سَمُوم عطبرة

٭ نوضح في البدء أننا نقصد بكلمة (سَمُوم) الإعصار الذي يأخذ معه تراباً، وهو عبارة عن (هبوب) ساخن يؤثر على الوجه .. حتى لا يذهب البعض إلى المواد التي تسبب اضطرابات للإنسان، إما عبر تفاعلات كيميائية أو غيرها .. إذ يحاول البعض أن يصور عطبرة بهكذا صورة.

٭لا زلت استغرب ذهاب البعض إلى تصوير ماحدث في عطبرة مدينة (النسايم الحلوة التي تهدِّينا وترسِّينا وحُنان أهلها) .. يحاولون تصوير ماجرى في التاسع عشر من ديسمبر العام الماضي أنه ثورة .. وأن عطبرة الحديد والنار، انطلقت منها شعلة الثورة .. مع أن واقع الحال يقول أنه لا توجد ثورة ولا يحزنون.
٭ وبالمقابل ماجري ليس من (تلاتة شفع حرقوا لساتك) كما قال د. نافع علي نافع .. بل كان بسبب مطالب مشروعة على رأسها ضرورة توفير الدقيق .. ورغم مرور كل تلك الأيام روَّج البعض وبالأمس وبشكل كثيف لما حدث في مدينة عطبرة .. وذلك لسببين.

٭ الاول هو هو زيارة رئيس الجمهورية المتوقعة اليوم إلى ولاية نهر النيل .. وقد ظهرت محاولات يائسة لتصوير الزيارة فيما يلي غير أهدافها المحددة .. البشير يشارك في ختام فعاليات مهرجان الرماية القومي .. أي أن الرئيس في هذه الزيارة أقرب مايكون يعتمر قبعة القائد الأعلى للقوات المسلحة.

٭ وهي الزيارة التي تشابة زيارات الرئيس إلى ولاية البحر الأحمر، حيث درج على حضور مناورات للقوات المسلحة على ساحل البحر .. محاولات تلوين زيارة البشير لنهر النيل أقل ماتوصف بـ(الفطيرة) .. والهدف من تزييف حقائق المشاركة العسكرية الهدف منه واضع .. وهو العمل على تصوير أن أبواب الولايات ستبدأ في الانغلاق في وجه الرئيس .. وقد لفت انتباهي ما حدث في ولاية كسلا أمس.

٭ قدم مواطنوها قبل حكومتها الدعوة للرئيس البشير لزيارة الولاية .. ووصلت رسالة مواطني كسلا قبل الوالي آدم جماع الذي التقاهم ورفع التمام للمركز .. وتستحق كسلا بمباردتها رد التحية بأحسن منها.
٭ السبب الثاني للطرق الكثيف أمس – كما أسلفت – على مدينة عطبرة يعود إلى التصرف الطائش الذي قامت به النائبة بالبرلمان عن عطبرة إشراقة سيد محمود .. وهي التي فرَّغ لها الوطني الدائرة ولولا الوطني لما فازت .. (شخصنت) إشراقة المواقف أمس تحت قبة البرلمان.

٭ قامت إشراقة بمقاطعة وزير الداخلية د. أحمد بلال في الجلسة .. وبطريقة تخلو من أي التزام تنظيمي ولائحي .. معلوم للجميع أن اشراقة فقدت صوابها السياسي منذ أن أطاح بها حزبها الاتحادي وأخرجها من الوزارة .. ومن وقتها أصبح أحمد بلال عدوها اللدود.

٭ حاولت إشراقة في الجلسة استدرار عطف النواب ومنصة المجلس بالانحراف من القضية الرئيسة .. إلى البحث عن مواجهة مع أحمد بلال .. فات عليها أن بلال الذي مثل أمام البرلمان وزير الداخلية وليس قائد الحزب الاتحادي.
٭ محاولات الاستثمار في الأزمات – ودونكم الاحتجاجات – باتت هي الأبرز عند قراءة المشهد السياسي .. أما عطبرة البريئة من التكسب السياسي، فأجوائها (نسائم) ولن تتحول إلى (سموم).

 

 

آخر لحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.