كتائب ظل علي عثمان !

ماوراء الخبر – محمد وداعة

من بين ما قاله علي عثمان في فضائية 24 (وأنا أهدي هذه المقولة التي جاءت على لسان أحد حكماء الشرق بالأمس، لهؤلاء الذين يتحدثون عن أن الكبش الآن يريدون ذبحه، وأقول لهم الانقاذ ليست كبشاً وليست فريسة لياسر عرمان الذي يتحدث عن الفريسة، ليست فريسة طريدة في الغابة، وليست كبشاً يشترونه من طرف

 

السوق، ولكنه نظام من ايمانه بربه، ومن ثقته بشعبه، من انجازه واعترافه بما انجز، واعترافه بما اخفق، ومن رجاله ونسائه الذين يحمونه ويفدونه، ليس فقط اؤلئك الذين سقطوا او ارتفعوا في ميادين الشهادة، ويظن الناس أنهم قد ذهبوا وأن الذين بقوا هم تجار السلطة واصحاب الغنائم، اقول لهم لا تلمسوا الغنائم، الآن هذا النظام تحميه كتائب ومجموعات هي على استعداد للتضحية ليس فقط هي تقف من وراء مؤسسات الدولة، نعم هي التي مطلوب منها أن تقوم بدورها في الحياة المدنية العادية في تسيير دولاب الحياة، ولكن هنالك كتائب ظل كاملة يعرفونها وأحسن أن نقول لهم هي موجودة تدافع عن هذا النظام اذا ما احتاج الأمر لتسيير دولاب العمل، تدافع عن هذا النظام اذا ما احتاج الأمر الى أن تقوم بمهام العمل المدني، تدافع عن هذا النظام حتى اذا احتاج الأمر التضحية بالروح، هذا نظام تحرسه مثل هذا الارادة وتحرسه من قبل ومن بعد عناية لله سبحانه وتعالى )، وقال (ان من ينادي الجيش للتدخل يعترف بعجزه عن الاطاحة بالنظام بجانب انه يخطئ خطأ بيناً في معرفة دور الجيش بالبلاد، همه الحفاظ على الأمن القومي وأمن المواطن وليس الدخول لغلبة جهة علي جهة ).

 

 

باطمئنان نقول ان الاقدام و الجسارة التي اظهرتها جموع المحتجين في مدن وارياف البلاد المختلفة لن يفزعها هذا الحديث، وهذا الحديث لا يخيف احداً، ولعله يمثل استفزازاً اضافياً جديداً يزيد من الغضب على النظام الحاكم، وبلا شك يخصم من جرفه الكثير داخلياً وخارجياً، ويؤكد لكل المراقبين والمعنين بالشأن السوداني أن الحديث عن انتخابات حرة وتداول سلمي للسلطة الذي يكرره النظام لا معنى له والممارسات السابقة شاهدة.
هذا الحديث لا يخيف المتظاهرين والمحتجين فلا احد منهم يجهل ما ظلت الانقاذ تخبئه وتظن انه غير معلوم، فهذه الكتائب موجودة ومعروفة قياداتها وافرادها ومقراتها.. وهذا الحديث يؤكد انها ضالعة في القمع الذي خلف ضحايا شهداء، وعلي عثمان يتحمل تبعات ذلك .

 

علي عثمان و باعترافه، لا يشغل اي منصب رسمي يخوله مجرد التلميح او التصريح عن دور القوات النظامية وواجباتها، فضلاً عن التهديد باستخدام كتائب ظل ويعلن جاهزيتها (للتضحية) بالدماء، وبالتالي رسائله هذه هي جهات عديدة متخذاً المتظاهرين غطاءاً لها، وإلا ما الذي يجعله يشير إلى اللجوء لكتائب الظل في حماية النظام، فهل المسؤولين عن أمر الحماية عاجزون؟..

 

واضح ان اللقاء نظم عل عجل، وربما كان رداً على كلمة الرئيس البشير في عطبرة وقوله (اقسم باﻟﻠﻪ كان دقت المزيكا كل فار يخش جحرو)، وقوله ( لو جا واحد لابس كاكي والله ما عندنا مانع )، وقوله ( رسالتي للذين مازالوا يحملون السلاح .. تعالوا البلد بتشيلنا وبتشيلكم وترحب بيكم، تعالوا نتعاون مع بعض لبناء البلد )، وبغض النظر عن الخطابات السابقة لرئيس الجمهورية ومدي ملاءمتها لمخاطبة الازمة، وبغض الطرف عن رأينا في النظام ككل، فإن الفارق كبير والبون شاسع و لو شكلا بين دعوة البشير للحوار والتعاون فى عطبرة، و محاولة التهدئة فى خطاب الساحة الخضراء، وبين تصعيد علي عثمان ودعوته للفتنة، ولعل الرئيس لا يقصد الفئران فقط، وانما القطط السمان التى تربت في حضن شيخ علي.
نواصل

 

 

الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.