شمائل النور: أمدرمان تبصم بالألف.. شهادة من شارع الأربعين

بدأ المتظاهرون يتدفقون من شارع الدكاترة باتجاه مستشفى التيجاني الماحي، سرعان ما تحول العدد إلى مئات بعد تقاطع التيجاني الماحي باتجاه شارع الأربعين، ثم آلاف. حدث ما يشبه الانفجار البشري في بداية شارع الأربعين.

 

الهتافات والزغاريد ومنبهات السيارات متفاعلة مع المتظاهرين تسيطر على الشارع مع غياب للشرطة والأمن، بدأ المتظاهرن يغلقون الشارع بالحجارة ويواصلون سيرهم باتجاه النقطة المحددة (البرلمان) وتقريباً في كل 10 أمتار تتزايد أعداد المتظاهرين.

بدأت سيارات الشرطة تظهر قبل منتصف شارع الأربعين، لكنها لم تتدخل في الموكب، كان أفرادها يزيلون الحجارة من الشارع بغرض فتحه أمام السيارات.

 

واصل الموكب المسير وسط دعوات نساء بانت بان يحفظ الله المتظاهرين، بعضهن كان يوصي الفتيات والفتيان بقراءة آية الكرسي. عمال النظافة يهتفون ملوحين بعلامة النصر من أعلى قاطرتهم. النساء، الاطفال والشيوخ، الجميع يهتف، بانت اليوم، تكاد حيطانها تهتف ثورة.

 

مع محطة الجوازات بدأت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة، يتفرغ المتظاهرون داخل أزقة وبيوت بانت، ثم سرعان ما تعاود الصفوف انتظامها، حاولت الشرطة ملاحقة المتظاهرين داخل الحي، وأطلقت كميات من الغاز المسيل للدموع أمام أبواب المنازل، لكنها لم تفلح، لاحق المتظاهرون سيارة الشرطة بالحصي واضطرت للفرار قبل أن يعاود رتل من سيارات الشرطة والأمن والدعم السريع.
شارع الموردة ونحن في طريقنا إلى الخرطوم تحول إلى أرض معركة، تاتشرات وبكاسي أمن، دعم سريع، قوات مسلحة، مع وصول عدد من دوشكات القوات المسلحة قادمة من الخرطوم.

موكب أم درمان هو الأضخم في الخرطوم منذ تفجر الاحتجاجات.
أعمار المتظاهرين غالبيتها الساحقة تنحصر في الفئة العشرينية.
شجاعة فوق العادة في مواجهة الشرطة والأمن.

 

 

التغيير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.