ميدل إيست آي : انظمة عربية تقف مع البشير خوفا من عودة الربيع العربى ..!

يشير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إلى انه رغم تصاعد المظاهرات التي يشهدها السودان الان ، والتى تطالب باسقاط البشير، إلا إن انظمة عربية تقف إلى جانب نظامه خشية أن يأتيها الدور عليها هي الأخرى ، بالاضافة الى مساندة قوى دولية له خوفا من وقوع السودان فى حالة من عدم الاستقرار يهدد مصالحها السياسية والاقتصادية .

 

وفى هذا السياق يكشف الموقع في تقرير له ، أن دول مثل السعودية والصين والولايات المتحدة، ترى جميعها مصلحة في بقاء االبشير قابضا على السلطة .

وفى تبرير ذلك يرى محللون إنه رغم تزايد الاحتجاجات الغاضبة و

الضغوط على البشير التي تطالبه بالتنحي، فإن قوى رئيسية تقف إلى جانب حكومته لضمان الاستقرار في منطقة مزقتها الصراعات ، رغم قيامه بمضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات خلال فتؤة وجيزة ، مما ادى الى اندلاع الاحتجاجات الشعبية التى انتشرت في سائر أنحاء البلاد لتمثل أكبر تحد له منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1989.

ويضيف تقريرالموقع الانجليزى أنه على الرغم من ادانة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في السودان، والتى تعد أكبر هيئة حكومية لحقوق الإنسان في البلاد، قتل “المتظاهرين” بالرصاص خلال موجة المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد، واعتراف مسؤولون سودانيون إن 22 شخصا لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي، وتأكيد منظمة العفو الدولية إن عدد الضحايا أكثر من 40 شخصا قضوا في أكثر من 380 مظاهرة في أنحاء السودان منذ 19 ديسمبر الماضي، فان لاعبين خارجيين ممثلين في السعودية وقوى كبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة يتطلعون جميعا باهتمام إلى بقاء البشير على رأس السلطة.

 

وومثال على ذلك ، ينسب التقرير إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله لأحد كبار مساعدي البشير الذي زار القاهرة فى الأسبوع الماضي، إن “مصر تدعم بشكل كامل أمن واستقرار السودان الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري” .

 

ويضيف الموقع أن حكومات عربية سارعت إلى تقديم الدعم للبشير فورا ، حرصا منها ومنعا لتكرار ثورات الربيع العربي التي هزت عروش انظمة الحكم فى المنطقة عام 2011 .

ويظهر التقرير أن البشير خلال سنواته الطويلة في السلطة اقام علاقات مع جميع اللاعبين الرئيسين في المنطقة، وذلك عبر سلسلة من التقلبات الخارجية المذهلة في بعض الأحيان، حتى أنه بادر قبل اندلاع الاحتجاجات في بلاده بأيام إلى زيارة سوريا ومقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في أول زيارة يقوم بها رئيس عربي إلى دمشق منذ الثورة السورية عام 2011 .

 

وينسب الموقع إلى دبلوماسي أوروبي – طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن سياسة الرئيس البشير الخارجية اتجهت الى كل الاتجاهات، ودلل على ذلك، بأن حكومة البشير سبق أن استضافت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي، وطورت العلاقات مع إيران قبل قطعها بشكل كبير عام 2016 .

لما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ، فاشارالدبلوماسي الأوروبيالى أن التعاون المتزايد بين الخرطوم وواشنطن ساعد في أكتوبر 2017 على رفع الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على السودان منذ عقود ، واستطرد قائلا ، ان ذاك تم رغم أن واشنطن ما زالت تحتفظ بالسودان على قائمتها السوداء “للدول الراعية للإرهاب”، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وسوريا ..! .

وفى تحليله للموقف الامريكى والاوروبى فال الدبلوماسي الاورولى للموقع الانجليزى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يدعمان البشير بشكل علني، فإنهم يعملون مع الخرطوم لضمان “بقاء السودان مستقرا” مشيرا فى تفسيره للموقف الاوروبى إلى أن أي نوع من عدم الاستقرار في السودان من شأنه أن يؤدي إلى موجة جديدة من المهاجرين السودانيين نحو أوروبا .

لما انظمة الحكم فى الخليخ ، فانها حسب تحليل الموقع يمثل البشير مكسبا لها في معركتها ضد إيران ، خاصة وانه أرسل جنوده من قبل إلى الحرب في اليمن مع التحالف الذي تقوده السعودية، كما قطع علاقاته بالكامل مع ايران مجاملة لها .

وبالنسبة للقوى الدولية الاخرى مثل الصين، فيفيد التقرير بأن بكين استثمرت مليارات الدولارات في السودان،وبالتالى فبقاء البشير فى السلطة يمثل ضمانة لها ،وبشكل عام يرى الدبلوماسي الأوروبي الموقف الدولى فى مجمله فى أن روسيا والصين تعتبران سودان البشير بوابتهما لبقية القارة الأفريقية، ومن جانب اخر فأن الغرب لا يريد للسودان أن ينهار مع سقوط البشير .

 

 

الشرق

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.