صحيفة بريطانية: السعودية والصين وأمريكا تريد بقاء الرئيس البشير في السلطة

يشير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إلى الاحتجاجات التي يشهدها السودان ويقول إنه رغم تصاعدها ضد الرئيس عمر البشير، فإن قوى إقليمية تقف إلى جانب نظامه خشية أن يأتيها الدور هي الأخرى.

 

ويضيف الموقع في تقرير له بهذا الخصوص أن دول السعودية والصين والولايات المتحدة، ترى جميعها مصلحة في بقاء الرئيس البشير في السلطة.

 

ويقول محللون إنه رغم تزايد الاحتجاجات الغاضبة والضغوط على الرئيس البشير التي تطالبه بالتنحي، فإن قوى رئيسية تقف إلى جانب حكومته لضمان الاستقرار في منطقة مزقتها الصراعات.

 

ويشير التقرير إلى تصاعد الاحتجاجات في المحافظات السودانية الشهر الماضي بعدما ضاعفت الحكومة سعر الخبز ثلاث مرات، وأن هذه الاحتجاجات انتشرت في سائر أنحاء البلاد لتمثل أكبر تحد للبشير منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1989.

 

بقاء البشير
ويضيف التقرير أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في السودان -أكبر هيئة حكومية لحقوق الإنسان في البلاد- أدانت الجمعة الماضية قتل “المتظاهرين” بالرصاص خلال موجة المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد، داعية السلطات إلى تقديم المسؤولين إلى العدالة.

 

وبينما يقول مسؤولون سودانيون إن 22 شخصا -بينهم مسؤولان أمنيان- لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي، تقول منظمة العفو الدولية إن أكثر من 40 شخصا قضوا في أكثر من 380 مظاهرة في أنحاء السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

ويضيف الموقع أنه رغم تزايد عدد القتلى في الاحتجاجات السودانية، فإن لاعبين خارجيين ممثلين في السعودية وقوى كبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة يتطلعون جميعا باهتمام إلى بقاء البشير على رأس السلطة.

 

وينسب التقرير إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله لأحد كبار مساعدي البشير الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، إن “مصر تدعم بشكل كامل أمن واستقرار السودان الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.

 

 دعم البشير
ويضيف الموقع أن حكومات عربية سارعت إلى تقديم الدعم، في ظل الحرص على تجنب أي تكرار لثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة عام 2011.

 

ويشير إلى أن البشير بنى خلال سنواته الطويلة في السلطة علاقات مع جميع اللاعبين في المنطقة، عبر سلسلة من التقلبات الخارجية المذهلة في بعض الأحيان، مضيفا أنه بادر قبل اندلاع الاحتجاجات في بلاده بأيام إلى مقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في أول زيارة يقوم بها زعيم عربي إلى دمشق منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.

 

وينسب الموقع إلى دبلوماسي أوروبي -طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن سياسة الرئيس البشير الخارجية في كل الاتجاهات كانت مدفوعة بضغوط اقتصادية.

 

ويشير إلى أن حكومة البشير سبق أن استضافت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي، وطورت العلاقات مع إيران قبل قطعها بشكل كبير عام 2016.

 

تعاون أميركي
ويضيف الدبلوماسي الأوروبي أن التعاون المتزايد بين الخرطوم وواشنطن ساعد في أكتوبر/تشرين الأول 2017 على رفع الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على السودان منذ عقود.

 

ويستدرك بأن واشنطن ما زالت تحتفظ بالسودان على قائمتها السوداء “للدول الراعية للإرهاب”، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وسوريا.

 

ويضيف الدبلوماسي أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يدعمان البشير بشكل علني، فإنهم يعملون مع الخرطوم لضمان “بقاء السودان مستقرا”.

 

ويشير إلى أن أي نوع من عدم الاستقرار في السودان من شأنه أن يؤدي إلى موجة جديدة من المهاجرين السودانيين نحو أوروبا.

 

ويضيف الموقع أن البشير أرسل جنوده إلى الحرب في اليمن مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأن بعض دول الخليج تعتبر البشير مكسبا في معركتها ضد إيران.

 

وأما بالنسبة للقوى الدولية مثل الصين، فيفيد التقرير بأن بكين استثمرت مليارات الدولارات في السودان، بينما يشير الدبلوماسي الأوروبي إلى أن روسيا والصين تعتبران السودان بوابة لبقية القارة الأفريقية، وأن الغرب لا يريد للسودان أن ينهار.

 

المصدر : ميدل إيست آي,الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.