يااا حلة تنوري الليلة

كاد الحلم أن يصبح حقيقة ، بل أعترف بأن تسعين في المائة من حلم أهلي في كهربة الـ(جول) بالباوقة قد

تحقق ، فلقد غرست الأعمدة في صفوف جميلة مرتبة ، وشدت عليها الأسلاك كأوتار الآلات الموسيقية التي

تتجهز للدوزنة ..ولم يتبق إلا اكتمال التجهيز لتعزف أروع الألحان ، فلقد مدت الحكومة مشكورة الأسلاك فوق

الأعمدة منذ شهرين، وبات الناس يتجهزون للفرح الكبير ، الناس في في وطني تفرحهم الإنجازات الصغيرة

فهي في نظرهم كبيرة ، ومعلوم أن الكهرباء والماء من ضروريات الحياة ، ولقد ظلت مناطق الباوقة ذات التأريخ

التليد تنظر حقها من نور الحياة مثل بقية مدن السودان، ورغم أن الكهرباء دخلت السودان عام 1903م قبل

مائة وستة عشر عاماً إلا أن أهلها في (فتوار والجول والسلمانية وبقية الحلٌلال ) لاتزال تعيش الظلام الدامس

في القرن الحادي والعشرين.

بالأمس القريب زرت أهلي في الجول لأداء واجب العزاء في خالتي ( آمنة الحسين) رحمها الله ، وسعدت

بامتداد الأعمدة بعد طول انتظار ، وشدتني (شدة) الأسلاك التي تنظر الكهرباء لتضيء البلاد فرحاً وبهجة، نعم

الجميع يرجون اكتمال الفرح ، فلم يتبق إلا ( العدادت) ليتحقق حلم الأسر في إضاءة المنازل ، وحلم العرسان

القادمين في عمل أفراح تبهرجها الأنوار ، وحلم التلاميذ في المذاكرة والإجتهاد تحت وميض لمبات النيون

،وحلم الشيوخ في الذهاب لصلاتي الفجر والعشاء في شوارع مضاءة بالحب قبل النور، وفي زيارتي الأخيرة

لموطني وأهلي ، حملني شباب وشيوخ ونساء المنطقة رسالة للمسؤولين وللمقتدرين من أبناء المنطقة

للدعم المالي والمعنوي ،والإهتمام الكبير بسرعة انجاز هذا العمل الخيري الوطني الكبير.

فمن هذا المنبر الإعلامي الذي نذرته و(عُمري) لخدمة الناس في كل بقاع الوطن الحبيب، أتوجه بالنداء للوالي

الجديد اللواء/ الطيب المصباح ولمدير كهرباء الولاية وللمسؤليين والمهندسين والعمال ،أن تكون الجول التي

في قلوبنا في خاطرهم وإكمال كهربتها..بأن ترسل العدادات غداً ..وحتماً سيكون دعاء أهلي عظيماً ، وما أروع

أن تتلقى دعاء المساكين من القلوب وأنت حاكمهم.

اخرلحظه

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.