نهج النهب ..!!

:: لو رفع المراجع العام أحجاراً، لوجد تحتها ملفات القبح.. والمؤلم أن يكتفي المراجع بازاحة الستار عن أوجه القبح، بدلاً عن المضي – بالملفات – نحو المحاكم.. وعلى سبيل المثال، كان خبر الأمس – بالجريدة – بالنص : كشف المراجع العام، عن تورط 35 موظفاً بالإدارة العامة للحج والعمرة في تجاوزات مالية وتبديد وصرف حوافز وسلفيات دون وجه حق .. وقد بلغت جملة المبلغ (559.680.33 ريال سعودي) ، ومنها (114.832.33 ريال ) بطرف مدير الحج السابق المطيع محمد أحمد، وقد أودعت في نيابة المال العام ..!!

:: ولعلكم تذكرون، في ابريل العام الفائت، فرحاً بقرار إقالة المطيع محمد أحمد عن الإدارة العامة للحج والعمرة، ذبح بعض أصحاب وكالات السفر و السياحة (ثوراُ).. و يومها قلت بأن هذا ما يجب أن يحدث عند إقالة أي مسؤول ، أي ليس فيهم من يستحق المراثي وسكب الدموع .. ومن المؤسف أن البعض يصنع للبُسطاء من إقالة الفاشلين والمفسدين قباب المراثي والتباكي، ليطوفوا حولها بلا وعي، أو كما يحدث حالياُ عقب كل قرار اعفاء صادر عن رئيس الوزراء د. محمد طاهر ايلا ..!!

:: المهم، منعاُ لمثل هذا (النهب المٌصًلح)، مع تفعيل القوانين الرادعة، نأمل أن تضع حكومة طاهر ايلا خطة تُخرج الحكومة المركزية من إجراءات تنظيم الحج والعمرة نهائياً.. نعم، خروج الحكومة من الحج والعمرة من المطالب المهمة جداً، لأنها تغلق مواسير الفساد على القطط السمان .. ولو كانت السلطات الحكومية المركزية المسؤولة عن الحج – وهي وزارة الارشاد والإدارة العامة للحج والعمرة- تتقن تنظيم الحج بحيث لا يتجاوز أحد، لما طالبناها بالخروج .. !!
:: لماليزيا – التي يزورها المسؤولين سواحاً – تجربة فريدة في تنظيم الحج، ولكن لا ينقلون من ماليزيا تجاربها الناجحة، وكأن قدرنا أن يكتفوا من الزيارة بنقل الأثاثات .. ماليزياً تُفوِّج ما يقارب عدد حجاج السودان (30.000 حاج)، بهدوء ثم بدقة حدها أن المواطن الماليزي لا يعلم بخبر اختياره لأداء مناسك الحج إلا قبل ثلاثة أسابيع فقط من موعد إقلاع طائرته.. إذ هناك قوائم بطرف السلطات، والسلطات هي التي تختار من – تلك القائمة – حجاجها وفق معايير لا تظلم مواطناً ولا تنهب ريالاً .. !!

:: وسواسية هناك الفقير والغني في الاستطاعة، فالتكافل هو الوسيلة التي تجعل كل فرد بالشعب مستطيعاً.. يتم تفويجهم زُمراً ثم يعيدونهم زُمراً، بلا توهان أو ضياع أو (سب ولعن)، أو نهب لأموال الحجاج .. وكل دول العالم، تبتكر من الوسائل والنظم ما تيسر بها شعيرة الحج لشعبها.. فالدول تمضي بعقول أجهزتها ونزاهة سلطاتها نحو عوالم أضحت تدير كل أمور شعوبها – بما فيها الحج – بسلاسة ومصداقية، بيد أن عقول أجهزتنا لا تزال تعمل بنهج (اللت والعجن والنهب)..!!

:: والمؤسف أن الحكومة لم تحل الهيئة العامة، أو كما أوهمت الناس، بل حولتها إلى إدارة عامة بالوزراة، وبذات السلطات التي تنتهك حقوق الولايات والوكالات.. ويجب تحرير الحج من قبضة الحكومة المركزية، وعندما نناشد رئيس الوزراء باخراج الحكومة من الحج والعمرة، نعني تقزيم سلطات الإدارة العامة، بحيث تكتفي بالإشراف والتنسيق والرقابة ، أي لاتزاحم الولايات والوكالات في التنفيذ لحد صرف وتبديد ما يزيد عن نصف مليون ريال في موسم واحد فقط لاغير .. !!

 

كوش نيوز

 

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.