لماذا سحب الـ (50) جنيهاً ؟

٭ كتبت قبل أكثر من عام وتحديداً في الثامن من فبراير العام 2018 في هذه الزاوية تحت عنوان (حول العملة المزيفة).. تعليقاً على دراسة موضوعة على طاولة المركزي، أعدتها نخبة من خبراء المصارف والدراسات الاستراتيجية.. الدراسة أوصت بسحب العملة فئة الخمسين جنيهاً.. أيدت الفكرة وطالبت يومها بطرح فئة (50) جنيهاً جديدة .. الأسبوع الماضي أصدر المركزي قراراً بذلك .. تعميماً للفائدة نعيد ماكتبناه وقتذاك.

٭ مما لا شك فيه أن سحب العملة فئة الخمسين جنيهاً، بات خياراً لابد منه سواء أكان سحباً طويل المدى خلال شهور، أو سحباً سريعاً خلال شهر واحد .. دوائر حكومية تتحدث عن دخول الملايين من العملة المزيفة فئة الخمسين جنيهاً إلى الأسواق؛ قادمة من خارج البلاد ذات درجة عالية من التزييف.

٭ لعلَّ العملة المزيفة خاصة وأنها الفئة الأعلى، قد تكون أثرت في ارتفاع سعر الدولار في مقابل الجنيه في الأيام الماضية.. خاصة وأن الكثير مما يجري وحدث لم يكن له تفسير، الجميع أصيب بذهول.. الحيرة لفَّت (ناس الحكومة)، قبل المواطنين.

٭ التزوير خطوة ذكية وخبيثة في ذات الوقت من خصوم الحكومة.. أكثر الخطط الجهنمية التي يمكن أن تدمر الاقتصاد وتطيح بالحكومة.. هو جريمة كاملة الأركان تمت بدهاء.. مكمن الخطورة في العملية الإجرامية، أن مسرح الجريمة خارج الحدود، هذا يعني أن العدو يستهدف (تركيع) الدولة السودانية لا حكومة الإنقاذ وشركاؤها.. العدو تعامل بخبث معهود فيه.. لذلك كانت عملية التزييف هذه المرة قد تمت باحترافية عالية.
٭ لم يعد الأعداء في حاجة لتحريك جيوشهم.. بل بث سمومهم.. تحريك العقل في الاتجاه الخاطئ.. ما يجري في الخفاء دفع النائب العام مولانا عمر أحمد لدق ناقوس الخطر وتحذير المواطنين من العملة المزيفة.. التزوير أخطر عملية تمس عصب الدولة.. العملة المزيفة تم بها شراء الذهب من مناطق التعدين الأهلي من

المواطنين؛ وتم إغراؤهم بالشراء بقيمة أكبر من أسعار الذهب في البورصات العالمية بما يفوق الخمسة دولارات.

٭ مما لا شك فيه أنه من السهولة توسيع نطاق استخدام تلك العملة المزيفة في عمليات غسل الأموال والتهريب.. أموال طائلة تدار خارج الجهاز المصرفي، جعلت الدولار (يشفط) كل السيولة.. سياسة لي ذراع الحكومة تكشفت أبعادها الآن وتأرجح سعر الصرف، ومن هنا يبرز التحدي في كيفية مجابهة ما يجري حالياً.
٭ الحديث عن التزييف سيثير الذعر وسط المواطنين.. ستتمدد مساحات عدم الثقة.. يكفي أن العملة فقدت وزنها ليس من المنطق أن تفقد الحكومة هيبتها.. الحل في طباعة عملة جديدة من فئة الخمسين جنيها.

٭ طباعة عملة جديدة مكلف.. لكن الكلفة أكبر والخسارة أفدح حال لم تتحرك الحكومة وظلت مكتوفة الأيدي أمام الواقع الماثل الآن.. يجب أن تتحرك الحكومة وتضع حداً لما يجري.. البنك المركزي أمامه مهمة كبيرة وهي الوقوف كحائط صد وتطهير العملة السودانية من العملة الخبيثة
٭ ما يحدث الآن هو حرب اقتصادية.

اخر لحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.