اسامه عبد الماجد:الأرواح المسافرة

٭في مركز يحمل اسم شهيد، يتم الاحتفال بذكرى شهداء.. يا له من شهيد المشير الزبير محمد صالح، الذي لم يشعر أحد أنه نائب لرئيس الجمهورية .. كان بين الناس وواحد منهم .. قدم روحه فداءً للإنقاذ .. أما الشهداء الذين احتفل بهم أمس فهم علي عبد الفتاح وإخوانه .. أسود ملحمة الميل أربعين .. التي أحيا طلاب المؤتمر الوطني ذكراها الثانية والعشرين مساء أمس.
٭ كان الاحتفال يتم سنوياً بالجامعة الإسلامية .. ولأن الجامعة مغلقة الأبواب، أراد طلاب الوطني فتح الأفئدة والعقول وإحياء ذكرى عصية النسيان .. قد يقول قائل ولماذا يحتفل الإسلاميون بذكرى الميل أربعين دون سائر المعارك ؟ أخذت الميل أربعين كل تلك الشهرة، لأنها جاءت في وقت شهدت جبهات القتال في الاستوائية تقدماً للجيش الشعبي.

٭والميل أربعين أقيم فيها معسكر لعرقلة زحف التمرد الذي كانت عينه على جوبا .. كما أن المعركة شهدت مواجهة بين (فئة قليلة) مقاتلة تجاوزت المائة من قوات ومجاهدين في مواجهة قوة متمردة (كثيرة) مدججة بالسلاح ..

مدعومة بعشرات المدرعات المتطورة وأسلحة المدفعية الثقيلة.. وبمشاركة قوة كبيرة من الجيش الأوغندي وهي ما عرفت بعملية (الأمطار الغزيرة) التي كان هدفها اجتياح جوبا.

٭ يحيي الإسلاميون ملحمة الميل أربعين .. وهي رسالة (للقريب) قبل (البعيد)، و(للداخل) وربما (الخارج).. بأن تأكيداً للجاهزية لأي معركة، في كل زمان ومكان .. كان مائة رجل وشاب يزيدون قليلاً كالطود الشامخ .. وكصيف ساخن .. وكأسد ثائر، وكنسر جارح .. وكنهر متمرد، وكرعد زمجر وكبرق خاطف.. أذاقوا التمرد شر هزيمة.

٭ رسم علي عبد الفتاح وإخوانه، معاني (للبسالة) و(الجسارة) .. جعلوا (الممنوع) ، (مسموح) واجهوا دبابات العدو وفجروها فحولوا (الشك) إلى (يقين) … إخوان (علي فتاح)، (شغلهم صاح).. (باعوا) أراوحهم، و(اشتروا) بها الجنة.. كان أي واحد فيهم (ينم سلوكه عنه ويتبع قوله العمل).

٭ الميل أربعين إحياء لـ(بناء)، (الجهاد)، في وقت يعمل البعض على (هدم) مسيرة (الاستشهاد) .. والذكرى (إكرام) للشهداء في زمن كثر فيه (الاحتقار) .. أرسل طلاب الوطني رسالة (تفاؤل) في وقت كثر فيه بث رسائل (التشاؤم).

٭عند إحياء ذكرى المجاهدين، تتوحد صفوف الإسلاميين .. شارك أمس الناجي عبد الله رغم موقفه من الحكومة ..

ردد الجميع الأنشودة الرائعة (فتى أخلاقه مثل وملء ثيابه رجل) للمربي الفاضل إمام علي الشيخ .. التي كتبت كلماتها في شيخ الترابي .. مع المجاهدين لا (قصر) ولا (منشية) .. بل (لا) مسافة واحدة من الجميع.

٭ (ظاهر) الأمر لا (باطنه) جاهزية طلاب الوطني وأميرهم د. هشام التجاني ونائبه هاشم القصاص وأنهم رهن إشارة القيادة .. يجدونهم عند (الضرا) قبل (السراء) .. كان شعار الاحتفال (الأرواح المسافرة) .. لكن واقع الحال يقول إن أجسادهم (قاعدة وبس).. لأجل المشروع الإسلامي لا البشير.

٭ صدحوا (ما نحن ساعة الجد يجي نملاها ساحات الفداء .. فرسان وما بنرضى الهوان دولتنا من بيهددا) .. ومع ذلك هناك من يردد (أي كوز ندوسو دوس) .. (لا بالله).

احرلحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.