وتر حساس..

*احتفلت في اليومين الماضيين بعض المبادرات باليوم العالمي لسرطان الأطفال، وشكلت هذه المبادرات مع بعض أهل الفن حضوراً لافتاً في المناسبة، وبالتأكيد ذلك أمر محمود ويستحق الثناء، خاصة وأننا نسمع أحياناً عن حفلات خيرية ينوي القيام بها بعض المطربين والمطربات، ونسمع أيضاً عن تحركات هنا وهناك لبعض نجوم الفن والمجتمع، وكلها تتحدث عن أعمال خيرية سيقومون بها من أجل دعم مستشفى أطفال السرطان،

وهي بكل تأكيد مساعٍ ومبادرات تجد منا كامل الدعم وكل الاحترام والتقدير.

*لكن للأسف الشديد ما نسمعه حتى الآن هو جعجعة بلا طحين.. وفرقعات إعلامية لم يستفد منها الأطفال المصابين بالسرطان- شفاهم الله- بقدر ما استفاد منها أصحابها الذين ملأوا الساحة ضجيجاً، وبدوا وكأنهم يبحثون عن أضواء غابت عنهم من خلال واجهة هؤلاء الأطفال.

*مثلاً.. مسلسل (وتر حساس) الذي شارك في بطولته الفنان طه سليمان، والذي قالوا إنه يلفت الأنظار لشريحة أولئك الأطفال، مضى عليه الآن أكثر من عامين لكنه لفت الأنظار الى تجربة طه في التمثيل، وإظهاره في موهبة جديدة، ولم نجد فيه ما يحرك ساكن المجتمع الى الأطفال المعنيين، وحتى الحفل الذي أقامه طه بعد ذلك تحت ذات المبادرة، كان في نهايته مجرد حفل غنائي راقص، استعرض فيه الفنان الأزياء التي ارتداها في المسلسل، ثم لم نسمع بعد ذلك عن أية تفاصيل، وعن ما قدمه الحفل ومن قبله المسلسل لصالح بناء المستشفى الحلم.

بالطبع نحن لا نتهم طه وغيره بعدم الجدية أو اتهام آخر، لكن مثل هذه المشاريع والمبادرات من المفترض أن تكون واضحة وذات أثر، حتى تكون نموذجاً يحتذى به الآخرون في الوسط الفني، لأن الفنون بمقدورها أن تلعب دوراً مهماً في كل المشاريع الإنسانية، ويمكنها أن تساهم في بناء العشرات من المستشفيات وليس واحد.
لا نود القول إن الفنون في بلادي تحتاج إلى إعادة إكتشاف، وإلى كورسات لتقوية ذاكرة أهلها حتى يتذكروا كيف أن الفن كان في السابق الشريك الأصيل في كل المشاريع المجتمعية، وكيف أنه أسهم بقدر كبير في بناء الكثير من الصروح الشامخة، الآن تقدم خدماتها في مختلف المجالات، وإنما نقول الفن اليوم أصبح وسيلة للثراء والشهرة ليس إلا.

خلاصة الشوف:
يظل مستشفى أطفال السرطان مجرد حلم، طالما أننا لا نتذكره إلا عند مناسبة اليوم العالمي من كل عام، وبذات التفاصيل التي نجترها كل عام

 

اخر لللحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.