نازك يوسف العاقب :وتستمر الحياة

تستمر الحياة بكل تقلباتها وتناقضاتها.. حلوها ومرها ليس هناك أحد دائم، فكلنا راحلون شئنا أم أبينا، نعم كلنا

راحلون ولا نتوهم بأن الحياة تتوقف علينا، ولا تسير بدوننا.. وقديماً قال الشاعر لبيد بن ربيعة العامري: (كل ابن انثى

وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول)، الأيام تمضي سريعاً والعمر يجري مسرعاً لنجد أنفسنا قد ضاع منا

الكثير… ولكنا تناسينا أن الحياة لن تتوقف برحيل أحدنا.. كائن من كان.. ولذلك علينا أن نتيقن كلنا بأن الحياة

مستمرة ولن تتوقف من أجل أحد مهما كان عزيزاً وغالياً.. لذلك عليك أن تقدم الخير للناس كل الناس، ولا تندم على

مساعدة الآخرين مهما أساءوا إليك أو قابلوا الإحسان بالإساءة.. ولا ننتظر المقابل منهم، فكن صادقاً مع نفسك قبل

صدقك مع الآخرين.. وحِب الحياة حتى يكون عطاؤك غير محدود، نعم ستستمر الحياة بنا أو بدوننا، وعلى الجميع أن

يدرك تماماً أن رحيله لا يوقف مسيرة الدنيا.. فإن مللنا بعضنا أو أحببناهم فالأيام والموت هو أكثر من يفرقنا، فكلنا

راحلون.. كلما امتدت الرحلة نعرف أننا نتغير، النفوس تتغير، والظروف تتغير، والزمان يتغير ونحن أيضاً نتغير، فالزمان

غير الزمان، والناس غير الناس، والأصدقاء غير الأصدقاء، والأحبة غير الأحبة أحياناً يكون التغيير للأفضل، وأحياناً

للأسوأ، ولا غضاضة فى التغيير، فالتغيير أحياناً يكون حتمياً، المهم قدرتنا على تحمل كل التوقعات، وأن نبدأ من

جديد، الحياة غروب وشروق.. فلتكن الكلمة الطيبة المرضية هي آخر كلمانتا لمن نودعهم… متعكم الله جميعاً

بالصحة والعافية.. وردد مع العميري رحمه الله الذي كان يدعو للخير والمحبة والعطاء حتى رحيله المفاجئ: (لو أعيش زول ليه قيمة أسعد الناس بوجودي).

 

اخر لحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.