مزمل أبو القاسم :انتبهوا، فالأوضاع الحالية باتت تنذر بما لا يُحمد عقباه

* ماذا سيفعل الحزب الحاكم لمواجهة الأزمة الاقتصادية المستفحلة؟
* ما الجديد الذي سيخرج به المجلس القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه المنعقد مساء اليوم؟
* هل سيرش الملح على الجرح المُتقيِّح، ويعمل فيه المِشرط بجرأةٍ وشجاعة، كي يعالج موضع الالتهاب، ويجترح حلولاً ناجعةً للأوضاع الكارثية الحالية، أم يعمد إلى استخدام المهدئِّات والمُسكِّنات، ويوالي غض الطرف عن أسوأ أزمة اقتصادية تواجه البلاد في تاريخها المعاصر؟
* باختصار نقول لهم إن الأوضاع الحالية في غاية السوء، بعد أن بلغ الضيق مداه.
* صفوف السيارات تمتد بالكيلومترات أمام محطات الخدمة في كل أرجاء السودان، والشُح يشمل البنزين والجازولين في آنٍ واحد، ولا يستثني الغاز.
* انعكست ندرة الوقود سلباً على كل مناحي الحياة، وعانى الناس الأمرَّين من غياب مركبات النقل العام من المواقف، وتعطلت الحركة بسبب غياب المواصلات.
* صفوف الخبز تتطاول في كل المخابز، وفِي كل مخبزٍ يوجد صفان، أحدهما للرجال والآخر للنساء.
* النظام المصرفي على شفير الانهيار، إن لم يكن قد تحطم وذوى فعلياً، وأزمة شُح أوراق النقد تسير إلى استفحال.
* عجزت البنوك عن توفير الحد الأدنى من من الكاش لعملائها، فانصرف الناس عنها، وفقدوا ثقتهم فيها، وأدى انهيار قيمة العملة الوطنية إلى تآكل رؤوس أموالها، وأضعف حتى قدرتها على التمويل.
* ما يحدث داخل المصارف التجارية يبعث على الأسى، أما الصرافات الآلية فيسكنها العنكبوت.
* المهلة التي حددها رئيس الوزراء لحل أزمة غياب النقد عن المصارف انتهت، ولا جديد سوى المزيد من التعقيد، بظاهرة تُعد الأغرب من نوعها في العالم، إذ لم نسمع بدولة تحولت عملتها الوطنية إلى سلعة، إلا السودان.
* سعر الدولار تجاوز الثمانين جنيهاً، ويسير إلى ارتفاع، وباتت للدولار عدة أسعار.
* بل إن ظاهرة تعدد الأسعار شملت أسواق الذهب والسيارات والعقارات ومواد البناء وغيرها.
* التجار عاجزون عن تسعير بضائعهم، بسبب توالي انهيار الجنيه في مواجهة العملات الأجنبية، وبعضهم أوقف البيع فعلياً، خوفاً من الخسارة وفقدان رؤوس الأموال.
* المُصدِّرون كفوا عن التصدير، بسبب ارتفاع الفارق بين سعر الدولار في آلية صُنَّاع السوق، وسعره في السوق الموازية، والمستوردون يتفرجون على التصاعد الجنوني في أسعار العملات الأجنبية، ويضربون كفاً بكف.
* الفارق بين سعر الآلية وسعر الموازي وصل أربعين جنيهاً، ويرتفع بوتيرة مرعبة.
* في السودان الحافل بالعجائب اقترن الكساد بالتضخم، وفاقت نسبة الأخير (70‎%‎)!
* نسب البطالة تتصاعد، الغلاء متفشٍ ومستفحل في كل الأسواق، ولكل السلع، الأساسي منها والكمالي، وفوضى الأسعار بلغت مداها، في مواجهة صمتٍ مريبٍ، وعجزٍ غريبٍ من الدولة.
* في مجال الدواء تحدثت الأخبار عن تراجع رصيد الإمدادات الطبية من غالبية الأدوية المنقذة للحياة، وتحدث وزير الصحة الاتحادي محمد أبو زيد مطالباً البنك المركزي بتوفير (400) مليون دولار، لوضعها تحت تصرف الصندوق القومي للإمدادات الطبية ومجلس الأدوية كي لا تستفحل أزمة الدواء.
* أما وزير الداخلية فقد دق ناقوس الخطر بحديثه عن حدوث تسربٍ كبير من قوات الشرطة بالاستقالة، بسبب ضعف المخصصات.
* ذات المعاناة ضربت كل العاملين في الخدمة المدنية، والقطاع الخاص، لأن المرتبات أصبحت لا تفي بأبسط الضروريات.
* الأوضاع كارثية، والمعاناة متنامية.
* البؤس يتمدد، والفقر يتضخم، والمواطنون في حيرةَ من أمرهم، لا يدرون ما يفعلون.
* نضع الصورة الكاملة بلا مساحيق في مواجهة من يحكمون البلاد والعباد، لنرى ماذا سيفعلون لمواجهة الأوضاع الكارثية في اجتماعهم المنعقد اليوم، وننذرهم بأن ينتبهوا، ويحذروا الاستهانة بما يجري هذه الأيام، بعد أن جاوز الضيق مداه.
* انتبهوا، فالأوضاع الحالية باتت تنذر بما لا يُحمد عقباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.