إقالة معتز.. لا حرج..!!

ما وراء الخبر/ محمد وداعة

لا حرج على الرئيس في إقالة معتز موسى رئيس الوزراء لأن الرجل أثبت أنه كان يضمر ما حدث، وسواء كان ذلك من بنات أفكاره، أو بإيعاز من أحدهم، ففي أول تصريح له اختار معتز موسى مسجد مجلس الوزراء مكاناً لاطلاقة أعلن عن (اعتزامه اتخاذ تدابير اقتصادية قاسية) ، وهو مصطلح شهير أطلقه فريدمان، وتقوم هذه الاستراتجية على اختيار حدث كبير يلتهي به الرأي العام، يتزامن معه اتخاذ تدابير قاسية، وهو منهج تتبعه مخاطرة كبيرة، لأن النتائج غير مضمونة وربما لا تتوافق مع المطلوبات، .. الغريب أن معتز استخدم هذا الاسلوب (الصدمة) عند وجود حدث يلتهي به الناس إلا خبر تعيينه رئيساً للوزراء، فكان هو الحدث والصدمة في ذات الوقت.

لذلك فلا حرج للرئيس في إصدار قرار فوري بإقالة رئيس الوزراء خاصة وأن كل ما جرى ويجري منذ تكليفه يخالف الموجهات التي أوردها رئيس الجمهورية لدى مخاطبته البرلمان عقب تكليف وزارة معتز، وما يهمنا اليوم ليس موجهات الرئيس لعمل الحكومة وهو ما كان واجب معتز أن يعمل به، بل قسم الرئيس الذي اقسمه عند توليه الرئاسة ومدى مخالفة معتز لجوهر قسم الرئيس، يقول القسم (أنا عمر حسن أحمد البشير، اقسم بالله العظيم بوصفي رئيساً لجمهورية السودان، أن أكون مخلصاً وصادقاً في ولائي لجمهورية السودان، وأن أؤدي واجباتي ومسؤولياتي بجد وأمانة وبطريقة شورية لترقية ورفاهية وتقدم الأمة، وأن التزم بالدستور وأحميه وأحافظ عليه وأن أرعى قوانين جمهورية السودان وأن أدافع عن سيادة البلاد، وأن اعمل لوحدتها وأوطد دعائم نظام الحكم الديمقراطي اللامركزي، وأن أصون كرامة شعب السودان وعزته، والله على ما أقول شهيد)، ما يفعله معتز موسى رئيس الوزراء ضد (كرامة شعب السودان وعزته)..

وبعد ذلك حاول رئيس الوزراء، معتز موسى، وزير المالية ورئيس مجلس الوزراء القومي تخفيف إعلانه عن إتجاه حكومته لمعالجة الأزمة الاقتصادية عن طريق نظرية الصدمة، وقال خلال عملية التسليم والتسلم بينه ووزير المالية السابق محمد عثمان الركابي اليوم، إلى أن ما راج غير دقيق عن نية معالجة الواقع بنظرية الصدمة المعروفة، وأضاف أن المقصود هو أنه لا يمكن إحداث علاج جذري لمشاكل الاقتصاد قبل السيطرة التامة على التضخم وتذبذب سعر صرف العملة الوطنية، وأكد موسى، مضي الدولة في إنفاذ برنامج إصلاح اقتصادي وهيكلي متوازن لتحسين معاش الناس، موضحاً أن موازنة العام الجاري ستكون موازنة الأداء والبرامج و لن تسير على النمط التقليدي، وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد وجهت العاملين بالمجلس لحضور صلاة الظهر فى المسجد، للاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء الجديد، والذي كشف خلاله، عن أن الحكومة ستتخذ تدابير اقتصادية قاسية في المرحلة المقبلة، للخروج باقتصاد البلاد إلى بر الأمان، على حد تعبيره.

وبالرغم من أن معتز قال إن (أولويات الحكومة الجديدة تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي شامل، يبدأ ببرنامج صدمة قصيرة الأجل، يهدف إلى معالجة اختلالات معاملات الطلب الكلي، وعلى رأسها التضخم وسعر الصرف) ، إلا أن نتيجة برنامجه كانت كارثية، فتصاعد التضخم وقارب (70%)، و الدولار تجاوز ال(70) جنيهاً، ومن الواضح أن الاجراءات الصادمة فاقمت الأعباء المعيشية على المواطنين، وانتظم الناس في صفوف الخبز والجازولين، يهدرون كرامتهم ويفقدون إنسانيتهم.

إذن السيد رئيس الجمهورية مطالب بالامتثال للدستور وإقالة معتز موسى فوراً ودون إبطاء، من رئاسة الوزارة ومن تكليفه بوزارة المالية.

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.