هل يكونوا دلاليك؟؟ أم سيلتزم قادة الشرطة بالدستور؟؟

لبنى أحمد حسين

لم أفهم مغزى فعل قادة قوات الشرطة بوضعهم “دلوكة” عند استقبالهم البشير أمس ليبتدر بها حديثه مازحاً.. غير أني تساءلت بعد سماع كلمة البشير عن من هم الـ” دلاليك” وليس هذا بموضوعنا الآن وإنما عن خطورة استدراج الشرطة لتكون جهاز لإصدار الاحكام وفي الجرائم التي تصل عقوبتها للإعدام عوضاً عن القضاء بدلاً عن كونها جهازاً لتنفيذ القانون وحفظ النظام، إذاً ما الفرق بينهم وبين داعش سوريا وزرقاوي العراق وجنجاويد السودان؟

خلال كلمته امام قادة الشرطة أمس ارتدى البشير بدلة الشرطة وليته ارتدى عمامة داعش وليقرأ آيةً من الذكر الحكيم ثم ليفسرها كهذا:

(… بنقول إنو الأداء بتاع الشرطة هي حقيقة حفظ وأمن المواطن ليس قتل المواطن لكن مرات زي ما قلنا ربنا سبحانه وتعالى قال ولكم في القصاص حياةُ يا .. القصاص هو شنو يا أخوانا؟ هو قتل مش كده؟ هو إعدام.. طيب ربنا وصفه بحياة، لانو هي حقيقة ردع للآخرين عشان نحافظ على الأمن.. والأمن سلعة غالية جداً..).

إذا هو تشويه للدين الحنيف و معان القرآن الكريم لارضاء غريزة سفك الدماء و تحريض على القتل مع سبق الاصرار. يحمد للبشير انه لم يكمل الآية ليذكر أولي الالباب، أصحاب العقول الذين تخاطبهم الاية لا المعاتيه واصحاب الغرض و المرض امثاله و لا الدلاليك لان كل صاحب عقل يميّز أن القصاص حكم يصدره القضاء علي القاتل كامل الاهلية بعد ارتكابه جريمة القتل العمد و بعد استنفاد كافة مراحل التقاضي.

وحتى دستور السودان ٢٠٠٥م في مادته ٣٦ تضع تقييداً على الغعدام كعقوبة صادرة عن الجهاز العدلي القضائي، وبإعمال الآية والنص القانوني والدستوري فإن القصاص يكون على من يطلق النار على المتظاهرين. وهذا ما لم يحدث لا على من أزهق أرواح شهداء هبة سبتمبر 2013م ولا في عشرات الآلاف في دارفور و لا قبلهم شهداء بورتسودان وغيرها تقبلهم الله جميعاً.

في هتافات المتظاهرين سؤال لفرد الشرطة عن راتبه وعن سعر رطل السكر، في العام الماضي أكد وزير الداخلية ان العشرات من الضباط تركوا الخدمة لضعف الرواتب مطالبين بمساواة رواتبهم مع رواتب الجيش والأمن بالطبع ليس له الجرأة للمطالبة بمساواتهم بالدعم السريع حيث كانت في العام الماضي ميزانية قوات حميدتي أكبر من نصف ميزانية كل وزارة الداخلية في كل السودان و مع ذلك تحدث حميدتي بنبرة غاضبة لدى إستقباله كتيبة من قواته العائدة من الحدود الليبية و دعا للاستجابة لـ”مطالب المواطنين ” ومن المعلوم ان مطالب المواطنين ما عادت دقيقاً و زيتاً انما تنحي البشيرعن السلطة و في هذا الاطار تتجه المسيرة السلمية التي دعا لها تجمع المهنيين ظهر اليوم القصر الجمهوري لتسليم مذكرة بهذا الخصوص. كثيرة هي عيوب حميدتي ، و لكن ليس من بينها كونه دلوكة.

يتحمل النظام مسؤولية سلامة موكب جماهير الشعب السوداني بالعاصمة و الولايات لان التظاهر حق مكفول بالدستور. هناك شرطة المطافئ مهمتها اطفاء الحرائق ان كانت هناك حرائق وليس مهمة رجل الشرطة قتل من يشعل الحريق انما القبض عليه.. مع تأكيدنا الرفض لأي نوع من اعمال العنف. فهل سيلتزم قادة الشرطة “اليوم” بحماية المواطنين و بمواد الدستور ٣٦ تقييد عقوبة الاعدام و ٤٠ حرية التجمع و التنظيم و١٤٨ المادة المنظمة لمهام وأداء الشرطة نفسها في الدستور ؟ ام يكونوا مجرد “دلاليك”؟

أحرّ التعازي لأسر الشهداء تقبلهم الله جميعاً و الدعوات بعاجل الشفاء للجرحى و لشعبنا الحرية و فجر الخلاص. و عام جديد مبارك و سعيد علي بلادنا باذن الواحد الصمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.