استغلال أم استغفال؟

٭ أكثر عبارة تطمينية يكررها أي مسؤول من أمثال الوزيرة أم سلمة إسماعيل، حتى ولو كان الأمر لا يعنيها، هي التأكيد على استمرار الحكومة لدعم السلع الرئيسة .. وبالطبع سيسعد المواطن باستمرار دعم الحكومة للوقود، سيما الجازولين لأهميته القصوى في حياته.

٭ لكن الحكومة وتحديداً وزارة النفط والغاز تأبى إلا وأن تمارس سياسة عرجاء .. الوزارة أما أنها تستغل الوضع الراهن، أو أنها تستغفل المواطن .. قامت بزيادة أسعار الجازولين التجاري .. للخطوة تداعياتها والتي لم تتحسب لها الحكومة.

٭ التوقيت غير مناسب لفرض أي زيادات ستحدث مزيداً من الإرباك في حركة التجارة والصناعة والمواصلات .. لا يخالجني أدنى شك في أن الوزارة لم تدخل وزارة الصناعة والتجارة في دائرة التشاور .. وبالطبع ستكون تجاوزت مجلس الوزراء .. أما البرلمان فمن المؤكد أنه آخر من يعلم.

٭ رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان عبد الله مسار، سجل موقفاً مسؤولاً يستحق عليه التقدير .. الرجل أكد أن الزيادة مخالفة صريحة لقانون الموازنة العامة الذي أجازه البرلمان .. باعتبار أن الموازنة التي تمت إجازتها أكدت استمرار دعم الجازولين .. بل وحددت مبالغ لدعمه.

٭ لا أدري ماذا سيكون رد وزير النفط والمعادن أزهري عبد القادر على الخطاب الذي أرسله مسار بحسب (الأحداث نيوز) .. يستفسره عن أسباب ودواعي رفع سعر الجازولين .. هذا يؤكد أن البرلمان خارج الصورة .. وأن الوزارة مع جهات ما بالحكومة قامت بالخطوة الغريبة والمفاجئة .. هذا إن لم تكن قد وجدت سنداً من جهة ما.. ذلك أن الوزير أزهري لن يجرؤ على إقرار الزيادة.

٭ الذي يؤسف له أن الموازنة لم تكمل شهرها الثاني، وبدأت تظهر فيها ثقوب .. وهي مخالفة صريحة لما تم التواثق عليه في البرلمان لسان الشعب .. الزيادة المفاجئة للجازولين التجاري ذكرتني بزيادة دعم الحكومة للدقيق حتى وصل الدعم للجوال الواحد (680) جنية بالتمام والكمال.

٭ أمس حللت ضيفاً على برنامج تحليل أخبار صحافة الخرطوم (بعد الطبع) بقناة النيل الأزرق ..جاء في سياق الحديث دعم الحكومة للسلع الاستراتيجية .. أشرت إلى أنني اشفق على الحكومة وهي تدفع كل صباح (689) مليون جنية دعماً لـ (100) ألف جوال دقيق .. ومع ذلك لا تزال تظهر بعض الصفوف هنا وهناك.

٭ الحكومة مطالبة بمراجعة كل سلعة مدعومة من جانبها بشكل دقيق .. كل محاولات محاصرة ومراقبة السلع باءت بالفشل .. مع تقديرنا لمجهودات جهاز الأمن والمخابرات الذي يتابع الدقيق من المطاحن وحتى المخابز.
٭ وأكرر ما قلته من قبل بضرورة أن يتقاسم جهاز الأمن عبء المهمة الشاقة مع مؤسسات نظامية أخرى .. أو حتى بكتائب الإسناد من الدفاع الشعبي .. الحكومة تعلن عن الدعم ولكنه لا يظهر بشكله الحقيقي.

٭ أما الأمر المحير حقاً هو فرض زيادات جديدة .. ننتظر رداً من وزير النفط والغاز ليس للصحافة ولكن للبرلمان الذي خاطبه رسمياً.

اخرلحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.