معاويه محمد علي:مسلسل مستمر

نستغرب لجهاز إعلامي يفترض فيه توعية الناس، وهو يقوم بتسويق الجهل وترويج الخرافات والإعلان للدجالين والمشعوذين، تحت دعاوى التغطيات الإعلامية، وتسليط الأضواء على الظواهر.

لم نفق بعد من دهشة بعض الفضائيات التي تمارس التجارة بأرواح مشاهديها، من خلال فتح الأبواب لبعض من يسمون أنفسهم خبراء الطب البديل، وعلماء في طبيعة الأعشاب، ومن قبلهم بعض من يسمين أنفسهن خبيرات تجميل، حتى فاجأتنا واجهات إعلامية أخرى وهي تروج لأحد الدجالين، وأنه قام باسترداد بصر إمرأة كفيفة، وأعاد العافية لأخرى كانت مقعدة، وغيرها من قصص الخيال العلمي التي تظهر الرجل بالخارق.

الغريب أن بطل القصة وشيخ زمانه سبق وأن أدانته محكمة النظام العام قبل عدة سنوات، بعد ظهوره الذي شغل الناس وأصبح سيدا لجلساتهم، بذات السيناريو الذي يحدث الآن، ويحدث الناس عن كراماته ومقدرته على علاج كل الأمراض.

والأغرب إنه يمارس ذات النشاط السابق الذي حوكم بسببه، وتملأ مقاطع خزعبلاته مواقع التواصل الإجتماعي، دون أن يسأله أحد.

والغريب، في كل ذلك أن تنقاد بعض أجهزة الإعلام من باب صناعة الإثارة والتشويق للتروج لهذا الجهل، وللأسف أن كل ما يرد من أخبار حول هذا الدجال في تلك الأجهزة، يمثل فتنة لأصحاب النفوس الضعيفة، والبسطاء من عامة الشعب، الذين يصدقون كل ما يرد في الإعلام، خاصة الباحثين عن العلاج.

لم يكتف هؤلاء بتقديم بعض من يسمين خبيرات تجميل، فشوهن الكثير من وجوه وبشرات الكثير من الفتيات، لأنهن براءة من الخبرة، ومن عالم التجميل الذي له علمه وفنونه وخبرته، وكذلك من تسميهم خبراء العلاج بالأعشاب.
إن الإعلام عندنا يحتاج حقيقة لمراجعة، ومراقبة، ومعرفة برسالته الحقيقية.

اخر لحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.