة أم دقرسي ووالدي كان عاملاً في مشروع الجزيرة درست الثانوي في مدينة حنتوب الثانوية وكنت في اتحاد طلاب حنتوب ثم دخلت الجامعة وفي عام  73يوم 31 ديسمبر أول دخولي للحركة خرجنا الشارع وكان حينها أحداث شعبان في73 كنت في سجن كوبر وتم القبض علينا حينها من السوق العربي، كنا بالقرب من كافتريا الأندلس وشارع الجمهورية ونحن نهتف كان معي زميلي عبد الله أخبرته أن العساكر ستضربنا في تلك اللحظة كان الشخص الذي في جواري تم ضربه رفعناه وتحركنا نهتف شلنا شهيد ومنها إلى المستشفى .

الإعتقال
في الحقيقة أعتقلت ضمن مجموعة وكانت في الاشتراكي ومعي مجموعة  أحمد العاص، عبد العظيم التوم، أحمد العشا لكني بصورة شخصية للحظة إعتقالي كنت بالقرب من (سان جيمس) و طلعنا من الاتحاد الاشتراكي وجلسنا –كان ذلك قبل الإعتقال طبعاً- في شكل ((v حوش وزارة الخارجية الحالية لحظة وكان الترتيب بإنه لحظة حديث نميري نهتف، وفعلاً هتفنا (سفاح سفاح يانميري لن ترتاح) وكان الحشد يرى الهتاف من الأمام والخلف بعدها تمت مطاردتنا بالقرب من تقاطع  سان جيمس كما ذكرت، أحد الأشخاص عندما نظر الي قال لي إنهم سيعرفوني بهذه اللبسة وكنت أرتدي (فنيلة) بعدها خلعتها لتغيير شكلي  أحد الأفراد كان يجلس بجواري يسمى فتحي وهو من جهاز الأمن كان بإمكانه القبض علي مباشرة لكنه لم يفعل ذلك حتى تم لاحقاَ، لحظة إعتقالي تجمهر الطلاب وركضت نحو (بابا كوستا) فتم القبض علي لكن الطلاب قالوا إنني من أشرفت على التظاهرة ورفضو اعتقالي لكن لاحقاً كتروا عليهم وتم اعتقالي  وتم ضربي حتى فقدت الوعي ومن ثم فُقْت في المستشفى .

كوبر
عند دخولنا لسجن كوبر كان برفقتي عدد من قيادات  الأحزاب على رأسهم شيخ حسن، ياسر عمر، صادق عبد الله، سليمان السعيد، وأرباب ومنها بدأت المرحلة الأقوى في حياتي منها أن أقمنا مشكلة بيننا وأفراد السجن فكان سعيد سالم سعد من أبناء أم درمان احتد مع شخص في السجن يدعى السنجك فأمر بتحويله لزنازين الإعدام إعترضنا على ذلك .

زنازين وإضراب
عند الساعة الخامسة فجراً  تم نقله لزنازين الإعدام إعترضنا ناس السجن وبعد أدائنا لصلاة الفجر كنا نقوم بعمل الشاي وبعد أن نشرب الشاي نجهزه للمعتقلين الشيوعيين فهم كانوا مابصلوا، المهم تم قفلنا في الزنازين بعد شربنا الشاي فقررنا الإضراب مع العلم أن زنازين الإعدام ضيقة جداً وإذا أردت شرب مياه إلا يتم رشك بها حتي الساعة الـ(12) الظهر استمر إضرابنا نحن يوسف فضل الله وأبو قصيصة وكنت أصغرهم وكنا شاربين شاي الصباح فقط، المضحك أن المحتجزين معي كانوا يخجلون من أن يتبول أحدهم في الزنزانة لكني لم أخجل باعتباري كنت صغيراً في السن، جاءنا مدير السجن فقلنا له ماذا تريد إذا أردت أن تعدمنا فأفعل ذلك ولن نحترمك وكنا نتحدث معه ونحن جالسين في الأرض وكنا لا نأكل ولا نشرب فقال للشخص المسؤول ياخ ديل مجانين ساي فكوهم، بعدها خرجنا وكأننا حسبنا سنين من الاستقبال الحار من زملائنا وتم نقلنا إلى حوش الطوارئ في الواحدة ظهراً تقريباً وكانت مجموعة مصادمة .

ليلة 30 يونيو؟
في الحقيقة أنا شاركت في الترتيب للإنقلاب وفي القرار وكنت أصغر عضو شوري في الأخوان المسلمين وكوني أمين المهن الطبية كانت برفقتي شابة تسمى سامية أحمد وهي موظفة معامل وأنا أمين المكتب أصغر أعضاء الشورى كما ذكرت، وكان شيخ حسن يتعامل معنا باستمرار بطلباته ويخبرنا بالترتيبات لكن لا نعلم التفاصيل .

تدريب الحركة
في الحقيقة نحن كنا مدربين فبعد المصالحة كنت إلا الطيارة التي لا أعرف قيادتها تدربنا في ليبيا وبقية التدريب تم في السودان لكن المجموعة التي سبقتنا التي تعرف بـ(مجموعة المرتزقة) وهي المجموعة الرئيسية كان ضمننا كذلك الطيب سيخة، محجوب عروة وهنا لابد من رد جميل بأن لو كان لأحد فضل علينا –الحركة الإسلامية- فهو معمر القذافي الذي كان يعطينا أي شيء حتى (الاندروير ) أكَّلنا، سقانا، شرَّبنا من دبابات، مضاد، متفجرات كلها علمنا إياها .

