هل سيكون رمضاناً بلا (آبري) ؟! رائحة الحلو مُر ترتدي (طاقية الإخفاء) في شوارع العاصمة!!

اجتمعت نسوة في جلسة أنس تتوسّطهن القهوة بمنزل إحدى الجارات، فدار بينهن الحديث الآتي: (إنتي يا فاطمة.. ما ملاحظة إنو شهر رمضان خلااااص قَرّب ولحدي الآن ما في عواسة آبري ولا شمّينا ريحتو في الحي ساي)!؟ لترد عليها جارتها فاطمة قائلةً: (والله يا سعاد يا أختي.. إنتي عارفة الظروف الاقتصادية البتمر بيها البلد أثّرت على السوق وكل حاجة بقت غالية، ودا السّبب الخلانا لحدي الآن ما اشترينا الذرة عشان نعمل “الزِّريعة” ونعوس الآبري).. التقطت بعدها قفاز الحديث مُباشرةً حاجة السُّرّة قائلةً: (أنا غايتو السنة دي رمضان ده بعديهو عرديب وتبلدي وليمون، ما بنقدر على العواسة ولا على الشراء لأنو “الطرقة” الواااحدة بقت بعشرين جنيهاً).!

انتهى حَديث نساء الحي الدائر بسبب عدم مَقدرتهن على (عواسة) الحلو مُر مُبكِّراً هذا العام، والذي أشرن من خلاله للأسعار المُرتفعة للذرة والعقبات المالية بأنّها السبب الأساسي في عدم تجهيزه، وتنازل بعضهن عنه هذا العام والاكتفاء بالمشروبات البلدية، ففي كُلِّ عامٍ وقبل أشهرٍ طويلةٍ تفصلنا عن شهر رمضان، نجد أنّ الكثير من الأُسر السُّودانية تجري استعداداتها على قدمٍ وساقٍ لتجهيز (الحلو مُر) الشهير بـ(الآبري)، ذلك المشروب الذي يُعتبر رسمياً لأهمية تواجده على مائدة رمضان، ويكون استعداد تلك الأُسر لـ(عواسة) الحلو مُر واضحاً من خلال اجتماعهن للمُساعدة في عواسته لتعم رائحته الذكية الشوارع داخل الأحياء، ليعلم الجميع عن اقتراب موعد شهر رمضان.. وعادةً ما يكون التجهيز المُبكِّر له إما بغرض إعداده للبيع أو إرساله للأهل والأصدقاء خارج السُّودان أو للاستخدام.

في هذا العام، اتّفق الغالبية العُظمى من المُواطنين أنهم حتى الآن لم يشاهدوا استعدادات واضحة كما كان يحدث في كل عام بـ(العواسة) المُبكِّرة للحلو مُر، بجانب عدم تواجده المُكثّف في الأسواق كما في السابق، وهو ما أكّده عدد من المُواطنين لـ(كوكتيل) قائلين: (في الماضي كان الاستعداد لعواسة الحلو مُر يتم قبل أشهرٍ طويلةٍ وكنا في كل شارع وحي نشتم رائحته الذكية، إلا أنّه هذا العام حتى الآن لم نشاهد تلك الاستعدادات المعروفة، حتى في الأسواق لا يوجد معروضٌ منه بصورةٍ لافتةٍ، مُوضحِّين: (إنّ أسعار الذرة المُرتفعة والبهارات كانت سبباً في إحجام الكثيرين من عواسته هذا العام ما جعل البعض يُقرِّر الاكتفاء بالمشروبات البلدية).

من جانبهم، أكد عدد من تُجّار الذرة بأنّ الأسعار قفزت عالياً ما جعل كثيراً من الأسر تَمتنع عن الشراء هذا العام عدا القلة، وذلك بعد أن بلغ سعر أردب الذرة (الفتريتة) ما بين (2.150 – 2.50) جنيهاً، فيما بلغ سعر الجوال مليون ومائة وكان سعره في الماضي ثلاثمائة جنيه فقط.

عدد من النساء اللائي يعملن على بيع (الحلو مُر)، أكّدن أنّ الأسعار العالية للذرة التي تُعتبر من الأساسيات لعمل (الزِّريعة) ومُستلزماته من البهارات منعتهم من إعداده وبيعه لهذا العام، فيما أوضحت بعضهن أنّهن قُمن بإعداد وتجهيز كميةٍ بسيطةٍ منه لبيعها للمُغتربين فقط، لأنّهم لا يتوقّفون على الزيادة الكبيرة التي طرأت في سعر (الطَرَقة) الواحدة التي بلغت عشرين جنيهاً حسب قولهن.

 

السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.