قسم خالد: هيثم ونزار وحلاوة الهلال

و.. لأن الأمور بنادي الهلال تدار بعشوائية كبيرة هاهو الهلال يفقد جهود اللاعب الصادق الفيتوري، أو (صادق الفيتوري) كما هو مدوَّن في سيستم الاتحاد الدولي الذي رفض أن يقبل الصادق الفيتوري حينما حاول الهلال اعتماده.

قلنا ونكرر الآن، ولن نمل في التذكير أن الطريقة التي تدار بها انتدابات الفرقة الزرقاء بدائية للحد البعيد ولا تنم عن أن الهلال النادي الكبير يديره مجلس يعرف ماهية الإدارة الصحيحة مع كامل احترامي لهم جميعاً.

لم يجتمع مجلس الهلال ليسمي لجنة تسجيلاته الإدارية المنوط بها توفير المال، ولم يعلن أسماء اللجنة الفنية المنوط بها اختيارات اللاعبين أيضاً، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أن مجلس الإدارة لا يجيد الاحترافية، لأن الأندية الكبيرة، والهلال نادي كبير، عندنا تجتهد في أمر الانتدابات منذ فترة طويلة، ولها تعاقدات مع وكلاء لاعبين على درجة عالية من الكفاءة، ودونكم الأهلي المصري الذي يمتلك شخصاً اسمه القيعي هو المسؤول الأول عن التعاقدات بالنادي، وهو الذي يبرم العقود، وهو الذي يختار وكلاء اللاعبين، أي بمعنى أن النادي الأهلي لا يقوم بقيد لاعب في كشوفاته مالم يكن لاعباً مميزاً وناشطاً في الدوريات العربية والأفريقية وأظهر مستويات كبيرة تكفل له الانتقال للنادي الأهلي.
أما عندنا في السودان يمكن ببساطة شديدة أن يقوم رئيس النادي بالاتصال برئيس الجهاز الفني للفريق عند الخامسة عصراً ويطلب منه إخلاء خانة في آخر يوم للتسجيلات الذي ينتهي عندنا عند الثانية عشرة، كما قال في حواره مع القناة التي يملكها.

والدليل على تلك العشوائية التي تعشش في نادي الهلال الطريقة التي تم بها شطب لاعب الطرف الأيسر محمود أمبدة، دون مراعاة حتى لمصلحة الفريق المقبل على تنافس أفريقي شرس للغاية يتطلب جاهزية كل اللاعبين حتى اللاعبين الذين لا يشاركون بانتظام، لأن البدلاء في علم التدريب يمكن لهم أن يغيِّروا مجرى المباراة لصالح أنديتهم .

الآن وبعد الأنباء التي ترددت مؤخراً عن تجدد إصابة اللاعب نزار حامد، وشطب شلش وأمبدة، ورفض السستم للصادق الفيتوي بحسب الاسم الذي  طلبه الهلال يصبح كشف الهلال ناقصاً، وكان بالإمكان أن يتم الإبقاء على أمبدة في خانته، لكن العشوائية والاستعجال وعدم الإلمام بأبسط قواعد الانتقالات هو الذي أوقع الهلال في هذا المطب .

الآن بات الفيتوري خارج كشوفات الهلال بأمر السستم وليس بأمر شداد، لأن القائمين على أمر التسجيلات في نادي الهلال لم يستوثقوا من المعلومة الصحيحة المرتبطة باسم اللاعب، لأن اللاعب تمت إعارته لنادٍ يوناني، وبالتالي دخل اسمه السستم، وبالتالي أن أراد الهلال قيده في يوليو المقبل عليه أن يقوم بقيده في خانة اللاعبين المحترفين، وهو ما يعني أن يقوم الهلال بالاستغناء عن أحد اللاعبين (إيمانويل، ديارا وأمبومبو) وإلا فلن يعتمد اللاعب من قبل السستم للمرة الثانية على التوالي.

الأمور في نادي الهلال وتحديداً في ملف التسجيلات لن تنصلح إلا إذا تولى الأمر خبيراً في الانتدابات من النواحي كافة ويأتي على رأسها الناحية الفنية، لكن إذا استمر الأمر هكذا وبتلك الطريقة العشوائية فلن يستطيع الهلال قيد لاعب يمكن له أن يحقق شيئاً للفريق .

