(عاوزنها تسقط )

أسامة عبد الماجد

٭هذه الأيام هي موسم (الشعارات) مع (الاحتجاجات) اياً كان نوعها .. أن كانت (تسقط بس)، أو(تقعد بس) وإن كنت اعتقد أن الشعارين غير جاذبين، ولا يحققان الهدف من إطلاقهما .. ليس فيهما مساحة تمكن من يقفون خلفهما، من المناورة، والمبادأة.. ثم إنهما يضيقان واسعاً، وفيهما عدم تقبل وبشكل كامل للآخر.. وفي هكذا أجواء تتباين المواقف.

٭وفي تقديري أن مشكلة الحكومة ليست مع المحتجين دعكم من المخربين .. فالذي يقول (تسقط بس) قال كلمته وربما مضى إلى حال سبيله بُعيد توفر الخبز والوقود ووعود بانفراج السيولة .. ثم ولا مع المخرب الذي الحق الضرر بممتلكات ومقار .. لكن الخطر يأتي من فئتين.
٭ ممن يرفعون شعار (تسقط بس)، (سراً) وتكمن خطورة أولئك أنهم داخل الحكومة.. أو من المغرورين داخل الوطني الذين حذر منهم علي عثمان من بورتسودان أمس الأول .. واعتبرهم طه أخطر على الحزب من المتظاهرين.. وهؤلاء ممن يقللون من أي حدث.. أو يطلقون تصريحات مستفزة تثير حفيظة المحتجين.
٭ لكن من هم بالحكومة وضدها يوقنون أن المحتجين ليس بمقدورهم الإجهاز على الحكومة .. لحزمة من أسباب أبرزها أن القوات المسلحة تقف خلف قائدها الرئيس البشير .. وما من سبيل لاستمالتها .. والدليل على ذلك أن الرئيس ومن نهر النيل أمس قطع الطريق أمام المحتجين أو السياسيين – أو سمهم ماشئت -، بإشارته أن السُلطة لن يتسلمها غير العسكر .. وقد قال: (إذا جاء واحد لابس كاكي ما عندنا مانع).. وهو ما فعله عسكر مصر بانتقال السُلطة من المشير طنطاوي ولاحقاً للمشير السيسي.

 

٭ كما أن من بالحكومة وضدها في ذات الوقت يوقنون أن احتجاجات تنطلق من أماكن مجهولة وأسافير، حيث لا قائد ولا موجه لن تسقط الحكومة .. إذن كيف يمكن قلب الطاولة؟ .. ما من سبيل للسقوط إلا وأن يبتلع حوت الأزمات الحكومة .. ويبدأ ذلك بأن تستنفد الحكومة طاقتها وتنقطع أنفاسها ويعجزها السباحة والوصول إلى الشاطئ.
٭وبذلك تكون الحكومة في موقف محرج أمام المواطن .. وهو ما حدث في الفترة الماضية .. فسارعت الحكومة لتدارك الأمر بحزمة معالجات، والأهم من ذلك أقرت بالأزمة .. ومع ذلك انطلقت احتجاجات لكن تراجعت بعد تدخل سياسيين فيها.

 

٭ ولقراءة المشهد جيداً، كان الموقف الغريب من قيادات بالوطني إعلانها عدم الممانعة التحاور مع المحتجين .. ومن المفارقات أن الوطني ينظم مسيرة حاشدة اليوم رداً على دعاة إسقاط الحكومة .. ولو نظرت لموقف الداعين للحوار مع المحتجين مع أنصار المسيرة تلحظ تناقضاً واضحاً.
٭ وبذلك يختلط الأمر مَن مع الحكومة ومَن ضدها .. ومن يعمل لمصلحتها ومن يسعى لتوريطها .. الحوار مع المحتجين وليس تعديل الصورة المقلوبة للاقتصاد أشبه بما حدث في ميدان رابعة العدوية بمصر مع الرئيس حسني مبارك .. أقدم مبارك على ما لم يفعله طيلة سنوات حكمه بتعيينه نائباً له.. ولم تشفع له الخطوة.
٭ ومهما يكن من أمر فإن كثيراً من ما يجري يكتنفه الغموض وذلك كفيل بوقوع المفاجآت.

 

 

آخر لحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.