متظاهرو الاحتجاجات.. البحث عن القاتل؟

برأ حزب المؤتمر الوطني “نفسه” من قتل المحتجين الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة التي حدثت بالولايات والعاصمة الخرطوم منذ الأربعاء الفائت. وأشار وزير الدولة بوزارة العدل محمود أبكر دقدق أمس على ضرورة معاملة الأجهزة الأمنية للمتظاهرين معاملة كريمة تحفظ لهم كرامتهم دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الانتماء السياسي، في وقت اتهم فيه المؤتمر الوطني من سماهم “المندسين” بالتورط في قتل المتظاهرين، نافياً وجود “قناصة” حكوميين متورطين في القتل، مؤكداً عدم تسامح “الأجهزة الأمنية” مع من سماهم “المخربين والمندسين”.

الشرطة: “لسنا أداة قمع”
أكدت الشرطة السودانية على دورها المتعاظم في حماية المواطن، وشدد مدير عام الشرطة السودانية الفريق أول الطيب بابكر – لدى مخاطبته مراسم التوقيع على وثيقة التغطية الصحية الشاملة لقوات الشرطة أمس الأول – على حرص الشرطة على تحقيق الأمن والاستقرار وبسط الطمأنينة في نفوس المواطنين، وأضاف بابكر “أقول إن هذا الشعب لن يرى منا إلا خيرا”، لافتاً إلى أن الشرطة ظلت تؤدي واجباتها القانونية، مضيفاً أن الشرطة ليست أداة قمع وتعمل من أجل المواطن والذود عنه، مؤكداً أن الشرطة تؤدي واجبها وفقاً لواجباتها الدستورية والقانونية والمعايير المتعارف عليها دولياً في استخدام القوة تمشياً مع سلطاتها وصلاحياتها التي لم ولن تستعدي أحداً من المواطنين.
الجيش.. حرص على سلامة المواطن
أكد الجيش السوداني – في بيان صدر الأحد الماضي – على حرصه على مكتسبات الشعب وأمن وسلامة المواطن في دمه وعرضه وماله، مؤكداً أنه يعمل ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة تشمل “القوات المسلحة، والشرطة، والدعم السريع، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني”، مؤكداً التفافه حول قيادته وحرصه على مكتسبات الشعب.
الدعم السريع.. يدعو لمراجعات
دعا قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان “حميدتي”، الحكومة إلى ضرورة توفير الخدمات للمواطن والإيفاء بواجباتها تجاه المواطنين، مؤكداً أهمية التعاون معهم، مشدداً على ضرورة محاسبة الفاسدين، وكل من يعمل على تخريب الاقتصاد مع الفاسدين، وأضاف: (هناك مخربون من المسؤولين لا المساكين).
وطالب حميدتي بإجراء مراجعات عادلة لتدارك أوضاع البلاد، وشدد على ضرورة إيجاد حل حقيقي وجذري  للأزمة الاقتصادية.
وشكر حميدتي – خلال مخاطبته الكتيبة الخاصة من قوات الدعم السريع العائدة من الحدود السودانية الليبية، ومنطقة وادي هور بشمال دارفور، بمنطقة طيبة الحسناب بالخرطوم، أنه لا بد من الرقابة على السوق والأسعار والتصدي للجشعين – شكر الشعب السوداني على صبره مؤكداً وجود “مندسين ومتمردين ومهربين”، مشيراً إلى أن قوات الدعم تقف لهم بالمرصاد، لافتاً إلى أن مهمة قواته حماية البلاد والحدود.
كما وجه حميدتي قواته للتعامل اللائق مع المواطنين والتعاون معهم.
الأمن.. مهام محددة واتهامات لجهات
أشار الفريق أول مهندس صلاح قوش – لدى خطابه التنويري لرؤوسا تحرير الصحف عن الاحتجاجات – إلى أن القوات المسلحة والدعم السريع وقوات الأمن الوطني تعمل كمنظومة واحدة لمهام محددة، فالقوات المسلحة مهمتها حماية المرافق، والشرطة مهمتها التصدي للشغب، أما الأمن فمهمته توفير المعلومات ومساعدة الشرطة حال طلبها تدخله لفض الشغب.
