الفاتح جبرا:تدوير مناصب

ثلاثون عاماً ونحن نستمع إلى ذات الأسماء ونشاهد نفس الوجوه تنتقل من مكان لآخر، حتى بات المواطن البسيط يتوقع أسماء المسؤولين من ولاة ووزراء ومعتمدين قبل أن يتم الإعلان عنهم فهذه المناصب العامة (محجوزة وكده) !
والمنصب المحجوز لا علاقة له البتة بمؤهلات (المحجوز له) ولا (سنه) ولا خبرته وإن شئنا الدقة (ولاااا أي شيء) فقط أن يكون (المحجوز له) من القوم أو من أصهارهم وأقاربهم ومرات من (كسارين التلج) وقادة المليشيات أو منسلخي الأحزاب الكرتونية التي لا برامج لها غير برنامج (أديتونا ياتو وزارة) !
لقد باتت مسألة تدوير المناصب بعد كل هذه العقود واقتصارها على مجموعة من الأشخاص حتى في ظل هذه الظروف الكارثية التي تعيشها البلاد شيئاً محيراً ومسألة أشبه (بالانتحار) المتعمد فهذا التدوير قد أوصلنا إلى ما نحن فيه من مديونية ضخمة بحاجة إلى شبه معجزة لسدادها و موارد تآكلت ولم نستفد منها إلا القليل، بطالة وفقر، وأهم حاجة (خزينة خاوية) ما أن (تنفد) عملتها الوطنية حتى تملا بواسطة نظرية ( رب رب رب ) دون أي تحسب للعواقب التي يذكرها رجال الاقتصاد ، أما العملات الحرة (البخليها منوووو!)
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو أن بعض الذين تم الاستغناء عنهم من الولاة والمعتمدين مؤخراً ما أن تم تسريحهم حتى تم تعيينهم كسفراء بالخارجية (أيوة سفراء الواااحدة دي) وقصة (سفراء) دي ليست هي المرة الأولى التي يتم بها مكافأة من تتم إزاحتهم عن مواقعهم إذ أن (الخارجية) تضم العديد من هؤلاء الذين ليسوا بالتأهيل الكاف لتولي هذا المنصب الذي يحتاج إلى مقدرات (محددة)، الخارجية دي ما بتستحمل (الزول المبشتن ساي خليك من الراسو فاضي) !
لا أريد المقارنة بين من يتم تعيينهم (سفراء ترضيات) وبين من تم الاستغناء عنهم في مذبحة الدبلوماسيين (1989) والتي راح ضحيتها (سفراء يملو العين) علماً وحنكة ودراية و (لغات) قذف بهم إلى (الشارع العام) لا لأي تقصير أو ذنب جنوه سوى أنهم ليسوا من (القوم) !
عموماً هي البلد بلدكم وإنتو أسيادا.. وعليكم الله واحد يمشي فيكم مافي.. خليكم كووولكم قاعدين.. والمناصب دي كنكشوا فيها.. والباقي لو فضل (وزعوهو بمعرفتكم) وأي زول يلهط (أعملو نايمين).. بس خليكم عارفين (مافي بلد بتمشي بالصورة دي).. ولو مشت الليلة.. بكرة ما بتمش !
(ليه ما بتمش؟) لأنو المثل بيقول (خذ من التل يختل) والتل هو الجبل الصغير، ويختل هنا بمعنى ينقص والمثل يقول (ان كثرة الاخذ من التل سيتأثر بذلك ويقل مستواه) ويعني المثل ان الاخذ من الشيء الكثير مهما قل سيؤثر عليه مع الوقت حتى يفنيه .
و(التل) إتماص من كثرة الأخذ (واللبع) بفعل تدوير المناصب والبقاء و(التوهط) في السلطة الذي أفرز من هم فوق المحاسبة والقانون والقصة باااظت كما صرح القيادي الإسلامي المخضرم العم أحمد عبدالرحمن..
وما ظنيت انها (تمشي بالصورة دي) ومن الأسلم التفكير في أي حلول (مقبولة)، يقول العالم إنشتاين (الغباء هو تكرار فعل نفس الشيء عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة) وللأسف فإن هنالك من يتوقع من (تدوير المناصب هذه) نتائج مختلفة !
كسرة:
هل يستطيع (أيلا) تقديم لصوص هيثرو (للقضاء).. هذا هو المحك ! ما دون ذلك (دوري ناشئين) ساي !
كسرة ثابتة:
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !
كسرة (حتى لا ننسى):
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

 

المصدر : كوش نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.