ربيع عبد العاطي عبيد :مع التحية لرئيس مجلس الوزراء..الكفاءات بالسودان

قد لا يكون الأمر موضوعاً للجدل، إذا قرر أحدنا بأن هذه البلاد الفسيحة الأرجاء، ذات التاريخ المشرق، والسيرة الحسنة، قد اتصفت بغزارة العلم فيها، وبأهل التصوف، والباحثين عن الحقيقة ، والباذلين للجهد من أجل المعرفة ، والإحاطة ببواطن الأمور وظواهرها ، مما جعلها ذات ثراءٍ واسع فيما يتصل بعلوم الدنيا والآخرة ، وشؤون الحياة

بمختلف أوجهها ، وتنوع أشكالها ، حيث تلتقي المصالح ، وتتآلف القلوب ، وتتعارف المجموعات والقبائل ، حيث لا تمييز ، ولا استعلاء ، بل هو التصاهر المشهود ، والتزاوج الذي كان سبباً لإزالة الفروقات ، وتماثل السحنات ، وتعدد الألوان ، والتقاء المزاجات والثقافات في صيغة تجل عن النظير والمثيل .

> والكفاءات في هذه البلاد ، ليست أمراً يحتاج إلى كثير بحث ، لكن الذي تتطلبه ، هو أن يكون الباحث عنها صادقاً ، والذي يتصف بها مؤمناً بما سينجزه من مشروع ، وما سينهض من أجله بعلو الهمة ، وحرية الإرادة ، والابتعاد عن التخذيل ، وتجنب الذي لا يتردد لإحداث التأخير والخسران .

 

والسيد رئيس الوزراء ، الذي كلف بتشكيل حكومة للكفاءات ، قد يرى بعضنا بأنه اجتهد ، فكان جهده هو جهد المقل ، وقد يرى آخرون بأنه استعجل فلم يكمل موجبات الشورى لإسقاط المعايير ، وإعمال المراجعات كما قد يرى فريق آخر بأن الرجل كان محاصراً بمجموعات سياسية ، وملزماً بمخرجات طالما أكد رئيس الجمهورية بأنه ملزم بها ، ومهما يكن الحال وما كان مؤثراً على قرار رئيس مجلس الوزراء ومن استعان بهم لإعلان التشكيلة ، فإننا قد لا نخشى أحداً بالقول بأن ما حدث من توليفة وزارية ، لم يتناسب أمرها مع السقف العالي الذي كان يأمل فيه الجمهور بحسبان ان الرأي العام ، وما تشير إليه اتجاهاته مهما كانت ملاحظاتنا حوله ، فهو الأقرب إلى صحة التقدير والاقتراب من حقيقة التقييم والتقويم .

> فالرجل الذي إذا أسندت إليه مهمة ، وهو يدري طبيعتها ، ويحيط بشروطها ، ويلتزم بما تستدعيه من طاقات وقدرات ، هو رجل كفءٌ لكن مثل هذه الكفاءة تستلزم أن يصاحبها قبول ، أي بمعنى أن تسند المهام للأكفاء ، ومن تدعمهم الجماهير بقواعدها ، وبالتالي تتصل الكفاءة بالرضا الجماهيري وبالقواعد ، إذ لا معنى لكفاءة لا تجد من النَّاس القبول .

 

وكفاءة أهل السودان بالنظر إلى مواعينها ، واتجاهات من يتصفون بها ، وأولئك الذين يمتازون بعناصرها ، وقد تفرقت بهم السبل ، وحملتهم رياح المسغبة ، والحاجة إلى بلاد بعيدة ، كان ذلك من الجوانب التي يفترض من الضرورة بمكان استصحابها ، ولم يكن من المستحيل الانتظار قليلاً للبحث عن أولي العلم بطريقة عبر بها بعض العالمين ببواطن الأمور بأنها هي صيغة التفكير الجاد خارج الصندوق .

> ولا أجد بأن إسناد الأمر لأهله ، والبحث عن المخارج بوجود أهل الكفاءة ، يشكل عسراً ذلك لأن بعد العسر يسراً و لا يغلب كما نص الحديث عسرٌ يسرين .
> فالمراجعات بالنظر إلى الراهن ، وما حدث بشأنه أمرٌ واجب ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

 

الانتباهه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.