واتهم قوش جهاز “الموساد الإسرائيلي” بالضلوع في الأحداث وتدريبه عناصر من حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور، مشيراً إلى أن هذه العناصر عادت من إسرائيل وتم تسريبها إلى السودان عن طريق نيروبي مؤكداً أن هؤلاء هم الذين قاموا بالتخريب.
الوطني.. مطالبة بالتبليغ الفوري
أشار القيادي بالمؤتمر الوطني، د. ربيع عبد العاطي – في حديثه لـ(الصيحة) أمس – إلى أن هناك من يستغل التظاهرات السلمية، مؤكداً على ضرورة أن تطلب الجهة المنظمة للاحتجاجات الترخيص من الأجهزة المختصة، وأن يحددوا مسارهم المعين حتى توفر الأجهزة النظامية لهم الحماية حتى لا تستغل المظاهرة من أي جهة ما، وذلك لأن الأجهزة النظامية إذا كان لها علم مسبق يمكنها متابعة أي مندس في المظاهرة السلمية.
وأضاف عبد العاطي: دائماً عندما تحدث الفوضى يجد أصحاب المرض أغراضهم، وذلك مثلما حدث في سبتمبر 2013 عندما انفرط عقد النظام نهبت حتى الصرافات الآلية، وسرقت الأموال، وبالتالي فالمسألة فيها نظر وتحتاج إلى تحقيق لمعرفة من المتسبب ومن الذي قتل؟ ومن القاتل؟ وعزا عبد العاطي حدوث كل ذلك لعدم التنظيم مؤكداً على ضرورة التبليغ لدى الأجهزة المختصة لا أن يطلق المحتجون البيانات فقط، مشيراً إلى أن أي تجمع حتى وإن كان “احتفالاً أسرياً” لا بد من التبليغ لدى الجهات الأمنية حتى يكون محمياً، ولا يتم التغول على المناسبة من المندسين، وبالتالي حتى لا يكون هناك اتهام واتهام مضاد، فإن أي تجمعات ما دام الاحتجاج مكفول لها بالقانون والدستور فلا بد من التبليغ أولاً حتى لا تستغل، ولا بد أن يعرف المحتجون خطوات التعبير السلمي لمن يطلب ولمن يرخص، فإذا ضمنا هذه الأشياء فسنضمن عدم الاختراق.
رؤية تحليلية.. لا بد من لجان تحقيق
أكد المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر – في حديثه للصحيفة أمس، على المثل القائل بأن “الشينة منكورة”، مضيفاً بأنه ليس المهم من أطلق الرصاص ولكن المهم هل هناك مواطنون سودانيون خرجوا في مظاهرة سلمية وتم إطلاق النار عليهم فقتلوا وجرحوا فإذا كانت الإجابة نعم فمن واجب الأجهزة العدلية بالدولة أن تكوّن لجان تحقيق حتى لا تفقد الحكومة ثقة مواطنيها أو ثقة المجتمع الدولي، مؤكداً على ضرورة تكوين لجان تحقيق حول ما حدث وحول الأذى الذي لحق المواطنين، وأن يتم الإعلان عن أسماء الذين قتلوا.
السيناريو الأخير.. احتمالية المندسين موجودة
أشار المحلل السياسي الدبلوماسي الرشيد أبو شامة، إلى احتمالية أن تكون هناك مجموعات أطلقت النار على المتظاهرين، ما دام أن كل الجهات برأت منسوبيها، نافياً أن يكون أعضاء المؤتمر هم من أطلق النار لكون أنهم مدنيون وليس لديهم سلاح، وأضاف أبو شامة – في حديثه للصحيفة أمس – بأنه يمكن حدوث ذلك بمثل ما حدث لرئيس تحرير “التيار” عندما هاجمته جهة مسلحة، ومثلما حدث في الجامعة “الأهلية” عندما كسرت – هذه الجهة – أجهزتها الإلكترونية وأضرت بها، لذلك يمكن أن تندس فئة مسلحة وسط المتظاهرين وتطلق النار عليهم.

 

 

تقرير: نجاة إدريس

 

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

Exit mobile version