بسبب هذا المقال جهاز الأمن يستدعي الكاتبة الصحفية بجريدة التيار اسماء محمد جمعة، ولا يزال هاتفها مغلقا

ستقع الشجرة المَلعونة!

اسماء محمد جمعة

يُعتبر حكم المؤتمر الوطني في السودان مأساة من أغرب المآسي التي يشهدها تاريخ البشرية الحديث، ولا أظن أنّ هناك دولة مَرّت بهذه

التجربة الشاذة التي يمر بها شعب السودان اليوم، نتيجة السلوك الشاذ والغريب الذي يصدر من الذين ينتمون إلى هذا الحزب، فقد أثبت أعضاؤه بأنفسهم أنهم غير مُؤهّلين لأن يتولوا المناصب، ويرون الأشياء ليس كما يراها الأسوياء، فهم يرون الخطأ صواباً والصواب خطأً، والعدل ظلماً والظلم عدلاً، والحق باطلاً الباطل حقاً وكل شيء يرونه عكس حقيقته! أعضاء المؤتمر الوطني مارسوا كل سلوك ملتوٍ لتحقيق أهدافهم وعاثوا فساداً لم يشهده السودان حتى في زمن الاستعمار، ومارسوا أشدّ أنواع القسوة مع بني جلدتهم من الشعب، تاجروا بدين الله وَتَبَاروا مع الشيطان في أعماله، ورغم هذا يرون أنفسهم ملائكة مُتمسكين بكتاب الله تعالى وأفضل من كل الناس، بل ويرون أنّ الشعب لن يقتلع شَجرتهم المَسمُومَة والمَلعونة أبداً، ولا يدرون أنّ الله تعالى يَمد لهم في طُغيانهم ليُحاسبهم بما فعلوا، وإن أمهلهم فهو لن يهملهم وليتذكّروا أنّ اسمه العدل والحق.

بالأمس نقلت الصحف أنّ القيادي بالمؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه سخر من المُراهنين على سقوط الحكومة بسبب تفاقم أزمة الوقود، وقال إنّ قيادات الوطني لم يبحثوا عن ملاجئ أو أخلوا الساحة أو ارتجفوا، وأنّ هناك جهات خارجيّة تتآمر لاقتلاع شجرتهم من جُذُورها وأنّ الذين يريدون أن يهزوها لا يعرفونها ولم يعرفون رجالها ولا حجمها ولا وزنها، وان حزبه أصبح الآن أكثر اقتحاماً للمصائب، وأنهم بَشَرٌ تعتريهم أحياناً الغفلة والضعف، ولم يبيعوا مبادئهم، ووصى عضوية حزبه بعدم الخوف وأن هناك إجراءات لحل الأزمة.

 

كل ما قاله السيد طه هو تبريرٌ غير أمين وتحليلٌ غير صادقٍ، فهو يعلم علم اليقين أنّ حزبه بلا وزن ولا حجم ولا رجال، وأعضاؤه ضعاف في دينهم وأنفسهم ومبادئهم وأخلاقهم ولذلك يستخدمون كل وسيلة فاسدة وغير شرعية ليحافظوا على وجودهم في السلطة، وليست هناك أية جهة تُعاديهم أو حتى تشعر بوجودهم غير هذا الشعب المنكوب منهم، وهم الآن لن يستطيعوا حل أيّة مشكلة لأنهم وصلوا إلى قمة الفساد ولا يُمكنهم التراجع، ولذلك يتمسّكون ببقائهم في السلطة حتى لا يُحاسبهم الشعب، وما حديثه إلا خَوْفٌ من وقوع الشجرة التي رعاها وسقاها واستظل بظلها وتغذى من ثمرها الحرام!! علي عثمان يقول هذا لأنه واحدٌ منهم وليس أي واحد، هو أحد أهم عرّابي الإنقاذ ويده ملطخة بكل سيئاتها، وبدلاً من ان يُفكِّر عما فعل، إلا أنه ما زال في طغيانه القديم يُبرِّر دُون خَجلٍ لذنوبهم وجرائرهم ويُغطِّي على خيباتهم، فهو ذكر أزمة الوقود فقط، وتناسى عمداً أزمة السيولة والخبز وغلاء الأسعار والدواء والجوع والمرض، وأزمة تسرب الأطفال من المدارس والطلاب من الجامعات والعَطَالة والمُخدّرات والإجرام والظواهر السالبة، وأزمة التّشرُّد والتّسوُّل والفساد والعُزلة العالمية والفشل وأزمات أخرى كثيرة، بل تناسى حتى الأزمة السياسية أمّ الأزمات وسببها الأول، هل هناك ضلال أكثر من هذا؟ عُمُوماً، لقد حَانَ وقت سقوط الشجرة الملعونة ولن يفيد السيد علي التبرير والإنكار والإسقاط، وهي لن تحتاج إلى أحد ليقتلعها فهي ستسقط لوحدها، لأنّ جُذُورها الفاسدة تَعَفّنَت ولم تستطع حملها، هي مسألة وقت فقط خدمة المقالات من *#مونتي_كاروو*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.