مع السودانيين مرة اخرى..

بثينة خليفة قاسم

رغم الشتائم والانتقادات التي وجهت لي من قبل الاخوة السودانيين ،ورغم الانتقادات التي وجهت لصحيفة الراكوبة نفسها بسبب نشرها لعمودي السابق الذي علقت فيه على ما يجري في السودان الشقيق،فانني أكتب مرة أخرى وأترك الحكم للراكوبة نفسها ،تنشر او لا تنشر كلامي ،هذا حقها .

 

البعض اعتبر ما كتبته وطلبت من الإخوة السودانيين ألا ألا يجروا بلدهم في طريق العنف والدمار ،اعتبره اختراق اخواني او كيزاني لجريدة الراكوبة ،رغم أني لم أكن يوما مؤيدة للكيزان ،فعلى العكس أنا أعتبر الإخوان المسلمين مسئولين عن الخراب الذي حل بالأمة ومسئولين عن كل الدماء التي سالت وروت الأرض العربية .
ولكن التجرية أثبتت ان الشعارات الجميلة التي رفعت خلال ثورات الخراب العربي لم يتحقق منها شيء والنتيجة الأكيدة التي رأيناها هي تفكك الدول العرب وتدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية أكثر مما كانت .

ورغم اصراري على موقفي ورغبتي في عدم تطور الأحداث في السودان الشقيق بالشكل الذي يضر أكثر مما ينفع ،الا أنني أعترف أن هذا ليس الدافع الوحيد الذي جعلني أعاود الكتابة أو بمعنى أدق أواصل الحوار مع اخواني السودانيين الذين يتمتعون بميزة عظيمة .

هذه الميزة التي أقصدها هي ميزة التواصل والحوار الذي يجعلني أستفيد منهم.فرغم انخراطي في الكتابة منذ سنوات ،الا أنني لم أجد هذا التفاعل الا مع السودانيين الذين يدهشونني بما يمتلكونه من أفكار ومن لغة ويجعلونني أتجاوز عن بعض ما يدونه بعض الشتامين على مساهماتي التي تنشرها الراكوبة .

أما قناعتي التي أصر عليها من خلال قراءتي المتواضعة لما جرى ويجري في الدول العربية هي أن ثورة الخبز في السودان لن تختلف في نتائجها عن ثورات الخبز في بقية الدول العربية ،فاذا كان الخبز غالي الثمن حاليا ،فسوف يزداد غلاء في المستقبل واذا كان الجنيه السوداني يساوي خمسين دولارا حاليا،فسوف يصل إلى أسوأ من ذلك إذا عمت الفوضى .
هذه ليست دعوة للخنوع كما قد يراها الداعون إلى الثورة في السودان، ولكنها دعوة للعقل ودعوة لحساب النتائج ومعرفة ما يمكن أن نكسبه، فما فائدة اسقاط النظام إذا سقط معه السودان وتفكك ؟.

وعلى أية حال شكرا لكم وشكرا لصحيفة الراكوبة كمنبر حر للرأي والرأي الاخر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.