اسامه عبد المجاد:نقص الدواء .. من نصدق ؟

٭قبل أيام قرع وكيل وزارة الصحة، بروفيسور بابكر كبلو، ناقوس الخطر، بإقراره عن وجود فجوة في بعض الأدوية .. وعاد مطمئناً بأن الأسابيع القادمة ستشهد محاولة لسد فجوة جميع الأدوية .. الوكيل (يفلق ويداوي)، وكذلك وصف على هامش ملتقى الشركات الهندية، شح الأدوية بالمشكلة الحقيقية التي لابد من تداركها لتفادي نفاد الأدوية.

٭ الحديث في مجمله مزعج .. لا بل مخيف، ويشيء بأن ترتيبات الحكومة بشأن توفير الدواء ليست بالصورة المحكمة .. وقبل أن يستجمع الناس قواهم لتبين الموقف الدوائي .. أكد وزير الصحة، د. الصادق محجوب، خلال بحث قضايا الأدوية بالبرلمان، أمس، توفر (91%) من أصناف الدواء.

٭خبر جيد ومطمئن بأن اصناف الدواء متوفرة بهذه النسبة الكبيرة .. لكن عندما نتذكر حديث الوكيل كبلو .. يقفز السؤال أيهما نصدق؟ .. وإن تجاوزنا البحث عن إجابة يقفز السؤال الأكثر أهمية أين الحقيقة ؟ .. دون شك هناك فوضى في أسعار الأدوية .. استعصى تماماً على الحكومة ضبط السعر رغم تخصيص 10% من عائدات الصادر للدواء.

٭ الوكيل كبلو، نفسه شدد على ضرورة ضبط أسعار الأدوية، وقال: (الأمر يحتاج لرقابة خاصة) .. ولم يشرح لنا سيادته ماهية الرقابة الخاصة التي اقترحها وحددها .. واحدة من مشاكل الدواء وتوهان الحكومة في هذا الملف المعقد هو احتكار بعض الأصناف لشركات معينة مما يتسبب في أضرار للمواطن وارتفاع الأسعار.

٭لم تستطع الحكومة تنظيم بيتها الداخلي والمتمثل في الصندوق القومي للإمدادات الطبية .. شرع رئيس الوزراء، محمد طاهر أيلا، في مراجعة مؤسسات وهيئات وصناديق الدولة .. أمس حل أيلا مجلس إدارة شركة السُكر السودانية وأقال مديرها العام .. وقبلها سل سيفه في وجه المؤسسة السودانية للنفط وأقال أمينها العام .. طالما فتح أيلا ملفات الوقود والسُكر فمن باب أولى أن يفتح ملف الدواء.

٭ نقترح على أيلا أن يجتمع بوزيرة الدولة السابقة بالصحة، سعاد الكارب، باعتبارها اشرفت على ملف الدواء .. ثم يستمع للثقاة ويتسلم تقريراً من بنك السودان بشأن توفير المركزي للعُملات الصعبة للدواء .. بعدها يجتمع مع إدارة الإمدادات الطبية ليضع حداً لهذا الجدل الدائر.

٭ في كل مرة يظهر مسؤول يقوم بتخويف الحكومة ويعلن عن وجود فجوة دوائية .. وبعد أيام قلائل يتحدث مسؤولون عن واقع آخر .. تذكرون الصورة السوداوية التي رسمها وزير الصحة الأسبق، محمد أبو زيد، عن الموقف الدوائي بالبلاد .. عندما سمعت حديثه خشيت أن لا نجد ولا (حبة بندول).

٭ واتضح لاحقاً أن حديث الوزير لا علاقة له بالواقع .. وبعد فترة قليلة أطاحت به الحكومة .. ملف الدواء بمثابة أمن قومي .. الاحظ عدم تركيز الحكومة مع هذا الملف بالشكل المطلوب .. توجيهات مهمة أصدرها رئيس الوزراء، الأسبق، بكري حسن صالح، تستدعي الحراسة والرقابة ومنها فك احتكار استيراد الأدوية المسجلة بسجلات مجلس الأدوية والسموم، إيقاف استيراد أي أدوية من الخارج في حالة وجود أدوية مشابهة تصنع بالبلاد.

٭ملف الدواء يحتاج مراجعة شاملة.

اخرلحظه

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.