طلب الرئيس اللبناني، ميشال عون، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في قصر بعبدا شرق العاصمة بيروت، اليوم الإثنين، مساعدة إيران في تحقيق عودة اللاجئين السوريين من بلاده إلى سورية، مؤكدًا أن الحكومة الجديدة ستولي هذا الملف أهمية خاصة.
وقال عون للوزير الإيراني إن مسألة اللاجئين السوريين في لبنان “تحتاج إلى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة”، حسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأضاف أن لـ”إيران دورًا في المساعدة على تحقيق هذه العودة”، لافتًا، في هذا الصدد، إلى أن تداعيات استقبال لبنان أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين “كانت كبيرة” على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان.
وأكد الرئيس اللبناني أن الحكومة الجديدة في بلاده ستولي ملف إعادة اللاجئين السوريين لبلادهم “أهمية خاصة”، ولاسيما مع تعيين وزير خاص لمتابعة ذلك.
وقدم الشكر لظريف على الاستعداد الذي أبدته إيران لمساعدة لبنان في المجالات كافة.
وكان ظريف نقل إلى عون رسالة شفهية من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ضمنها “تحياته وتمنياته له بالتوفيق في قيادة مسيرة لبنان”، مجددًا دعوته لزيارة طهران. ولم توضح الوكالة اللبنانية رد عون على تلك الدعوة.
وأشاد ظريف بالعلاقات اللبنانية الإيرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين، بعد أن أجرى مع عون محادثات تناولت التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة وموقف طهران منها، حسب بيان للرئاسة اللبنانية.
وعقب استقباله من قبل عون، التقى ظريف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في مقر البرلمان ببيروت.
وإثر اللقاء، قال ظريف، للصحافيين، إن إيران تولي أهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان، وتعتبر أن تشكيل الحكومة هو “بمثابة إنجاز وطني لبناني كبير”.
وأضاف الوزير الإيراني: “أبلغت الرئيس عون وبري أن إيران لديها الاستعداد الدائم للتعاون مع لبنان في كافة المجالات الحيوية، وهذا يأتي ضمن المصلحة الوطنية للبلدين”، وأكد أن “هذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين ولا ترتد سلبًا على أحد”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي التقى ظريف أيضًا مساء اليوم، إن برنامج حكومته ينطلق من “مصالح الشعب والبلاد العليا”، معربًا عن احترام لبنان لتعهداته والتزاماته تجاه المجتمعين العربي والدولي.
وطالب الحريري بـ”رد” من الحكومة الإيرانية بشأن مطالب بإطلاق سراح اللبناني نزار زكا، الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضًا، والمسجون في طهران بتهمة التجسس، قبل أن يعده ظريف بـ”متابعة الملف”.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات “التي تحددها الحكومة الجديدة”.
وفي وقت سابق الإثنين، التقى ظريف بالأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، بحسب بيان للحزب، من دون تحديد مكان اللقاء.
وأكد ظريف موقف بلاده الثابت إلى جانب لبنان “دولة وشعبًا ومقاومة”.
وشكر نصرالله ظريف والقيادة الإيرانية على “كل ما قدمته للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وشعوب المنطقة في مواجهة العدوان الصهيوني”.
وأعلن نصر الله، قبل أيام، استعداده للتوسط لدى إيران لتوفير منظومة دفاع جوي وأي سلاح آخر يحتاجه الجيش اللبناني.
وفي تصريحات للصحافيين، جدد ظريف، لدى وصوله إلى بيروت الأحد، عرض بلاده تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني إذا أبدت بيروت رغبة في ذلك.
مؤتمر وارسو
وفي السياق ذاته، أشاد وزير خارجية إيران بامتناع لبنان عن المشاركة في مؤتمر تعتزم واشنطن تنظيمه هذا الأسبوع في وارسو، للبحث في “مستقبل السلام” في الشرق الأوسط، وأثيرت شكوك إزاء تبنيه موقفاً متشدداً حيال طهران.
وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اللبناني جبران باسيل “أحيي وأثمن عالياً الموقف اللبناني النبيل الذي اتُخذ بشأن مؤتمر وارسو”. وأضاف “مشكلتنا ومشكلة هذه المنطقة بشكل عام هو هذا الاعتداء وهذا التهديد، وهذا الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني”، مشدداً على أنه “ينبغي ألا نسمح للآخرين بأن (…) يروجوا لأخطار وتهديدات وهمية وواهمة”.
وتستضيف وارسو الأربعاء والخميس المقبلين “الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط” الذي تنظمه الولايات المتحدة.
وقال باسيل إن لبنان سيغيب عن المؤتمر لسببين، “الأول حضور إسرائيل، والثاني الوجهة المعطاة له في وقت لبنان يعتمد سياسة النأي عن مشاكل المنطقة وليس الاصطفاف في محاور”. وأضاف “هناك خوف كبير وقلق كبير على القضية الفلسطينية المهددة بالتصفية”.
(الأناضول، فرانس برس)
العربي الجديد