كوادر الحركة
ضمن القصص إني قابلت في الخرطوم عبد الكريم وهو كان نائب مدير جهاز الأمن صلاح قوش فقلت له (أنت الأمن دا  مافي غيره في البلد دي ولاشنو؟ رئيس مجلس سودانير من الجهاز ونائبه وعدد له الكثير، فقال لي أنت عارف أنو شيخ حسن زمان قال خيرة كوادرنا وديناها الجهاز! فقلت له ياعبد الكريم إنتَ مش دفعتي؟ لم أدرِّبك في ليبيا؟ لم اكن أميرك في الخرطوم؟ فأنت أحسن مني في شنو؟ ولاعشان مشيت الجهاز فالحركة الإسلامية مليانة كوادر وماعشان مشيتوا الجهاز إنتو أحسن ناس .

بالرجوع للترتيبات فإن شيخ حسن كان ينوِّرنا  والحركة كانت مستعدة والنظام كان هشاً وأغلب من قادوا التغيير لم يكن لديهم علاقة بالعمل العسكري بل كانوا مدنيين والترتيب أشرف عليه شيخ حسن ، وأقرب زول كان ممكن يعرف غازي سليمان لأنه سكرتير شيخ حسن، مع العلم أن الترتيبات استغرقت وقتاً طويلاً و سعاد الفاتح كذلك كانت ضمننا عددنا يبلغ كم وتلاتين شخص وماعارفين التفاصيل وكل ماكان يقوله لنا الترابي إنه يحتاج لزمن وكنا نعطيه المهلة ويعدد إن هناك أشخاصاً تم إبعادهم من العمل العسكري .

حل الحركة
لم يكن هناك حل للحركة الإسلامية والحقيقة إننا أجزنا معه كل الترتيبات تمت وكل حديث عن الحل غير صحيح وكل مافعله الشيخ هو قلَّص ظل الحزب مع التغيير ،
وهذا الحديث ذكره لي غازي بعد قرارات المفاصلة وكما أسلفت لك لم يكن هناك حل وكان تقليصاً لظل الحركة الإسلامية في حالة التغيير العسكري للتمويه أن تكون القصة دي الإسلاميون ماوراها، حل الحركة تمويه وللمرحلة القادمة نقلل من ظل الوجود الإسلامي في السلطة قبلها نقل الشيخ حسن كل المناشط للجبهة الإسلامية واحتفظ بقيادة عمل الطلاب والعمل الخاص والعمل العسكري وحتى الآن للإسلاميين أجسام تمويه مثل المؤتمر الوطني وغيره والحكم يتم عبر العضم  .

تصويت
ولم يكن حلاً فالقرار صوتنا في الحركة ففي مجلس الشورى بعد يحدث التغيير نقلها للحزب وبالتالي القرار كان بمباركة جماعية ولم يكن هناك رافضون للفكرة، عطفاً على أن شيخ حسن كان يقنع من يخالفه في الرأي (ويبلِّعك قرارك)  .
شيخ حسن كان مقنعاً ولو عندك رأي شاذ ممكن أن يمسح بيك (الواطة) بجهلك إذا لم يكن حديثك مقنعاً وهو زول صعب جداً في المجتمع ماكان زول هيِّن وهو متمكن من معلوماته مع العلم أن الشورى كانوا اقوياء لكنه شخص سوبر في الإقناع  وأنت إذا لم تكن لديك حجة فلا بد أن توافق.
فلم يكن هناك مخالفين ومن كان ينطق  برأي مخالف والجهة البتاخد القرار شبه إجماع والحركة أدارت التقرير بكتمان وشيخ حسن نجح في ذلك .

مشاركة السلطة
مشاركتك في الهلال الأحمر الهلال الأحمر السوداني وقبل ذلك طلبوا مني أن أشغل منصب مدير عام وزارة الصحة فقلت لهم إني يمكن أن اشتغل غفيراً لكن لن أكون مديراً لأساتذتي وأخبرتهم إن الطب مثل الحركة الماسونية من يأتي قبلك يرأسك، لاحقاً عرضوا علي وزير  صحة بحكومة الجزيرة وأخبرتهم إن هناك ناساً أحق مني وأساتذتي، لكني كنت أميل لعمل التعبئة تم تكليفي به في الهلال الأحمر السوداني لكن بعد فترة اشتكى مني رئيس الهلال بحجة إنني شخص سياسي وتقلدت أمين حركة إسلامية بولاية الخرطوم ومن ثم للمؤتمر الوطني وأنا من قمت بتميته في ولاية الخرطوم بالمؤتمر الوطني.
بعد تقلدي لمنصب أمين حركة إسلامية أمين وأمانة المؤتمر الوطني وكان نظام المؤتمرات فأخبرتهم إني سأسميه المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم كان حسن حمدين لم يكن يسمي ذلك لكن حتى ذلك لم أغادر كل الأقسام الشورية الموجودة من منذ تخرجي من الجامعة .

العمل طبيباً
بعد تخرجي عملت طبيباً في مستشفى أم درمان وأخبرتهم إني لن أعمل حتى أتزوج وكنت لا أريد أن أعرِّض نفسي لمافي (الميز) والكل يعلم ماذا يدور في الميزات بعدها تزوجت وأنا عريس في العباسية طرق لي أفراد الأمن  الباب الثانية صباحاً وتم التحقيق معي وتم تحويلنا الرئاسة ومن ثم بيت الضيافة مع عدد من المعتقلين صلينا الفجر وتم ترحيلنا للمطار كنا ننظر من على نافذة الطائرة عن المكان الذي يعتزمون نقلنا إليه المطار حتى نزلنا في الفاشر  واستقرارنا بسجن شالا وكان ذلك في 10 مارس 85 ولم أعلم حتى الآن لماذا تم إعتقالي ولم أكن في قيادة الحزب.

أجراه: نورالدين جادات
(صحيفة التيار)

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.