الجريدة.. قاتل الله الحسد

صحيفة “الجريدة” العصية على الترويض والركوع صارت تتعرض آناء الليل وأطراف النهار إلى الحسد والكيد الصحفي الممنهج.. والمحاولات الفاشلة لاجتثاثها من جذورها.. .. فالقراء هم من يقررون نجاج الجريدة وليس أي أجسام حكومية أخرى.

______
ماوراء الكلمات – طه مدثر
الجريدة.. قاتل الله الحسد

(1)
مع إرتفاع تكاليف صناعة الصحف..هل يصبح بلاط صاحبة الجلالة على البلاطة.؟وإن تركتك تكاليف صناعة الصحف.فإن الحسد والحاسدين لك بالمرصاد.

 

(2)
وتدمير وإغلاق الصحف الشرسة وغير المروضة.. صار أمراً جلياً وواضحاً لكل ذي بصيرة.. وصحيفة “الجريدة” العصية على الترويض والركوع صارت تتعرض آناء الليل وأطراف النهار إلى الحسد والكيد الصحفي الممنهج.. والمحاولات الفاشلة لاجتثاثها من جذورها.. نسبة للنجاح الذي يقرره القراء الأعزاء الذين يفرقون بين الصحف التي تبيع لهم الحق والحقيقة.. وتقف معهم في السراء والضراء، والصحف الأخرى التي تبيع لهم الوهم والبشريات.وتخدرهم بأحاديث الإفك والضلال.. فالقراء هم من يقررون نجاج الجريدة وليس أي أجسام حكومية أخرى.

 

(3)
وقاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.ونروي لكم وبتصرف نحسبه غير مخل. أن أحد الولاة دخل عليه عربي ذكي وشاطر ومثقف شديد.فاعحب به الوالي. وصار العربي من المقربين له. وكان لهذا الوالي وزير حاسد.
بل هو الحسد ذاته.ولما رأى العلاقة القوية التي صارت تربط بين الوالي.. والعربي، وخاف أن يضيع منصبه.فكر وقرر ودبر.فعزم العربي في بيته إلى صحن(ملوحة بالقراصة بالبصل الأبيض بالشطة الخضراء)وأعجبت هذه الأكلة العربي(فضربها جنس ضرب واحد)ثم حمدالله وشكره وشكر الوزير على هذه الوجبة الدسمة.. وبعد شاي الفطور بدأ الوزير مكيدته، فقال للعربي.
عند وقت الظهيرة وعندما تدخل على الوالي ضع منديلاً على فمك.حتى لا تؤذي الوالي برائحة الملوحة والبصل.والعربي الطيب.شكر الوزير على هذه النصيحة.. ووعده أن يعمل بها.

 

(4)
ثم خرجا فذهب العربي للقضاء بعض حوائجه.. بينما ذهب الوزير إلى الوالي وقال له إن هذا العربي الذي قربته إليك يقول عنك أنك ابخر(يعني خشمك عفن)وأنه يتأذى من رائحتك فمك..وأنه سيدخل إلى مجلسك وهو يضع منديلاً على فمه.ولما جاء وقت الظهيرة.

دخل العربي على الوالي.وقام بوضع المنديل على فمه.حتى لا يؤذي الوالي من رائحة الملوحة والبصل..فغضب الوالي من العربي.. ولكنه (قطعها في حنانو) ولم يبدِ ذلك الغضب وأخرج ورقة وقلم وكتب رسالة وسلمها للعربي وقال له أذهب بها إلى المسؤول فلان.ولما خرج العربي وهو يحمل الرسالة.. قابله وزير الوالي ولما رأى الرسالة في يده.. أصابه الطمع.وسأله إلى أين هو ذاهب؟.فقال له إن الوالي أرسلني بهذه الرسالة المقفولة إلى فلان.وهنا قال الوزير رأيك شنو اعطيك ألف دينار وأنا أكفيك مشقة المشوار.. وأقعد انت هنا شوف ليك مسلسل أو مباراة لغاية أنا ما أمشي بالرسالة وأرجع فوافق العربي الطيب.. وقال خلاص مافي مشكلة.

وذهب الوزير بالرسالة إلى الشخص المعني.. فلما قرأ الرسالة.. قام بقطع رأس الوزير، حسب ما جاء في تعليمات الوالي..

(5)

وبعد فترة سأل الوالي عن الوزير.وقالوا له خرج منذ كذا يوم ولم يرجع، وسأل عن صاحبه العربي.. فقالوا إنه موجود.. فأمر باستدعائه.

وطلب منه أن يحكي له ماحدث.منذ أن دخل عليه آخر مرة.. ووضع المنديل على فمه.. فقص عليه العربي الحكاية من الألف إلى الياء.. ففرح الوالي بنجاة العربي.. وقال قاتل الله الحسد.. ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله، وصارت مثلاً وحفظ الله “الجريدة” وقارئها والعاملين فيها ومن يساندها ويدعهما.ولو بالدعاء لها بالمزيد من النجاحات…

الجريدة
______

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.