قضية الفيتوري وقضية لاعب المريخ سومانا يجب أن لا تمر مرور الكرام، فسومانا كل الدلائل تدل على أن هناك أشياء تمت من قبل مسؤولين كبار، وهذه الأمور لا تتم إلا لشخص يجيد التعامل مع أمر الانتقالات، وبالتالي في التحقيق أمر ضروري حتى يبعد الاتحاد عن نفسه الشبهات لا سيما أن الفيفا أصدر قراراً حوَّل بموجبه الاتحاد السوداني وفريق المريخ للجنة الانضباط .
أخيراً أخيراً

بعد اعتزال أمهر من أنجبته الكرة السودانية في فن التمرير (هيثم مصطفى) لا أقول إن حواء الكرة السودانية قد عقمت وأصاب أحشاءها الجدب، لكن باتت الموهبة قليلة للغاية، بل تبدو منعدمة في بعض الأحايين، هيثم مصطفى كان النجم الأول للشباك طيلة فترة ارتدائه لشعار الهلال، وكان هو النجم المدلل عند الجماهير، أحبوه لأنه مبدع، ممتع، مدهش، لكن الأقدار عجلت برحيل هيثم مصطفى عن الهلال بفعل فاعل، فاختفى نجم الشباك حينها بالفرقة الزرقاء، ولأن هيثم مصطفى كان على علم بأن مشواره قد ينتهي في أي لحظة بالهلال بعد قدوم البرير، سعى هيثم لموهبة جديدة اسمها نزار حامد، وكلنا يعلم أن نزار حامد كان هو الأقرب للمريخ، بل أن المريخ سدد للأمل نصف حافز انتقاله، لكن هيثم مصطفى المدرك لماهية الموهبة التي يكتنزها هذا اللاعب ذهب هو بنفسه إلى عطبرة، والتقى إدارة الأمل، والتقى اللاعب وحسم الأمر لمصلحة الهلال، فكان نزار حامد بكل هذا البهاء، نزار لا أقول إنه آخر المواهب في الكرة السودانية لكن الكرة السودانية بعد ظهوره لم تنجب لاعباً يمتلك فن التطريب، يمتلك خاصية الموهبة والحب الجماهيري الكبير.

كان نزار حامد بالنسبة لكافة المدربين الذين أشرفوا فنياً على تدريب الهلال هو اللاعب الأول عندهم، فموهبته كبيرة، وقدرته على تطويع الكرة مذهلة، باختصار هو اللاعب الذي تحبه الجماهير، وتحبه الأجهزة الفنية.

حتى أصيب، وكانت الإصابة التي تعرَّض لها (الماكوك) خبراً محزناً لجماهير الهلال التي أحبته وتغنت باسمه، وعند عودته من الإصابة ومشاركته في أول مباراة للأزرق فرحت جماهير الهلال فرحاً كبيراً لعودته، لكنه تعرَّض مجدداً للإصابة .

نزار هو أيقونة الهلال وضابط إيقاع وسطه، هو نجم الشباك الأول لكنها العين التي أصابته، ماذا لو قرر مجلس إدارة نادي الهلال مثلاً أن يسافر نزار لألمانيا أو إنجلترا للاطمئنان أكثر على صحته. نزار يحتاجه الهلال وتحتاجه الملاعب العطشى للموهبة الفطرية التي يملكها .

مجرَّد اقتراح بعد رواج أنباء عن تجدد إصابته، عالجوا نزار لتعود الجماهير  للملاعب، عالجوا نزار ليعود لملعب الهلال ألقه المفقود .

أخيراً جداً
منذ التأسيس وجماهير الهلال متعودة أن يكون بين صفوف فريقها لاعباً يضج موهبة وقدرة على الإمتاع، منذ زمن الأمير، مروراً بجكسا والدحيش وكسلا، ثم مصطفى النقر، ووليد طايشين، وحمد دفع الله، ثم هيثم مصطفى، وأخيراً وليس آخراً  نزار حامد، لأن حواء الهلال ولود وحتماً لن يخلوا كشف الهلال من نجوم الشباك ما بقي الهلال .

أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء
سبحانك اللهم وبحمدك.

المصدر : باج نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.