ختان فتيات السودان.. وتفشي الدعارة

في ظل جهود محاربة عادة بتر وتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى التي تعد من ضمن انتهاك حقوقها إلا أنها عادة أفريقية متجذرة أكثر من أنها عادة عربية، واعتبرها مهتمون بالأسرة والطفل جريمة، داعين لوضع قوانين للحد منها، ولكي يكون السودان خالياً من تلك العادة يجب نشر الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة وتوقيع العقوبات الرادعة في مواجهة من يرتكب تلك الجريمة.

القضية
مناهضة بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى وجدت دعماً من قبل بعض الوزارات ورجال الدين والناشطين بجامعة الأحفاد الذين قاموا (بكسر الصمت) في هذه القضية، التي هي محرمة وممنوعة وليس لها سند شرعي، ونجد أن كل ولايات السودان تمارس الــ (ايف، جي، ايم) على الإناث برغم من أن هنالك بعض القبائل لا تمارسه وأخرى تخلت عنه وبعض القبائل تمارسه كحداثة.

إستراتيجية
أمينة أمانة المجلس القومي لرعاية الطفولة د. أميرة أزهري، قالت إنه تم وضع إستراتيجية للتخلي عن الــ(ايف، جي، ايم) بهدف سودان خالٍ منها وذلك من خلال ما تناولته حملة مناصرة التخلي عنها في ورشة المهن الإعلامية بالشراكة مع مركز المرأة ومجلس الأمم المتحدة السكاني المقام بالنادي الدبلوماسي لثلاثة أيام، ودعت الى تطور وسائل الإعلام المختلفة في رفع وعي الأسرة والطفل بمخاطر ممارسة بتر وتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى مع التركيز على الآثار الإيجابية للتخلي عنه، بالإضافة الى التوسع في برنامج محو الأمية في التخلي عن هذه العادة، لافتة إلى إدخال هذه القضية في مناهج جميع التعليم العام والعالي وتدريب المعلمين، ودعم البحوث الدينية التي تؤكد عدم شرعية الـ(ايف، جي، ايم) مع تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونجد أن هنالك أسراً تقوم به خفية بحجة أن عدم ممارسة العادة يلحق بها العار.

مشروع قانون
ودعت د. أميرة، البرلمان إلى إجازة مشروع قانون منع بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى لسنة 2012 تعديلات القانون الجنائي لسنة1991 تعديل 2016 ولفتت إلى أن المادة (١٤١) المتعلقة بهذه الجريمة تدرس حاليا بالبرلمان التي توضح بأنه يعد مرتكب جريمة أو كل من يقوم بإزالة أو تشويه العضو التناسلي للأنثى وذلك بإجراء أي قطع أو تشويه أو تعديل لأجزاء طبيعية مما يؤدي إلى اذهاب وظيفتها كليا أو جزئيا، سواء كان داخل مستشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو غيرها من الأماكن يعاقب بالسجن ثلاث سنوات والغرامة، كما يجوز إغلاق المحل، وأن (٦) ولايات من السودان تجرم من يمارس (ايف، جي، ايم) من بينهم ولاية شمال كردفان وجنوب كردفان، ولاية البحر الاحمر. فيما يقوم المجلس القومي للمهن الصحية باتخاذ إجراءات قانونية تجاه من يمارسه في الحقل الطبي، بالإضافة إلى أن الولاية تجرم وتنفذ العقوبات كل من يرتكب تلك الجريمة.

تفشي الدعارة
نفى أستاذ مساعد بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد الزين علاقة ممارسة (ايف، جي، ايم) بحفظ الأنثى باعتبارها سلوكا أخلاقيا، وأن دور اختصاصي النساء والتوليد أصبح اقل بعد نجاحهم في وعي المجتمع حول اضراره، مشيرا الى أن نسبة (٧ .٨٦.٪) من الأطفال فوق سن الخامسة عشرة يمارس عليهن (ايف، جي، ايم) في السودان وما تحت الرابعة عشرة من الأطفال بنسبة (٣١٪) ، جريمة يرتكب في حقهن باسم الدين والسُنة، فيما (٧٠٪) من الأمهات يسبب لهن نزيف ما بعد الولادة، الأسباب الرئيسية للأطباء ضد (ايف، جي، ايم)، بأنها السبب الرئيسي في وفاة الأمهات عند الولادة وعامل أساسي في العقم وتأخير الإنجاب كما أنه يسهم في الطلاق، ويساعد في ممارسة الدعارة، وقال د. محمد زين هنالك ثلاث دراسات بحثية يسند عليها في عدم ممارسة (ايف، جي، ايم) بأنها تسبب مضاعفات مرضية ولها أثر على الأعضاء الأخرى ومضاعفات تحدث مباشرة فور ممارسته، مشيرا الى أن المشاكل التي تواجهها الأنثى ما بعد ممارسته الـ(ايف، جي، ايم) تتمثل في آثار نفسية والاكتئاب ومضاعفات بعيدة المدى.

الخرطوم : تسنيم جدو -آخر لحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.