مصعب: غسان يسكن بالايجار في الخرطوم واسرته في بورتسودان..عشت بسيطا طيبا متواضعا..والكل يحكي عن مواقفك النبيلة معه

ومن صيوان مراسم رفع العزاء في أخينا ودفعتنا وصديقنا غسان عبدالرحمن بابكر
لكم التحية … وأسألكم الدعوات له في صلاة المغرب اليوم …
فقد عشت بسيطا … طيبا … متواضعا …. محبا لأسرتك …. محبا لوطنك …. محبا لإخوانك وزملاءك …. لم تتوانى يوما في خدمتهم أو تتأخر في مشاركتهم في أي مناسبة اجتماعية …
كنت هاشا باشا … صادقا … تقيا … نقيا … قويا …. حتى في أحلك المواقف كنت صابرا محتسبا ….
سبحان الله …. من أين لك هذا الثبات والصبر على الابتلاء يا غسان …
يشهد لك الجميع بقوة الشخصية ونقاء الضمير … كل أهلك … وزملاء دفعتك في الأساس والثانوي وكلية الشرطة ….
لم أشهد جنازة محضورة كجنازتك … الجميع يعزي بعضه البعض فيك …. والكل يحكي عن مواقفك النبيلة معه …
من أين لك بهذا القلب الذي أحب كل هؤلاء …
من أين لك بهؤلاء الذين تقاطروا إلى المستشفى في الفؤاد وفي الأطباء … الذين رابطوا على مدار الساعة حتى لحظة وفاتك … ومازالوا حضورا في منزل العزاء إلى الآن …
سبحان الله وحتى موتك لم يخل من الحسنات والأجر …
يكتبون عنك ما يشاؤون واحسبك في أعالي الجنان … ودفتر حسناتك يمتلئ بما يقولون ويكتبون … ويا ليتهم يعلمون … إنهم أهل الغيبة والنميمة والقيل والقال …
ما زلت أذكر ابتساماتك المهذبة المؤدبة يوم الجمعة قبل الماضي 1 مايو 2015 م حينما التقينا جميعا مع دفعتنا في الثانوي في زواج د عمار صالح الخليفة في صالة الفردوس …. كيف كنت مؤدبا ومهذبا حتى في مشاركتك للآخرين …
وحينما دخلنا إلى صالة الحفل الخاصة بالنساء لنتصور مع العريس ما زلت أذكر كيف تمنعت علينا بالدخول وكنت حريصا على الوقوف في الباب حتى آخر لحظة …وهذا من ادبك وحسن أخلاقك …
كيف لا وانت ابن المربية الفاضلة والمعلمة المحترمة خالتنا إحسان وهي أمنا جميعا أم كل الدفعة …. استقبلتها في المطار قبل رحيلك بساعات ونحن في الطريق المستشفى قالت لي أنها المرة الأولى التي تصل فيها الخرطوم ولم تكن انت في استقبالها منذ أكثر من عشر سنوات …
أسرتك التي لا زالت تسكن في منزل بالأيجار في بورتسودان بعد سنوات قضيتموها في منزل حكومي كجزء من مدرسة غرف منزلكم عبارة عن فصول المدرسة … والآن سرادق عزاءك أمام جزء من منزل تستأجره في الخرطوم …
تعازي لها ولاخوانك سنان وسفيان ولابنك محمد الذي لم يكمل العامين بعد …
رحمك الله اخي … وغفر لك … وأثابك على صبرك واحتسابك …
بقلم: مصعب محمود … دفعة الفقيد في الثانوي ببورتسودان
(صحفي ومذيع بتلفزيون السودان)

Exit mobile version