سارة إبراهيم، طفلة مصابة بسرطان الدم، عرفها وتعاطف معها السعوديون عبر موقع “تويتر” من خلال نشر صورها وهي تتلقى العلاج، وكانت تطلب من المتابعين الدعاء لها بأن تشفى من هذا المرض.

شخصيات إعلامية ومشاهير من مختلف المجالات تفاعلوا معها، وأطلقوا هاشتاق #أصدقاء_سارة ، وتضامن معها عدد من المغردين لينشروا صورهم وهم يحلقون شعور رؤوسهم، وبعد هذا الكم من المشاعر الإنسانية والتضامن صدم كل من تعاطف معها، أن هذه الصور تعود إلى طفلة أميركية، مصابة بالسرطان وليس للطفلة السعودية سارة، على الرغم من استضافتها هاتفياً، في عدد من وسائل الإعلام، ليتم إلغاء الحساب من تويتر، وتختفي سارة إبراهيم، أو يختفي من كان يغرد عبر حسابها المزيف .

bfc45427 0232 4e6a 8685

“العربية.نت” تواصلت مع المشرفة على حساب “سعوديات مبدعات”، والذي ساعد في إيصال الطفلة سارة إلى وسائل الإعلام، فتحدثت الأستاذة سارة الشهري المؤسسة للحساب قائلة “أنا أنشأت هذا الحساب من أجل دعم السعوديات في كل المجالات، وبالتحديد السعوديات الآتي يعانين من أمراض، كمريضات السرطان أو التوحد اللوحي، أو الكفيفات، والحمد لله استطعت من خلال هذا الحساب إبراز عدد من الواهبات للمجتمع، وبالنسبة لحساب سارة إبراهيم عرفته بعد دعم عدد من المشاهير لها، حيث أحببت أن أحتوي سارة، وأن أجعلها أحد فرق سعوديات مبدعات، كونها مريضة قوية، خرجت إعلامياً من خلال نشر صورها على تويتر، لذلك تواصلت معها، عبر حسابها على تويتر، ليتم بعد ذلك التواصل هاتفياً معها، وكنت دوماً أطلب من سارة أن تجعلني أتواصل مع والدتها، ولكن كانت سارة في كل مرة تحاول التهرب من ذلك، وبعد أن شاهدت سارة تنشر محادثات لها على الواتساب مع بعض المشاهير والأشخاص الذين عرفتهم عبر توتير، قمت بنصحها بأن لا تتواصل هاتفياً مع عامة الناس، وهذا خوفاً عليها من الاستغلال من قبل ضعاف النفوس”.

كما أضافت “أن سارة انسحبت من مجموعة سعوديات مبدعات، وأصبحت لا ترد على اتصالاتي أو رسائلي، وهذا أمر لم نعتد عليه في المجموعة، لذلك راودتني الشكوك حول حقيقة حساب سارة على “توتير”، وخاصة أن الشخصية مختلفة تماماً، وأقصد بذلك ما بين شخصيتها هاتفياً، وبين من يكتب من تغريدات، كونها تغريدات تخلو من الأخطاء الإملائية، كما أن ما يكتب لا يعكس شخصية طفلة، ولكن ما منعني عن الحديث عن هذا الأمر هو أنه لم تطلب أي مساعدات مادية أو عينة لا من قبلي أو حتى من قبل المتابعين لها، وهذا ما خفف من الشكوك التي كانت تدور حولها، ولكن انسحابها من المجموعة، وعدم التواصل مع أهلها هو ما أثار الشكوك لدي”.

وختمت حديثها قائلة “بعد كشف حقيقة صور الطفلة سارة وصلني الكثير من الرسائل على حسابي على تويتر وهاتفي الشخصي، تتهمني بأني شريكة في هذه الخدعة، وإنني استغللت تعاطف الناس مع المرض والطفلة الوهمية، وكأنني لم أقدم أي شيء عبر “سعوديات مبدعات” سوى هذه الطفلة سارة، فصحيح أنني لم أستطع التأكد من هويتها كونها تتلقى العلاج في أميركا عندما منحت سارة لقب سفيرة سعوديات مبدعات لمحاربة السرطان، ولكن لم أكن أنا من أخرج سارة إلى عالم الشهرة على تويتر، وأنا لا أبحث عن هذه الشهرة الزائفة، بل إنني أبحث عن نجاحات لشخصيات سعوديات حقيقية، نساعدهن في التغلب على العزلة التي أدخلتهم بها هذه الأمراض، وأن أظهر للعامة أن المرضى يستطيعون التغلب عن المرض بالإبداع .

“العربية.نت” تواصلت مع المحامي بندر المحرج، والذي عقب على القضية قانونيا قائلاً “هذه القضية تصنف قانونياً بجريمة معلوماتية من خلال انتحال صفة الغير، كما تعتبر احتيالا من أجل للحصول على أموال الآخرين، في حالة أن من يقف خلف هذا الحساب طلب مساعدات مادية، هذا من جهة ومن جهة أخرى التبرع لهذا الحساب وغيره من الحسابات المجهولة أو غير المأذون لها بجمع التبرعات أو قبولها يعتبر مخالفة نظامية تُوجب مساءلة المخالف، لاسيما أن هناك من استغلال العاطفة الدينية أو الإنسانية لجمع أموال وبذلها لمجموعات من أصحاب الفكر الضال”.

كما أضاف “أن الجانب المُشرق في هذا القضية هو أن المجتمع يحب الخير ويسعى له، ولذلك من حقه علينا أن نقدم لهم النصح، وأن ننصحه باستخدام الوسائل المشروعة والمأمونة”.

أحد المبتعثين الكويتيين في أمريكا، أكد عبر حسابه على توتير، أنه زار الطفلة سارة في مستشفى MD Anderson بولاية هيوستن، وأنه اكتشف أن سارة ليست هي الموجودة في الصورة التي تنشرها على حسابها، وعند سؤالها عن سبب استخدام صور ليست لها، اجابته إنها فعلت ذلك بسبب العادات والتقاليد، كما أنه وعد بكشف جميع الاثباتات، ولكن بعد أن يستأذن من أهلها.

“العربية.نت” تواصلت مع هذا المبتعث وكشف لنا أنه لم يقم بزيارتها، ولا يعلم عنها أي شيء ولكنه أراد أن يوصل رسالة، وهي أن الشعوب العربية عاطفية، وهذه العاطفة كانت سبباً في حدوث عدد من المشاكل على حد تعبيره .