الطاهر ساتي( مواسير)

** من منطلق أن الصحافة عين ترصد وقلب ينبض بحُب هذا الوطن، ومن منطلق انتمائي لوطني الصغير، كان لِزاماً عليّ أن أكتب بصدق مُعبِّراً عن (المحنة) التي تمر بها قرية ديم القراي الكبرى وما سطّرته في الفضفضة السابقة هو البداية لسلسلة مقالات الهدف منها (الإصلاح) بمعناه الشامل.

 

 

** أكتب هذه المرة مُخاطباً السيد والي نهر النيل باعتباره الراعي لرعيته في الولاية، ولا اُبالغ إذا قلت إن ديم القراي وصلت مرحلة متأخرة من الفوضى لدرجة أنها أصبحت أي ديم القراي (خارج دائرة الحكومة)، والدليل على ذلك (هيمنة) بعض الأجسام والتي لا علاقة لها بالحكومة على معظم الجوانب التنظيمية في القرية.

 

** في هذا الصدد يُجمِع المراقبون أن لجان التطوير في القُرى ما هي أجسام طوعية ليس من حقها التدخل في الجوانب التنظيمية، وكما هو معلوم للجميع من يتولى العمل التنظيمي في القُرى والأحياء هي المحليات والوحدات الإدارية بالتنسيق مع اللجان الشعبية.

 

** من المؤلم أن يُترك الحبل على الغارب للجان التطوير لتُنفِّذ أجندتها والمؤلم أكثر سكوت أهالي القُرى على تجاوزات هذه اللجان.

 

** بما أن اللجان الشعبية تُمثل الحكومة في الأحياء والقُرى فليس من المبلوع أن تصبح بعض هذه اللجان الشعبية (مُنقادة) للجان التطوير، تعمل هذه اللجان على تنفيذ أوامر لجان التطوير، رغم عدم شرعيتها أي لجان التطوير!!

 

** في مجال الخدمات في ديم القراي المركز الصحي الحكومي يتم تشغيله بأمر لجنة التطوير بنسبة مُتّفق عليها بين اللجنة والطبيب، والغريب في أمر المركز الصحي أنه أصبح خارج دائرة الحكومة بمعنى أن الجهات المختصة في ولاية نهر النيل رفعت يدها عن تشغيل المركز الصحي!!

 

** وفي مجال صحة البيئة تعلم الجهات المختصة في كبوشية وشندي أن الجزارين في سوق ديم القراي يذبحون البهائم في محلات بيع اللحوم، الأمر الذي يُشكِّل خطراً على صحة البيئة من خلال تكاثُر الذباب وبالتالي انتشار الأمراض.

 

** في مجال التخطيط العمراني أصبح سوق ديم القراي يعيش فوضى تخطيطية وكذلك معظم الأحياء في ديم القراي.

 

** في مجال الأمن أحسنت الجهات المختصة في محلية شندي صُنعاً بترفيع نقطة شرطة ديم القراي إلى قسم شرطة، وحتى تكتمل الصورة التنظيمية في قرية ديم القراي نناشد السيد والي نهر النيل بل نطالبه بالتصديق لقرية ديم القراي الكبرى بوحدة إدارية لتُساهم بصورة فعّالة في القضاء على الفوضى التي تعيشها القرية بسبب الممارسات الخاطئة وغير القانونية من بعض الذين ماتت ضمائرهم !!

 

** للأسف بعض النافذين من أبناء القرية في الحكومة يتفرجون على قريتهم وهي تغوص في الوحل وبعضهم رغم هذه السلبيات الواضحة يسبح عكس التيار ليصبح هؤلاء أحد معاول الهدم في ديم القراي.

 

** غضب البعض من الأسلوب الجريء لرصد واقع الحال في القرية وهو ما أصفه (بالعاطفة) والحساسية الزائدة تجاه ما طُرِح…. بالتأكيد يجب تناول القضية بكل تفاصيلها حتى يسهُل معالجتها، ونقول (لمن شالتهم الهاشمية) تجاه وطنهم الصغير ديم القراي عليهم بالمبادرة بالحلول الناجعة لتعود ديم القراي لسيرتها الأولى تكاتفاً وتضامناً وتعاوناً مُتصدين لكل من يعبث بأمنها واستقرارها.

 

** لا ينكر إلا مكابر أن أهالي ديم القراي أصبحوا مختلفين في المطالبة لأبسط حقوقهم المشروعة، وتحديداً في أهم المجالات الحياتية والسبب تخوفهم من أصحاب النفوذ الذين هيمنوا على مفاصل الحياة في القرية.

 

** آن الأوان أن (يتحد) أهالي القرية على تحجيم هؤلاء وإعادتهم إلى جحورهم خاصة أننا نعيش عهداً جديداً من أهم أولوياته القضاء على الفساد بكل أشكاله، ولا نامت أعين الجُبناء.

اخرلحظه

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.