خال الرئيس يكتب : نداء إلى دعاة الصوملة والسورنة !!

نداء إلى دعاة الصوملة والسورنة !!
الطيب مصطفى – جريدة الصيحة
أسأل الله تعالى لسوداننا الحبيب ولشعبنا الصابر المحتسب عاماً سعيداً تخرج منه بلادنا قوية ومتماسكة يحفها الأمن والأمان وتكلؤها عناية الله ويده الحانية بعيداً عن التشرذم والحرب الأهلية التي يتربص بنا شيطانها مدفوعاً من قوى الشر الإقليمية والدولية التي لا تريد لبلادنا غير الغرق في مستنقع الفتنة.

 

نحن أيها الأحبة في عام 2019 ولم يبق بيننا وبين عام الانتخابات التي ستجرى بمشيئة الله في العام القادم سوى أشهر معدودة ستنطوي سريعاً لتجد كل القوى السياسية فرصتها لعرض برامجها على الشعب الذي سيختار حكامه في عملية ديمقراطية سنبذل كل غال ونفيس لتكون مبرأة من كل عيب.

 

مرت بلادنا خلال العام المنصرم بمحنة قاسية لم تتكرر طوال السنين الماضية تمخضت عن حراك شعبي عفوي كثيف حاولت بعض القوى السياسية امتطاءه لكي تسقط الحكومة الحالية بغض النظر عن البديل ..المهم أن تذهب الحكومة التي يبغضون حتى لو كان البديل هو الشيطان الرجيم.

 

صحيح أن الضيق بلغ بالناس منتهاه بعد أن استحالت حياتهم إلى عناء يومي وصفوف متراصة بحثاً عن الخبز والوقود بل عن نقودهم المودعة في البنوك والتي حرموا من أن يسحبوها وكان ذلك أمراً موجعاً بحق عكّر صفو حياة المواطنين وأدى إلى حالة سخط وغضب لم تحدث طوال سني نظام الإنقاذ.

 

أخطاء كبرى وقعت فيها الحكومة أدت إلى تفاقم تلك الضائقة الاقتصادية، وحق للمواطنين أن يُعبِّروا عن سخطهم بالتظاهر السلمي بدون أن يواجهوا بالعنف من الأجهزة الشرطية والأمنية بل حق لهم أن يسقطوا الحكومة عبر الوسائل الديمقراطية وليس عن طريق العنف والحرق والسلب والنهب الذي رأينا نماذج له في أحداث القضارف وعطبرة.

لن أجد مبرراً البتة لإراقة دماء المواطنين أو رجال الشرطة مما رأيناه في أحداث القضارف مثلاً.

 

أقول مجدداً إن بعض القوى السياسية الشديدة العداء للنظام الحاكم حاولت توظيف حالة السخط العارم لإسقاط النظام ولكن هؤلاء المبغضين رفعوا شعار التغيير مهما كانت النتائج المتمخضة عنه بالرغم من علمهم بما يمكن أن ينجم عنه من اقتتال قبلي وحروب أهلية من شأنها أن تفقدنا الأمن الذي أرى نذر فقدانه الآن من خلال ما حدث في بعض الولايات.

للأسف فإن دعاة إسقاط النظام يفعلون ذلك بالرغم من أنهم رأوا البديل الشيطاني في بلاد كانت أكثر تماسكاً من بلادنا الهشة التي تعاني من صراعات وخلافات إثنية وقبلية وحروب في بعض أطرافها وجوار يتربص بها ويتحين الفرص للاستيلاء عليها ومؤامرات تستهدف النيل من خيراتها الزاخرة.

 

لقد رأى هؤلاء بأعينهم كثيراً من المواطنين السوريين الذين فروا إلى بلاد الدنيا بحثاً عن الأمان وشاهدوا حرائر الشام العزيزة يتسولن في مساجد وشوارع الخرطوم التي هربن إليها بعد أن فقدن الأمن والأمان وبعد أن رأين أطفالهن يسحقون ويقتلون بالسلاح الكيماوي وبالبراميل المتفجرة كما رأين بلادهن تدمر وتعود القهقرى ربما مئات السنين إلى الوراء تخلفاً وانهياراً.

 

لم يفقد الشعب السوري والعراقي والصومالي الطعام لكنه فقد الأمن وبفقدانه فقد الوطن كله بما في ذلك الأرض والغذاء وكل شيء.

 

إن الذين ينادون بالتغيير لا يرون أكثر من تحت أقدامهم فالسودان اليوم ليس سودان ثورة أكتوبر 1964 ولا سودان انتفاضة أبريل 1985،فقد تغيّر كثيراً بعد أن أبتلي بالحروب والشعارات الإثنية والقبلية ودخلت عليه الحركة الشعبية والحركات المتمردة التي رفعت شعارات عنصرية يمكن أن تؤدي إلى مذابح لا تبقي ولا تذر ويومها سيترحم الناس على السودان الذي كان.

 

رأيت بعيني رأسي السلاح الذي قبض لدى بعض أتباع الحركات المسلحة وخاصة حركة عبدالوحد محمد نور وقرأت بعض البيانات العنصرية الصادرة عن بعض أتباع بعض تلك الحركات التي تمتلىء صدورها بالأحقاد العنصرية الخطيرة كما رأى الناس مشاهد من الدمار والحرائق التي حدثت في القضارف وعطبرة، فتخيلوا أن تتفاقم هذه (الثورة) غير المنضبطة وتسقط السلطة المركزية .. تخيلوا ما يمكن أن يحدث بعد ذلك فوالله الذي لا إله غيره سيعض الجميع – بمن فيهم قصار النظر من الذين تسوقهم مراراتهم الشخصية – سيعضون أصابع الندم على قصر نظرهم وأخطائهم الكارثية التي سيساءلون عنها يوم الحساب وسيتحملون المسؤولية عن ذهاب السودان الذي كان وكان وكان، فهلا هدانا وأفشلنا ذلك المخطط الأثيم قبل فوات الأوان؟

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.