تباين ردود الأفعال بشأن رفض علي عثمان الاعتذار عن الانقلاب

تباينت ردود الأفعال بين قوى سياسية إسلامية ويسارية بشأن تصريحات الأمين العام السابق للحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية، الذي أكد فيه رفضهم الاعتذار عن الانقلاب على الحكومة الديمقراطية.

وشدد أحد قادة مجلس ثورة الإنقاذ، القيادي بالمؤتمر الشعبي، اللواء محمد الأمين خليفة لـ “الصيحة”، على أن علي عثمان إذا كان يعني بحديثه هذا الانقلاب وبوصفه شريكاً فيه، فلا حرج أن يدافع عن ذلك، وقال “لكن إذا كان يعني بحديثه الدفاع عن الأخطاء التي تم ارتكابها خلال الثلاثين عاماً الماضية، فإن حديثه لم يأت موفقاً”.

وقال المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدومة ان عقلية معظم الانقاذيين تسيطر عليها ثقافة ان الاعتذار انكسار، وقطع ان ثقافة الاعتذار غائبة عن قاموسهم السياسي.فيما أرجع بروفيسور الطيب زين العابدين رفض علي عثمان الاعتذار للشعب السوداني إلى الغرور بوصفه ظل الرجل الثاني في الحكومة والحزب لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، معتقداً أنه كان عليه أن يمارس سياسة النقد الذاتي ويعترف بخطأ الانقلاب العسكري

وأكد القيادي بالمؤتمر الشعبي، كمال عمر لـ “الصيحة” أن كل الأحزاب السودانية ارتكبت أخطاء، وأشار إلى أن بعضها سلم الحكم إلى العسكر ومنهم من وأد الديمقراطية عبر انقلاب عسكري، وقال “إن كل الأحزاب عملت على استغلال المؤسسة العسكرية وتقف وراء الإخفاق الكبير الذي ظل ملازماً للحركة الوطنية منذ الاستقلال المتمثل في عدم وجود دستور دائم للبلاد”. واتهمها بالضلوع في الانقلابات العسكرية، وأشار إلى أنها أرادت بذلك إصلاح أخطاء، وقال: لكنها بذلك عالجت الأمر بخطأ أكبر وأفدح”.

وشدد على أن الأمر يحتم على كل الأحزاب الاعتذار عن أخطائها وإعلانها التوبة إلى الله، وليس الإصرار على الخطأ، وأقر بأن تجربة الإسلاميين الحالية صاحبتها الكثير من الأخطاء، وأشار إلى أن عراب الحركة الإسلامية الراحل الدكتور حسن الترابي كثيراً ما انتقد الأخطاء التي صاحبت حكم الحركة الإسلامية جناح “المؤتمر الوطني”، وقال إن هذا النموذج للأسف محسوب على المشروع الإسلامي، وأشار عمر إلى أن الترابي كان يرى أن الحريات من الدين وليس الاعتقالات والتضييق والكبت والجبروت.

ودافع القيادي بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بروفيسور الأمين دفع الله، عن رؤية علي عثمان، وقطع بأن الانقلاب لم يكن خطأ بل ضرورة، وقال “إن تجربة الحركة الإسلامية في السلطة ليست كلها أخطاء، بل توجد الكثير من الإنجازات”، وأضاف: ” نعم أرى أن حديث الأخ علي عثمان طبيعي، ولا يحمل بين طياته غرابة مؤيداً له لجهة أن البلاد في ذلك الوقت كانت في حالة يرثى لها وكل الأحزاب كانت تسعى لانتزاع الحكم عبر انقلاب عسكري”.

واستبعد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، صديق يوسف في تصريح لـ “الصيحة” اعتذار الإسلاميين عن الانقلاب العسكري، وقال “إذا فعلوا ذلك فهذا يعني ضمنياً تخليهم عن الحكم وإقرارهم بالفشل والابتعاد كلياً عن المشهد السياسي” وأضاف: “أعتقد هذا الأمر يعد من سابع المستحيلات”.

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.