المواصلات.. الأزمة التي قاومت حكومة الخرطوم

مركبات النقل الصغيرة “الأمجاد” تتوسط محطة جاكسون طيلة ساعات الظهيرة، في وقتٍ تختفي الحافلات نصف النقل “الهايس” والحافلات المتوسطة 24 راكب عن المحطات، وذلك واقع أدى إلى ارتفاع تعرفة المواصلات إلى الضعف وأحياناً إلى 5 أضعاف  حين يتعلق الأمر بـ”الامجاد”.

ويثير قلق عثمان الذي يقطن حي الأزهري جنوب شرقيِّ العاصمة السودانية أنه يقضي ساعتين للوصول إلى وسط الخرطوم، حيث مقر عمله ويضطر إلى استغلال مركبتين بعدما لجأ سائقو الحافلات إلى تجزئة الخطوط.
ويرى عثمان”42 عاماً” أن زيادة تعرفة المواصلات مع تنظيمها أفضل من حالة الفوضى التي تعم الحافلات في أوقات العودة إلى البيوت، لا سيما في الخطوط القصيرة، ما اضطره -حسب قوله – إلى خفض معدل خروجه من المنزل جراء أزمة المواصلات .
فيما يعتقد عماد وهو سائق حافلة صغيرة يابانية الصنع تعود للعام 1984 أن صيانة الحافلة تكلف 21 الف جنيه لـ”العمرة الكاملة”، مضيفاً بأنه اشترى ماكينة سيارته بقيمة 61 ألف جنيه بجانب رسوم الترخيص، زد على ذلك طوابير الوقود والتعرفة غير المجزية.
وكانت نقابة الحافلات، قد قالت في وقت سابق إنها خسرت نصف مركباتها، بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011، وقرار الحكومة بوقف استيراد الاسبيرات المستعملة.
وقال عماد من داخل مركبته لـ “باج نيوز”: كل هذه الأسباب أدت إلى صعوبة في عمل الحافلات، ونجم عن ذلك أزمة في المواصلات.
ووصف والي الخرطوم السابق عبد الرحيم محمد حسين أزمة المواصلات بأنها من أصعب المشكلات في الولاية، متحديا الجهات الحكومية بالوصول إلى حلول جذرية لها، وذلك على هامش مؤتمر عن المواصلات العام الماضي .
ويرهن الخبير في مجال النقل والمواصلات مختار السيد إبراهيم في حديثه مع “باج نيوز” حل أزمة المواصلات باستيراد “7 إلى 10” آلاف باص بواسطة القطاع الخاص، شريطة أن تساهم الحكومة في استثناء الموديلات القديمة المطابقة للمواصفات، أي استيراد موديلات قديمة ومتينة في نفس الوقت .
ويوضح السيد أن سعر الباص الواحد في الأسواق العالمية حوالي 130 الف دولار حوالي “7” ملايين من الجنيهات، ما يعد أمراً عال الكلفة.
وأضاف بإنه من الصعب على الحكومة استيراد باصات بهذه التكلفة، وعليها أن تمضي قدماً في تشجيع القطاع الخاص والمغتربين على الاستثمار في النقل .
وينادي السيد بإدارة الباصات ضمن شركة أو كيان أسوة بشركات التاكسي التي نجحت في إدارة أسطول السيارات وفق اتفاق بين المالك والشركة، مع نظام لاقتسام الأرباح.
وتابع: “الحافلات الصغيرة لن تحل أزمة المواصلات لان القطاع الذي يديرها هش جداً وغير منظم، والعمل فيه يخضع لمزاج السائق الذي قد يتوقف عن نقل الركاب إذا ما تحصل على المبلغ الذي يحتاجه لمصروفات يومه، وبالتالي تحدث أزمة مواصلات “.
ونوه السيد إلى وجود حالة عزوف من المواطنين عن ركوب الباصات الكبيرة، لكنه أوضح أن حدوث عمليات تنظيم لمرورها في الشوارع وفق الأولوية قد يجبر سائقي السيارات الخاصة بالعودة إلى المواصلات”.
وقدّر عدد السيارات في ولاية الخرطوم بحوالي 800 الف سيارة خاصة، جميعها تتحرك بوسط الخرطوم ما يؤدي إلى أزمة مرورية.
وفسر الموقف بقوله: “هم مجبرون لكونهم لا يثقون في توفر المواصلات لكن إذا ما حدثت طفرة في المواصلات يمكنهم التخلي عن السيارات الخاصة “.
وابلغ مسؤول برلماني بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم أن المجلس يتابع بقلق أزمة المواصلات وانه بصدد الاستماع إلى تقرير من وزير البنى التحتية حول أزمة المواصلات
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه لـ”باج نيوز”: نعتزم فتح نقاش موسع عن استيراد باصات منذ 2010 وإلى 2017 تبين أنها غير مطابقة للمواصفات “.
وأثارت باصات استوردتها ولاية الخرطوم وقدر عددها بأكثر من ألف باص جدلاً واسعاً حول صلاحيتها.
وقال الخبير في النقل والمواصلات مختار إبراهيم السيد إن “مُلاك الباصات الصينية اشتكوا من تناثر قطع معدنية على الأرض أثناء تحركها في الشارع واضطروا إلى تركيب لوح حديدي أسفل الماكينة لحمايتها “.

باج نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.