أصدر رئيس الجمهورية قرارًا بتعيين معتمد محلية وادي حلفا بالولاية الشمالية العميد أمن مبارك محمد شمت محمد خير ،
واليًا على ولاية القضارف خلفًا للوالي الراحل المهندس ميرغني صالح الذي استشهد في حادث سقوط المروحية منطقة القلابات مع عدد من المسؤولين نائب مدير الشرطة ومسؤول الاستخبارات العسكرية، ومدير مكتب الوالي ووزير الزراعة في الولاية.
تقول البطاقة التعريفية للوالي الجديد هو مبارك محمد شمت محمد خير من مواليد جزيرة بدين القريبة من مدينة دنقلا بالولاية الشمالية .
سيرة ومسيرة
انتقل شمت في صغره إلى مدينة كوستي حاضرة ولاية النيل الأبيض بحكم عمل والده بالنقل النهري إذ يوجد ميناء وسط السودان النهري . ودرس مبارك شمت مراحله الدراسية الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدينة كوستي ثم التحق بكلية القانون جامعة القاهرة فرع الخرطوم وتخرج منها في منتصف الثمانينيات ، والتحق بعدها بالكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم ، حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية ودبلوم عالٍ في التخطيط الاستراتيجي.
خبرات تراكمية
خلال عمله بجهاز الأمن والمخابرات الوطني عمل شمت بالداخل والخارج حيث عمل في سفارة السودان بالمملكة العربية السعودية .وفي العام (2014) التحق بالعمل التنفيذي حيث تم تعيينه معتمدًا لمحلية البرقيق بالولاية الشمالية وبعدها انتقل معتمدًا لمحلية مروي التي قضى بها فترة ثلاثة أعوام شهدت محلية مروي خلال فترته الكثير من الإنجازات أبرزها تأهيل محطة مياه الشرب في أمري وبعض مدن المحلية في كريمة وأمري ، وكان له إسهام كبير في تأهيل الرياضة بالمحلية وأسهم بصورة كبيرة في صعود فريق الأهلي مروي للدور الممتاز ما أكسبه شعبية جماهيرة كبيرة في المحلية خاصة في الوسط الرياضي وظل مساندًا لفريق الأهلي بحضور مباريات الذهاب بالولايات لمقابلة الفرق الأخرى حيث تم تكريمه من قبل النادي الأهلي بمروي عند انتهاء فترته وانتقاله معتمدًا لمحلية وادي حلفا بالولاية الشمالية في شهر أغسطس الماضي ضمن تشكيل حكومة الوالي الحالي ياسر يوسف .
شخصية وفاقية
يقول المقربون من العميد مبارك إنه شخص يمتاز بالروية والدقة في تعامله ويغلب عليه الطابع العسكري الأمني في اهتمامه بالمعلومة وتحليلها ومتابعته اللصيقة للتكاليف والتوجيهات التي يصدرها لمرؤوسيه .وفي السياق يصفه العارفون الذين عملوا معه في المحليات خاصة محلية مروى التي قضى بها ثلاث سنوات بأنه شخصية وفاقية يسعى دائمًا لخلق علاقات مع المجتمع المحلي بمشاركته المواطنين كل مناسباتهم العامة والخاصة ويحرص على إقامة علاقات ودية مع القوى السياسية دون تمييز المشاركة في الحكومة والمعارضة، وهذا يأتي من إيمانه بالعمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر. وهو يتقبل النقد الإيجابي والحلول الوفاقية ما مكنه من خلق علاقة جيدة مع كافة الأطياف السياسية في المحليات التي عمل بها.
توقعات ومخاوف
الكثير من التوقعات والمخاوف انتابت المراقبين والخبراء لحظة سماع خبر إعلان تعيين مبارك شمت واليًا لولاية القضارف نظرًا للعديد من التحديات التي تمثلها التركة المثقلة من الملفات المعقدة والقضايا الشائكة التي طالما قصمت ظهر كل الحكومات المتعاقبة بدءًا من الأزمة القديمة المتجددة التي ظلت تشكل هاجسًا حكوميًا وهمًّا شعبيًّا ممثلة في مشكلة مياه القضارف إضافة إلى أكثر الملفات سخونة وهو ملف نزاع الحدود وإفرازاته السالبة على الأمن القومي. ويكمن التحدي في تحقيق الأمن والاستقرار و سد الفجوة التنموية في الحدود وتأمين الزراعة بمعالجة بعض المشكلات التى تطرأ خاصة فى موسم الخريف في شكل احتكاكات بين المزارعين والرعاة من الجانبين، إذ تقع محليتين من محليات الولاية على الحدود وهما القلابات الشرقية والفشقة.
تحديات اقتصادية
وتأتي من بعد ذلك التحديات الاقتصاد في مقدمتها شؤون الزراعة ومشكلات تمويلها وقضية تسويق إمكانيات الولاية الاستثمارية والتي تضم عشر محليات هي (القضارف والقلابات الشرقية والقلابات الغربية والفاو والرهد والفشقة ومحلية قلع النحل ومحلية القريشة ومحلية البطانة ومحلية ريفي وسط القضارف) لجذب واستقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية إذ تمتاز ولاية القضارف بكثرة الموارد وتعدد القطاعات الإنتاجية ، بداية من أنها الولاية الزراعية الأولى في السودان بجانب أنها تعد من أهم الولايات من الناحية التجارية ملامحها الاقتاصدية و تتميز بتعدد الأنهر الموسمية نهر عطبرة ورافديه ستيت وباسلام ونهر الرهد. وتضم أكبر أسواق الصادر للماشية في السودان التي تعول عليها الدولة نسبة لوجود سهل البطانة الرعوي في ذات الوقت ونتج عن ذلك حساسية العلاقة بين الراعي والمزارع، مايجعل هذا الملف يتطلب حزمة من التدابير في مقدمتها فتح المسارات وإيقاف التعدي عليها وتأهيلها عبر إنشاء الحفائر والسدود الضخمة لتسهيل حركة الحيوان.
مصفوفة خدمات
مصفوفة الخدمات الأساسية التي تتجسد في تحديات الصحة والارتقاء بالتعليم وشبكة الكهرباء، إضافة إلى ملفات التنمية في ولاية تعاني من هشاشة كبيرة في البنية التحتية من طرق وكبارٍ ومرافق عامة وتنمية حضرية، هذا علاوة على تحدي الاصلاح السياسي وتقوية مؤسسات الدولة ومعالجة تشوهات الحكم المحلي وترميم التصدعات التي طالت جسده والصراعات التي أنهكته.
تقرير : الطيب محمد خير
الخرطوم (صحيفة الصيحة)